أيها السعداء...عذرا – قصة : غسان الكشوري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

anfasseجلس ليلة أخرى يلاعب قلمه بأصابعه على شفا ورق أبيض لا يعرف ماذا سيفعل أو من أين سيبدأ …؟
هذا هو حال "سعيد" الذي كلما خلا بنفسه حار في أمر حاله. لم يكن لديه أي تكوين عالي أو شواهد أدبية معتمدة إلا سنوات قليلة من براءة التعليم الأول. لكن هذا لم يمنع فكره من أن يطوف حول كتابة قصص وأشكال عن أشياء تجول بخاطره ، كان يفضل أن يخربش على أوراقه بدلا من أن يكتفي بهموم وأخبار الناس… يكتب أو يرسم أو يهندس أشكالا من عالمه…المهم عنده أن يلتقي القلم والليل في ساحة الورق يتمرد بهما على حاله .

ترك دراسته وهو في سن مبكرة لظروف عائلية فخرج إلى الشوارع يجوب زواياها قبل حلول وقتها، إذ كان يسعى للـُـقمة عيشه حين تركته أمه مع أبيه الذي كان مصابا بمرض السـل. لم يكن في اختياره غير أن يقتحم عالم الشغل بمناخه المتقلب. لكن السنوات القليلة بعد ذلك أبت إلا أن تـُـبـين عن قسوتها عليه حين خطفت والده وهو في ريعان أبوبته فزادت من حزنه، فلم يجد عماً يواسيه ولا خالا يعزيه سوى جار يقوم بالواجب.لا يعرف "سعيد" شيئا عن عائلته إلا ضبابا من نزاعها وما رسب من ذكريات طفولته. ما عساه أن يفعل وهو يعيش وحيدا في البيت الذي ماتت قلوب الذين سكنوه وأجسادهم…؟ ! حتى جاره قام بواجبه من أجل الواجب لأنه لا يعرف من قصتهم أمسـًا.

اشتغل بعد ذلك في ورشة للتـّلحيم "سودور" يساعد في أعمال يدوية. تكون سندا له بعد الذي حل لأسرته... تتراكم الأحزان بداخله كلما أعاد شريط ذكرياته فلا يجد إلا بصيصا يأمل به أن يلاقي أمّه ذات يوم على أن يكون ميسور الحال كي لا يحتاج إلى عطفها...
لكنها الأيام... !!

(1)

لم يتعلم من والديه شيئا غير الصمت . فقد خيّـم الصمت على زوايا البيت أكثر من الهواء، حتى أّنّـه يشك أحيانا أنهم يسكـنونه.. !! لا أحد كان يفسر له سبب ذلك ولا حتى من يراقب سلوكه وما وراء تصرفاته ...!! كانت أمه ترجع من عملها الغامض منهكة لتدخل مباشرة لغرفتها بعد أن تضع أكياس الطعام على المائدة.. ليأكل من شاء...روتينها اليومي. ووالده ممتد في غرفته وسط الأدوية المتناثرة في جَـنبات السرير يصارع اليأس ليَـفرَغ لصراع الصمت، لكنه لا يستطيع أن يتنفس الأمل ممزوجا بالملل فينتظر الطارق بعد ذلك حُكما عادلا لصراعاته. يخرج "سعيد" وقت ما شاء ويدخل ساعة ما تضيق به السبل بالتجول بين أرجاء الحي، لا احد يهتم بخطواته...كأنهم يريدون أن يصنعوا منه "الرجل الحر" فكان يخاف من الحرية المفرطة التي ظاهرها الصمت وباطنها أفكار وتساؤلات وأوهام فطرية، تنتظر فضاءً وحيّـزا يتسع لسماعها. لكن مع من...؟ والى متى ..؟ وكيف..؟

(2)

أصدقاء المدرسة.. !؟ أي أصدقاء لمن كان يُـسجّـل بمدرسة يمكث بها أقل من نصف سنة دراسية..؟ !

صديق من أول الشهر وصديق من آخر الشهر..الصاحب ساحب يسحبه إلى ذكرياتـه ويفطر قطعة من فؤاده، والصديق طريق إلى المجهول... ما كان يتميز به أنه لا ينسى ملامح احد وكذلك اسمه... ميزة قد تنفعه في ظروفه التي لا يعرف منها إلا أطيافها. فحين ما فتئ أن اكتفى يسأل أمه عن حالهم ، عن الأضواء الكئيبة، عن الجدران النائمة، عن غيوم الصمت، عن... كانت تجيب بسؤال فوري وكأن جوابها ملتصق بالشفتين مستعد للخروج مما يزيد الطين بله .." وهل ينقصك شيء...؟" يجعله هذا الجواب ــ السؤال يتغاضى مـيَّالا بسؤال آخر عن حال أخواله وأعمامه إن كان لهم وجود أصلا... لكنه ينظر لأمه كأنها ستغطس في أعماق اليـم حين شهقت زفيرا يحرق الأمل ويرسم شعاب التيه ليفتح أبواب الحيرة بعد ذلك فقالت له " انس الأمر... فمن يضروك أكثر ممن ينفعوك..." دخل حوجلة الاستفهام ... فتخبره أنها منهكة وتريد النوم، لكنها بذلك قد فصلت النبات عن هواءه وماءه.

(3)

بهذا الجو الهادئ في شكله وبالصمت المشين وبانتـفاضة فطرية وهادئة لأفكاره القابعة في ذاتـه، تركتهم أمه في صباح يوم تجمّـعت فيه الغيوم قبل أوانها، دون سابق إنذار. في تلك الصبيحة لم يجـد "سعيد" داخل حيرته المسكونة دائما بالسؤال إلا صدمة أخرى وتساؤلا عميقا أثقله واكتسح باحات عـقله باحتمالات وتناقضات وبلاممكنات... تـوقفت الأرض تحت وطأته ودار بنفسه حول نفسه ... أين ...؟ وكيف ...؟ لماذا ...؟ ربما...!!

لا يتيه العـقـل بكثرة الأسئلة، ويتيه بوهم الجواب الواحد...حصل له هذا لأول مرة حين وجد نفسه متقابلا مع والده الذي خرّت أيامه بنظرات تأملية عميقة لورقـة بيضاء متروكة على الطاولة، لا تحمل كلماتها البياض والسرور. كانت كلمات "الهاربة "او "الفارّة " ،كما أسماها بذلك، على تلك الورقة "..اعتنوا بأنفسكم...مسافرة من أجل العمل ".... !!! من سيعتني بمن...؟؟ وكيف سيتقاسمان تركـة المشاكل...؟؟

تركت بعض المال بجانب الورقة...لكنّـها كمن يفـرُّ من المعركة...لا ينفع سلاح إلا بحامله... !!!

دبّـر "سعيد" وأبوه بتلك النقود أحوالهم بضعة أسابيع ...وكان له أمل أن تراجع أمّه نفسها وتعود أدراجها... لكن الأيام أبت إلا أن تعود لغمّـها وضنكها ومـرّها حين أخذت المنية ما بقي لها في ذلك البيت...توفي والده الذي ملأت أدويته زوايا المكان المفعم بالذبول. لم يجد من يواسيه سوى جيرانه الذين لا يعرفون من قصتهم الشيء الكثيـر، ليستمـر وحيدا بلعنة الحزن في الدرب المجهول.

(4)

جميـل ووسيم ولطيف...هذا ما كان يتصف به مع كل من يلاقيه رجالا ونساءً، وهذا ما كان يصفوه به. الجمال واللباقة و حسن اللسان ...صفات قد يكون تعلمها من الصمت أكثر من الكلام. بل إن الجميل في "سعيد" استماعه وتقـبُّله لكل شيء معقولا كان أو غير ذلك...لم تكن له مرجعية أو غربالا لما يُـلقى في أذنه ، كان كالطفل الذي يكتشف الأشياء لأول مرة . حتى حبه للاستماع سيجعل التلقّـي عنده اثمن من التخلي.

كانت بشرته توحي بشيء من النقاء الإلهي وبحيائه وسَمْته. ولطفـه يسكن مهجته فلا يجحظ بعينه ولا يكابر بأفعاله حتى لا يظهر ضعفه. كل ذلك لم يكن إلا زادا يقوّي عزيمته وكبريائه ليصل الى ما يريد معرفته.

(5)

"سعيد أعطني...سعيد خذ... انتبه..." هذا ما أصبح يسمعه كل يوم في الورشة التي اشتغل فيها بعد أن ظل في البيت وحيدا يقاسي وحدة الألم والأمل ،ألم الوحدة وأمل العودة ، لم يكن يجد وقتا كافيا في العمل ليفكر كيف يصنع هذا أو ذاك... ينظر ويسمع ويتلقّـى ... تتعلـمه بنباهة تجعل نظرية "المعلم والمتعلم" تتماشى وفقا لمبتغيات الظروف فزمن العمل يحتاج للتطبيق والتفكير معا، بيد أنّـه لم يجد للإبداع وقتا كافيا لكل ما يصادفه من إبداعات الورشة. وفي كل عمل أكان يدويا أو آليا كان يجد فيه "سعيد" عظمة وروعة تترك فيه ذهولا وإعجـابا، إمّا لشكلها أو لبساطة تصنيعها. فكثرة الأشكال الهندسية التي تتراى له يوما بعد يوم جعلته يؤمن بـ"لانهائية الأشكال" . فكان بذلك يحفظ أشكالها ليعيد رسمها في بيته عساه ينسي بذلك "لا نهائية الأمـل".

كان مُـشَـغّـله يرسله ليشتري بعض الأوراق التي يحتاجونها لرسم الأشكال المراد تكوينها، فيأخذ منها القليل ليبدع فيها بأفكاره وأشكاله عندما يرجع لبيته، فلم يعد عنده من يحاوره أو حتى من يتحسس به وجوده.

(6)

رغم ضيق الوقت و استنفاذ العمل لطاقته طوال أيام الأسبوع، فإنّـه لا ينسى خلوته في منزله الصغير ليلا وبأنفاسه الطويلة ليراجع الماضي يستشيره ويسائله ... من حسن حظه الفطري أنّ فِطنته ألبستـه الواقع بمقاسه الحقيق فلا يسبقه ولا يخلفه.

يحاول كل حين أن يخرج أفكاره وتساؤلاته وتصوراته وحتى أوهامه إلى الورق. فلا يعرف بدايتها من نهايتها، ولا حتى شكلها.تتيه به أفكاره ليرجع إلى ذاك الصوت الذي بداخله يجرّه إلى أعماق تأمـلاته، يناديه عمله ولقمة عيشه...

كلـما كبر يوما كلما زاد قلبه توغلا في عقله...فكانت تزداد رغبته في التقاء الورق بالقلم،فتارة يحاول وتارة يناور.. يراوغ الصفحات .. فلا يصل إلى ما يحس به .. لكنه يظل محاولا إلى بزوغ الفجر ليجد نفسه نائما على الورق... لا كلمات تلتقي ببعضها ولا أسطر تتراص بأمكنتها ولا حتى شكل تتناسق أضلاعه...

كانت الكتابة والرسومات عنده وسيلة لا غاية ...

(7)

" اصبر وتعلـم ..." هذا ما أصبح يسمعه "سعيد" من صاحب الورشة عندما سمع شيئا عن قصته. ساعده بشيء من عطفه وماله . كان هذا الأخير معلما في أحد المدارس قبل أن يتقاعد ويكمل مشروع ابنه الراحل، فكان لبقايا حنانه أن صبّـه كله على "سعيد" الذي ما فتئت قصته فحوى كلام من يعمل بالورشة... لم يكن يحب احد أن يحسسه أنه مسكين مكتوب على جبينه "تعيس". تعلّـم الانتظار حتى الاحتضار، فما كان هم الآخرين به أكبر من همّـه لكن تلاقح الأحزان يقعس الأمل، الأمل بالصبر والأمل بالصمت. لكن متى ستسقط أوراق الصمت لتنطق أوراق الليل التي تلاعبها أنامله الفوضوية..؟

توطدت العلاقة بين "سعيد" وصاحب الورشة بحيث أصبح "سعيد" يبدع في شغله بعدما أبان عن موهبته في رسم الأشكال الهندسية الجديدة. كان مكلفا برسمها على الورق ليحولها الآخرون إلى زخارف من حديد.

(8)

كان يجد في تعدد الأشكال بعدا جماليا أكثر منه هندسيا، فلا نهائية الأشكال وتداخلها في دوائر ومستطيلات وتقاطعات يجعل من خياله يجوب عوالم يقتحم بها مجالات الممكن، فكما اعتبر أن ما يرسمه من إبداعات زخرفية له غاياته التطبيقية في الورشة كان لزاما عنده تذوق الأبعاد الإيحائية لتمثلاتها الجمالية ، يربط الجميع فترى له عوالم ويسبح في محيط الإبداع فيلين الحديد بين عالم التخطيط وعالم التطبيق، فينعث العالمين بحياة التشكيل أي لكل شيء شكله الخاص... لكنه يحييها بكلماته حين يخوض بقلمه في الإبداع والى استنباط تناغم الرسومات على أنها تمثل أشخاص وقصص ومواقف حدثت وخلقت عند تماسها أو تقاربها... أغنى هذا فيه حب التنقل بفكره إلى توليد حياة لكل شكل هندسي يُأنسِـنه بقصص وروايات... في غياهب الليل بعد أن ينتهي من رسومات الورشة ينسج منها حكايات ويجعل لكل منها اسما أو صفة...

(9)

لم تمض سنوات إلا وصاحب الورشة على علم بكل جديد عن سعيد وعن أوراقه المنزلية، فبكثرة اختلاط الأوراق كان يجد بين الرسومات بعض القصص، فكان يدعي صاحب الورشة انه لم يرها فيقرأها بروية، يزداد إعجابه به كلما قرأ له قصصه، وجد في "سعيد" مزيجا من الألم والأمل. رغم احتراف صاحب الورشة التلحيم إلا انه لا ينأى بنفسه عن الابتعاد عن جذور القراءة وعن سنوات التعليم، فقد تخلى عن التعليم ليتفرغ لورشة ابنه الوحيد الذي توفي مع امه في حادثة سير...يستغرب صاحب الورشة لتلك الأوراق وعند أول خطوة يدخل بيته ويعْـمَد مباشرة إلى إعادة قراءة قصصه وروعة خيالها .

(10)

قصة بدون عنوان...وحكاية بدون فصول... هكذا حال أوراقه، يكتب قصصا تنفس عنه كربه. لم تكن الكتابة غايته بقدر ما هي وسيلة لافتراض عالم يفيض بعبثية مطلقة، يفتح بذلك لآماله عكس ما يجده في متمنياته..تلك الخربشات على الورق سيكون لها تأثير في مسار حياته، فإحدى قصصه وقعت بين يدي صاحب الورشة فأعجبته اشد إعجاب... وجد فيها تطابقا بينها وبين حالة ابنه حين انتهت تلك القصة بانتحار الشاب الذي فقد بصره ورجله في حادثة سير فقرر الانتحار بعدما أحس انه عبء على أبويه... انبرى صاحب الورشة بكيفية تصوير"سعيد" لهذه الحالة وتأثر بها حتى ذرفت عيناه وأيقظت فيه ذكرى ابنه.. جعلته يعيد التفكير في علاقته مع "سعيد" وإمكانية المكوث معه في المنزل بدل اعتزاله في بيت الذكريات.

(10)

بعد هذا بيومين قرر صاحب الورشة ان يقترح على "سعيد" أن يمكث معه فضَـيَّـفه في بيته، لكن ذلك صادف ان صديقا لصاحب الورشة سيأتي عنده إلى منزله..هذا الصديق كاتب ويشتغل في دور النشر..فكانت فرصة "سعيد" للانفتاح على العالم أوفر حظا...جلس الثلاثة وقدم صاحب الورشة تفصيلا عن حياة "سعيد" وعن أوراقه وأحلامه الورقية...اختلجت الكاتب، الذي سبق له أن كتب روايات، رغبة في أن يقتحم عوالم "سعيد" وأثقله بأسئلة عن امه وابيه كان لاجوبتها مسارا آخر... اكتشف هذا الاخير ان "سعيد" ابن اخته.. اي انه خاله..هيجت فيه اجوبة "سعيد" لهفة في أن يخبرهم انه خاله ويتباهى بالصدف والاقدار... لكنه اعتزم الصمت بعدما تأكد حقيقة انه خاله.. ولا مجال للشك...دفعه هذا إلى أن يقترح عليهم يوما يضيفهم في بيته ليكملوا ويتدارسوا مآل قصص "سعيد" حين اطلع على بعضها وأحس بأن أمامه قاصًّا من الجيل الصاعد...

(11)

قرر الخال أن يكتب رواية عن "سعيد" باتفاق معه بعدما التحق أخيرا بحياة صاحب الورشة...أصبح جزءا من حياته، يساعده في الورشة وكذلك يملأ فراغا عليه في بيته...لم يكن الخال يهتم بأحوال إخوته لكنه أحس انه ارتكب خطأ كبيرا في حق حياة "سعيد" حين طرد أمه يوم جاءت تترجاه بأن يمنحها قرضا تؤمن بها مستقبل ابنها... لم يكن يظن أن رفضه سيؤدي إلى هذا الحال...كان سعيد يعلم أن أحد أخواله لم يشأ أن يعينهم على معيشتهم كما كتبت أمه في وصيتها...خاف الخال أن يكون سعيد على علم بذلك فاكتفى بالصمت وعدم الإفصاح عن هويته...أراد أن يكفر عن خطيئته بأن يكتب عنه رواية يكون لسعيد الحق في التصرف في حقوقها وكذلك الاستفادة بقدر كبير من أرباحها...بالإضافة إلى عرضه له بتجميع كل قصصه في مجموعة قصصية...

(12)

كتبت الرواية بكل تفاصيلها وانتشرت بشكل واسع بعدما حققت أرباحا وجذبت تعاطفا كحالة دراماتيكية لها حضورها في الوسط الأدبي...لكن المنية كانت اقرب إلى الخال من الاحتفال بنجاح الرواية، وكان لوفاته حزن خيم على سعيد وأحس أن به لعنة تحل على كل من يحاول أن يفك شفراته، ضاقت به نفسه وعزم اعتزال الكتابة لأنها في اعتقاده لا يحق لها أن تتحكم بأحوالنا...اكتفى بذكراها ورمى وراءه ذكريات الأمس. فقرر أن يبدأ حياته كمولود جديد خرج من رحم تلك الرواية..يقرأها كل يوم ويحاول أن يجيب عن بعض أسئلتها التي وضعها الكاتب الراحل...فخاله لم يستطع أن يكتبها دون أن يترك فيها رسائل ضمنية يستميح عذرا سعيد بأن يغفر له...

(13)

كان عنوان روايته... "عذرا أيها التعساء".

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة