معركة من أجل البقاء – قصة : البسابسي سهام

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
anfasse.orgألفت وجوههم حتى بدت لي بالرغم من بشاعتها مألوفة، تعودت على رماح نظراتهم تخترق جلدي و كلماتهم تخدش آذاني و أنا أحتمي خلف أسوار نظارتي السوداء و أنظر إليهم فيقشعر بدني عند رؤية وجوه مختومة بطابع الشقاء.
كان موعدهم الصباحي مع ذلك المكان "الموقف " كما الصقور على قمم الجبال، عيونهم جاحظة لا حياة فيها كرسوم للشقاء معلقة على جدار الحياة، نظراتهم متربصة بفريسة مرتقبة، حتى إذا لاحت انقضوا عليها كما الذئاب الجائعة دون رحمة أو شفقة فتفر بجلدها تحملها رياح الخوف بعيدا لتترك خلفها معارك حامية من الكلمات الساقطة و أحيانا اشتباكات بالأيدي و لكمات.
تراهم تارة مجتمعين و أخرى متفرقين، شباب فقدت ملامحهم بهجة الحياة و شيوخ انهكتهم نوائب الدهر و رسمت أخاديدها العميقة على وجوههم...إنها معركتهم اليومية من أجل البقاء..بقاء للأقوى بل للأسرع..
{sidebar id=5}كلما تحركت الشمس سابحة في بحرها الواسع، تجد نظرات اليأس قد أسقطت قناع الترقب..فيبحث البعض عن ظل شجرة يستلقي تحتها لعل غفوته تنسيه ألم الحاجة و العوز و لو لدقائق، أما البعض الآخر فيجتمع حول مربع الشطرنج مقامرا لعله يكسب بضع دراهم تنسيه خيبة أمله.
إنها "الحلقة" بدون راو يمتعنا بحكايات من نسيج خياله، بل "حلقة" بشخوص من الواقع و وجوه بأرواح شاردة، حكاياتهم حكايات ألم معتق مشحون بالحزن و الألم.. حكايات معارك بدون سلاح ... رحلة يومية مع الشقاء.. من أجل البقاء..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة