بوسكة ـ نص : محمد حماس

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

hamasseدخلت السوق كعادتي.. أحب هذا الفضاء كثيرا، تجذبني الحلقة، كنت رفقة جدي لفقير ميمون صاحب عصا الخيزران ذاك القادم من قرن الزياش عند كرط ملوية.. كان الرجل ينفث الهواء بقوة في "الغايطة" .. هي المزمار، فتنتفخ أوداجه وتخال أن وجنتيه مطاطيتان.. الحلقة واسعة لا أحد يجرؤ على الاقتراب أكثر لأن صاحب الغايطة يلاعب "بوسكة"، لست أدري ما سر هذا الإسم لكنه مرادف لأفعى الكوبرا .. كنت معجبا برقصها .. تنتصب وارفة القامة سوداء .. المعركة بينها وبين صاحب الغايطة وكأن لا أثر لإنسي حولهما .. كنا صبية تبهرنا هذه الرقصة ونعجب أيما إعجاب بصاحب الغايطة، إنه "العيساوي" لا يهاب الأفاعي يأمرها فتنصاع .. يراقصها ثم يعيدها للصندوق ..

وسط الحلقة نسمع همس بعضهم أن العيساوي انتزع السم من أنياب الأفعى لهذا لا يخاف من عطبها .. يعجبني كثيرا ملمسها الناعم.. حركات بوسكة متناغمة مع حركات العيساوي .. اجتمع خلق كثير وبدا قليل من التدافع بالمناكب فزاد ذلك من حماسة العيساوي. ترك الغايطة وفي حكرة فنية تنم عن حرفية اختطف بوسكة وجعل رأسه في كفه الأيسر. فتحت الأفعى فمها الواسع فتمتم العيساوي وصاح ثم أخرج لسانه وأخذ يداعب به لسان الأفعى .. ساد صمت وسط الحلقة وشدت أنفاسنا. وفي لحظة أغمض العيساوي عينيه ثم أدخل لسانه في فم بوسكة .. سقط العيساوي أرضا يرتجف وكان به مسًا.. لقد لسعه بوسكة.. انفض القوم من حوله .. انتصب بوسكة ينظر إليه .. كان العيساوي يحتضر. تدلى لسانه خارج فمه وأخذ ينتفخ .. بوسكة يقف عند رأسه يجول ببصره بين الغايطة والعيساوي .. انسحب بوسكة وتوقف نبض العيساوي ..

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة