نشرة جوية – قصة : عبد العالي دمياني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
anfasseيومٌ مصهود، تخلع فيه جلدك وتتنصّل من نفسك. جوٌّ كاتم يدفع الروح إلى الحلقوم، ويجعل الحياة غير متحمّلة بالمرة. حتى الصمت، الذي يهفو إليه المرء يغدو جرسَ تنغيص لا يهدأ طنينه في الأذن.
جو نموذجي لارتكاب جريمة. هذه هي الحقيقة. أيامٌ من البرد اللاسع والأمطار، ثم فجأة، يهجم كل هذا الحر الدبق ك"مازوت" على إسفلت، الثقيل كالرصاص.
ليحافظ الواحد على خفة الملاك فيه عليه أن يدخل بيته بأسرع ما يستطيع. أن يتحاشى كل الآخرين. أن يخلع حذاءه وملابسه (وحتى جلده إن قدر !) ويستلقي على فرشته. أن يغمض عينيه وحواسه عن العالم ويركز "نظره" على أقصى نقطة في العتمة، تماما كما يفعل "اليوغيون". أن يخلي ذهنه بالكل، ويغسل باله من يومه اللايطاق ذاك.. وينام.
نعم، ينام. ذلك أوقى له.. أوقى حتى ولو استيقظ ورأسه يغلي كماء "مقراج" نُسي على مجمر، وفكرة واحدة منغرزة في ذهنه مثل سكين انكسر نصله لحظة اختراقه اللحم : أن يقتل أحدا. نعم، هذه هي الفكرة المترعة بدم فائر، الرغبة المستعرة بكل حمرة الكون، الهاجس الموسوس الذي أخذ يكبر ويكبر ويكبر حتى صار له وقع ضربات طبل في قعر الأذن.. وفي التو يلمع في خياله وجه ذلك الأحد... واحد لا غير.. بعينيه الحمراوين ووجهه المرتعش يمْثل أمامه الآن في المرآة.
عبد العالي دمياني

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة