أيها الراكض خلف سرحان الذي أضاع فارسه يوم سيج الدخلاء الوطن المسبي، أيها المتوحد بالأرض المباركة عبر تماهيك في جذور أشجار التين والزيتون..
يا مسافرا خلف الحروف والكلمات التي أطفأت بها الجمر الذي يهدد يناعة الوطن المسروق. هذه أمك- أم الأحرار- الحاجة حورية تسبل عليك رضاها.
وبقدرة رب العزة لن تبكيك، ألست من قلت ذات مرة:
" وأعشق عمري
لأني إذا مت أخجل من دمع أمي"
لا لن تخجل الآن يا فارس الشعر العربي الحديث، لا لن تخجل أبدا، لأنك أحسن من حبب إلينا خبز أمهاتنا وقهوتهن، وأروع من جعلنا نحلم بالرجوع إلى زمن اليفاعة والصبا كي نتوسد سواعد أمهاتنا اللواتي أرضعننا نخوة سرحان الجامح، وأودعننا الدم الفوار الذي لا يخنع للظلم والعدوان، ولا ينصاع لاملاءات من سار في درب الركوع للدخيل منذ أعلنتها في عشقك الأزلي لأرض فلسطين السليبة:
" بلادي لي
بلادي لي
كتبت اسمي بأسناني
على أشجارها وصخورها
وترابها الحاني
أأنساها وتنساني؟" من قصيدة: "خلف الأسلاك" من ديوان: "عاشق من فلسطين"
لا لن تخجل يا من تفيأ الظلال العالية لتعلنها جهرا أن: "أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا"، كيف تخجل من أمك، وهي رمز المكافحين والشهداء. بل تفخر بك لأنك قلت ذات مرة:
"إذا سقطت ذراعي فالتقطها
واضرب بها عدوك لا مفر".
لا لن تسبل دموعها على فراقك يا فراشة ظلت ترفرف على أطياف أمهات هذا العالم العربي الموبوء في هذا الزمن العاقر، بل ستطلقها زغردات تجسد بها فرحتها بتوحدك بأعراس طبيعة وطنك برام الله، فوق التلة المطلقة على بيت المقدس.
تماهيت مع كل مظاهر طبيعة أرض وطنك، فحللت في الحصى والحجر، مصدر رزقك حين نحتته يوم كنت يافعا بصبيب عرقك الذي لم يجف منذ أن أعلنتها للعالم:
"أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألفا..." من قصيدة: "بطاقة هوية"
كما حللت في غصون الأشجار المباركة (التين – الزيتون- النخيل- الليمون- التفاح...) وهذا ما منحك أيها السابح في ملكوت الخالق قدرة فائقة على التغلغل في جذور الأرض المقدسة لا تبغي عنها بديلا، متحديا من كان بجرافاته يظن أنه باقتلاع جذورها قادر على إبادة زارعيها من الأشاوسة الأحرار. فأطلقتها صرخة مدوية تتردد أصداؤها في السهل والوعر، في السفح والجبل، في التل والزعتر، في عكا ويافا وحيفا ونابلس والناصرة والجليل والبروة...، ولازالت تدوي لإيقاظ من به صمم.
" يا أمي
جاوزت العشرين
فدع الهم ونامى
إن قصفت عاصفة في تشرين
ثالثهم
فجذور التين
راسخة في الصخر، وفي الطين
تعطيك غصونا أخرى
وغصون" من قصيدة: "ولادة" ديوان: "عاشق من فلسطين".
وما أكثر صيحاتك المعبرة عن روح الصمود والتصدي، وعمق الجذور التي تحديت بها حديد ونار الغزاة كهذه التي قلت فيها:
" أنا في عروقك في جذورك رعشة الدفء الفتيه
أنا في البيادر لا أزال وفي الحقول العسجديه
وهنا جذوري في ترابك سرمديه
وهنا جذوري كيف تقلعها زنود أجنبيه. من قصيدة: "يا بلادي" نفس الديوان.
كم كنت واضحا وصريحا وأنت تتحدث عن الرمزية التي تحملها الأشجار في متنك الشعري حينما قلت: "إن اهتمامي بالبرتقال والزيتون مستوحى من واقع الإنسان الذي غرس هاتين الشجرتين، وسقاهما بالعرق والأمل منتظرا ثمار ما أعطى، هذه العلاقة بين الزارع والشجرة تحمل مدلول استمرار الحياة والأمل والوطنية والتلقائية".
كما قلت : "الرمز الذي يحافظ على حقيقته في كل حركات الزيتون في نهاية المطاف هو التشبث بالتراب والقدرة على مواجهة الزمن وطول النفس والخضرة الدائمة أخيرا. "عن محمد دكروب" أوراق الزيتون" ص 61-62.
وهذا ما منحك أيها الشاعر الإنسان قدرة فائقة على التمسك بالأرض ورفض الرحيل عنها، بل والاحتفاظ بمفاتيح مسكنك في حيفا وعكا حتى بعد موتك، ألست من قلت في قصيدة: "خلف الأسلاك":
أحج إليك يا حيفا
وانفض عن مصابيحي
غبار الليل والزمن
فما زالت مفاتيحي
معي في الجيب والعينين والكفن
أحج إليك يا عكا
أقبل شارعا شارع
وأحضن كل شباك
وعشبا فوقه طالع
هنا سأنام مشتعلا
من الأحلام والذكرى
هنا خزنت حجارتنا
غد الأقمار والفجرا
هنا يتقطر الفولاذ
في أعصابنا خمرا
فسبحان الذي أسرى بأقدامي
ليبعثني هنا حرا".
كم كنت جميلا ورائعا وأخاذا وأنت تؤجل الحسم في وصايا أطبائك كلما أبدوا تخوفاتهم على قلبك الخفاق، فكنت تفعمهم بسحر كلامك كي لا يعيروا كبير وزن لتقارير الآلات الطبية، وكنت في ذلك تجاهد النفس للإبحار في جزر لآليك وبحور أشعارك، لأنك كنت مهووسا بسحر "الفراشة" و شغوفا بـ "لعبة النرد" وشاهدا على "حضرة الغياب" وحريصا على إكمال إنشادك في محراب أرضك المباركة، نافضا غبار السنين التي لم تزدك إلا إصرارا على نقل ما يحياه الإنسان الفلسطيني إلى الصفحات التي يستحقها في ديوان الشعر الإنساني.
وبذلك علمتنا أن سر دائك لا يكمن في ما وصفه أطباؤك ! وإنما هو كامن في حبك الكبير للوطن والحرية، ولذلك صممت على إتمام إنشادك:
" دعوني أكمل الإنشاد
مع الدانوب والأردن والفولغا
مع الأنهار والشلال والأزهار
وحيث تعانق الأشجار،
عنا دلها
أنا منهم
أنا ناي بأوركسترا الذين
عيونهم نفضت
غبار الأمس، والتحمت
برمش الشمس والمستقبل الأجمل "من قصيدة: "نشيد للرجال من ديوانه: "عاشق من فلسطين".
لقد واجهت يا شاعر الحياة الطافح بالأمل قدرك الشخصي بشهامة وعزة نفس حينما صدحت تمدح الحياة بما فيها من أضواء مشعة على أرض تسمى فلسطين:
"يا أرض خضراء، تفاحة أحبك خضراء
تتموج في الضوء والماء، خضراء، ليلك
أخضر، فجرك أخضر فلتزرعيني برفق
برفق يد الأم، في حفنة من هواء
أنا بذرة من بذورك خضراء.
كم كنت عنيدا ومصرا على عدم الرحيل، فاتخذت من الصخر رمزا آخر للتشبث بالبقاء، مفضلا ذروة الجبال على البحر رمز الرحيل والتشرد؛ ألم تقل في قصيدتك: "البحر والجبل":
" في الصيف تغريها الشواطئ
وأنا تناديني الجبال
البحر كان البحر حمالا وكفاه ملاجئ
يا قلب ! لا تسأل لمن صارت ملاجئ
وأخفق بصمت حين يصفعك السؤال
* * *
في الصيف تغريها الشواطئ
وأنا تناديني الجبال
البحر مولدها وثابوتي المرافئ".
فحققت بذلك وصية أبيك حينما قال لك ذات مرة:
" وأبي قال مرة:
حين صلى على حجر
غض طرفا عن القمر
واحذر البحر والسفر" من قصيدة: "أبي".
وهكذا كنت دائما مصرا على رفض الرحيل، وركوب البحر، فلجمت المراكب وتسلقت أعالي الجبال للاقتراب من ضوء الشمس شاهدا على آثام الزمن الجاحد الكبير:
"وأنا ابن "عوليس" الذي انتظر البريد من الشمال
ناداه بحار ولكن لم يسافر
لجم المراكب، وانتحى أعلى الجبال
يا صخرة صلى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي
أنا لن أسافر
لن أسافر
لن أسافر".
وهكذا كنت أيها الشاعر الإنسان ـ كما عهدناك ـ بارا بوالدك الذي كان ينحت رزقه من الحجر في شموخ وكبرياء، وبارا بأمك أم المقاومين والشهداء والأحرار.
فهنيئا للرحم الذي أورثك هذه الشهامة المضرية التي جسدتها عبر مسيرة حياتك في كفاحك الأزلي ضد الظلم والطغيان.
فكفاحك المحمود أيها الشاعر الدرويش؛ هو كفاح كل أحرار العالم في مشارق الأرض ومغاربها منذ علمتنا أن المرء باق بقدرته على الحفاظ على هويته، والتشبث بجذور التين والزيتون...
وهنيئا لك بتوحدك بأرض أسلافك وأجدادك التي ظلت دوما أرقك الدائم. جسدك بما حباك الله من سحر الكلام قدرة هائلة على فضح أساليب الطغاة، ورشق فلول الغزاة بهذا الكم الهائل من دررك ولآليك التي نثرتها عبر مسيرة نصف قرن ويزيد، ولا تزال جمراتها ملتهبة يسطلي بنارها كل غاز دخيل.
" ذهب الذين نحبهم ذهبوا" بل عبروا كالرعد ليظلوا أحياء فينا كالوميض الذي يتراءى لنا بين الفينة والأخرى.
فلا تحزني يا أم الأحرار
ولا تجزعي يا أم محمود
زغردي فإن محمود عائد
وهذه بشائره ترفرف على صبايانا
وصبيانها الذين أتقنوا نحت الأحجار
وصمموا العزم على أن يتجدد محمود فيهم،
لرشق الغزاة الأشرار
كي يكملوا المسيرة، ويغوصوا إلى آخر القرار.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
لا لن تسبل دموعها على فراقك يا فراشة ظلت ترفرف على أطياف أمهات هذا العالم العربي الموبوء في هذا الزمن العاقر، بل ستطلقها زغردات تجسد بها فرحتها بتوحدك بأعراس طبيعة وطنك برام الله، فوق التلة المطلقة على بيت المقدس.
تماهيت مع كل مظاهر طبيعة أرض وطنك، فحللت في الحصى والحجر، مصدر رزقك حين نحتته يوم كنت يافعا بصبيب عرقك الذي لم يجف منذ أن أعلنتها للعالم:
"أنا عربي
ورقم بطاقتي خمسون ألفا..." من قصيدة: "بطاقة هوية"
كما حللت في غصون الأشجار المباركة (التين – الزيتون- النخيل- الليمون- التفاح...) وهذا ما منحك أيها السابح في ملكوت الخالق قدرة فائقة على التغلغل في جذور الأرض المقدسة لا تبغي عنها بديلا، متحديا من كان بجرافاته يظن أنه باقتلاع جذورها قادر على إبادة زارعيها من الأشاوسة الأحرار. فأطلقتها صرخة مدوية تتردد أصداؤها في السهل والوعر، في السفح والجبل، في التل والزعتر، في عكا ويافا وحيفا ونابلس والناصرة والجليل والبروة...، ولازالت تدوي لإيقاظ من به صمم.
" يا أمي
جاوزت العشرين
فدع الهم ونامى
إن قصفت عاصفة في تشرين
ثالثهم
فجذور التين
راسخة في الصخر، وفي الطين
تعطيك غصونا أخرى
وغصون" من قصيدة: "ولادة" ديوان: "عاشق من فلسطين".
وما أكثر صيحاتك المعبرة عن روح الصمود والتصدي، وعمق الجذور التي تحديت بها حديد ونار الغزاة كهذه التي قلت فيها:
" أنا في عروقك في جذورك رعشة الدفء الفتيه
أنا في البيادر لا أزال وفي الحقول العسجديه
وهنا جذوري في ترابك سرمديه
وهنا جذوري كيف تقلعها زنود أجنبيه. من قصيدة: "يا بلادي" نفس الديوان.
كم كنت واضحا وصريحا وأنت تتحدث عن الرمزية التي تحملها الأشجار في متنك الشعري حينما قلت: "إن اهتمامي بالبرتقال والزيتون مستوحى من واقع الإنسان الذي غرس هاتين الشجرتين، وسقاهما بالعرق والأمل منتظرا ثمار ما أعطى، هذه العلاقة بين الزارع والشجرة تحمل مدلول استمرار الحياة والأمل والوطنية والتلقائية".
كما قلت : "الرمز الذي يحافظ على حقيقته في كل حركات الزيتون في نهاية المطاف هو التشبث بالتراب والقدرة على مواجهة الزمن وطول النفس والخضرة الدائمة أخيرا. "عن محمد دكروب" أوراق الزيتون" ص 61-62.
وهذا ما منحك أيها الشاعر الإنسان قدرة فائقة على التمسك بالأرض ورفض الرحيل عنها، بل والاحتفاظ بمفاتيح مسكنك في حيفا وعكا حتى بعد موتك، ألست من قلت في قصيدة: "خلف الأسلاك":
أحج إليك يا حيفا
وانفض عن مصابيحي
غبار الليل والزمن
فما زالت مفاتيحي
معي في الجيب والعينين والكفن
أحج إليك يا عكا
أقبل شارعا شارع
وأحضن كل شباك
وعشبا فوقه طالع
هنا سأنام مشتعلا
من الأحلام والذكرى
هنا خزنت حجارتنا
غد الأقمار والفجرا
هنا يتقطر الفولاذ
في أعصابنا خمرا
فسبحان الذي أسرى بأقدامي
ليبعثني هنا حرا".
كم كنت جميلا ورائعا وأخاذا وأنت تؤجل الحسم في وصايا أطبائك كلما أبدوا تخوفاتهم على قلبك الخفاق، فكنت تفعمهم بسحر كلامك كي لا يعيروا كبير وزن لتقارير الآلات الطبية، وكنت في ذلك تجاهد النفس للإبحار في جزر لآليك وبحور أشعارك، لأنك كنت مهووسا بسحر "الفراشة" و شغوفا بـ "لعبة النرد" وشاهدا على "حضرة الغياب" وحريصا على إكمال إنشادك في محراب أرضك المباركة، نافضا غبار السنين التي لم تزدك إلا إصرارا على نقل ما يحياه الإنسان الفلسطيني إلى الصفحات التي يستحقها في ديوان الشعر الإنساني.
وبذلك علمتنا أن سر دائك لا يكمن في ما وصفه أطباؤك ! وإنما هو كامن في حبك الكبير للوطن والحرية، ولذلك صممت على إتمام إنشادك:
" دعوني أكمل الإنشاد
مع الدانوب والأردن والفولغا
مع الأنهار والشلال والأزهار
وحيث تعانق الأشجار،
عنا دلها
أنا منهم
أنا ناي بأوركسترا الذين
عيونهم نفضت
غبار الأمس، والتحمت
برمش الشمس والمستقبل الأجمل "من قصيدة: "نشيد للرجال من ديوانه: "عاشق من فلسطين".
لقد واجهت يا شاعر الحياة الطافح بالأمل قدرك الشخصي بشهامة وعزة نفس حينما صدحت تمدح الحياة بما فيها من أضواء مشعة على أرض تسمى فلسطين:
"يا أرض خضراء، تفاحة أحبك خضراء
تتموج في الضوء والماء، خضراء، ليلك
أخضر، فجرك أخضر فلتزرعيني برفق
برفق يد الأم، في حفنة من هواء
أنا بذرة من بذورك خضراء.
كم كنت عنيدا ومصرا على عدم الرحيل، فاتخذت من الصخر رمزا آخر للتشبث بالبقاء، مفضلا ذروة الجبال على البحر رمز الرحيل والتشرد؛ ألم تقل في قصيدتك: "البحر والجبل":
" في الصيف تغريها الشواطئ
وأنا تناديني الجبال
البحر كان البحر حمالا وكفاه ملاجئ
يا قلب ! لا تسأل لمن صارت ملاجئ
وأخفق بصمت حين يصفعك السؤال
* * *
في الصيف تغريها الشواطئ
وأنا تناديني الجبال
البحر مولدها وثابوتي المرافئ".
فحققت بذلك وصية أبيك حينما قال لك ذات مرة:
" وأبي قال مرة:
حين صلى على حجر
غض طرفا عن القمر
واحذر البحر والسفر" من قصيدة: "أبي".
وهكذا كنت دائما مصرا على رفض الرحيل، وركوب البحر، فلجمت المراكب وتسلقت أعالي الجبال للاقتراب من ضوء الشمس شاهدا على آثام الزمن الجاحد الكبير:
"وأنا ابن "عوليس" الذي انتظر البريد من الشمال
ناداه بحار ولكن لم يسافر
لجم المراكب، وانتحى أعلى الجبال
يا صخرة صلى عليها والدي لتصون ثائر
أنا لن أبيعك باللآلي
أنا لن أسافر
لن أسافر
لن أسافر".
وهكذا كنت أيها الشاعر الإنسان ـ كما عهدناك ـ بارا بوالدك الذي كان ينحت رزقه من الحجر في شموخ وكبرياء، وبارا بأمك أم المقاومين والشهداء والأحرار.
فهنيئا للرحم الذي أورثك هذه الشهامة المضرية التي جسدتها عبر مسيرة حياتك في كفاحك الأزلي ضد الظلم والطغيان.
فكفاحك المحمود أيها الشاعر الدرويش؛ هو كفاح كل أحرار العالم في مشارق الأرض ومغاربها منذ علمتنا أن المرء باق بقدرته على الحفاظ على هويته، والتشبث بجذور التين والزيتون...
وهنيئا لك بتوحدك بأرض أسلافك وأجدادك التي ظلت دوما أرقك الدائم. جسدك بما حباك الله من سحر الكلام قدرة هائلة على فضح أساليب الطغاة، ورشق فلول الغزاة بهذا الكم الهائل من دررك ولآليك التي نثرتها عبر مسيرة نصف قرن ويزيد، ولا تزال جمراتها ملتهبة يسطلي بنارها كل غاز دخيل.
" ذهب الذين نحبهم ذهبوا" بل عبروا كالرعد ليظلوا أحياء فينا كالوميض الذي يتراءى لنا بين الفينة والأخرى.
فلا تحزني يا أم الأحرار
ولا تجزعي يا أم محمود
زغردي فإن محمود عائد
وهذه بشائره ترفرف على صبايانا
وصبيانها الذين أتقنوا نحت الأحجار
وصمموا العزم على أن يتجدد محمود فيهم،
لرشق الغزاة الأشرار
كي يكملوا المسيرة، ويغوصوا إلى آخر القرار.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.