حكم الفراعنة المصريون القدس في مطلع القرن السادس عشر قبل الميلاد، واستمرت فترة النفوذ المصري نحو مائتين سنة وقد عثر على هذه القطعة الأثرية عام 1926م ويظهر الاسم مرة أخرى في إحدى الرسائل التي تم اكتشافها ضمن مجموعة من الألواح عام 1887 في تل العمارنة في مصر الوسطى، وتعود هذه الألواح إلى عام 1350ق.م. وفي هذه الرسائل يرد اسم ملك أورشليم عبد خيبا الذي وجه هذه الرسائل إلى فرعون مصر،فقد تعرضت المدينة إلى غارات البدو الخابيرو (وهم العبريون )، مما اضطر الوالي المصري عبدي خيبا أن يستنجد بأمنحوتب الرابع (أخناتون) ولكن ظروف مصر حينئذ حالت دون إنقاذ الموقف.
ولم يعد الحكم المصري للقدس إلا في زمن سيتي الأول (1317-1301) قبل الميلاد ، ويستدل من إحدى الرسائل التي أرسلها عبدي خيبا إلى سيده اخناتون أن سكان المدينة قد اضطروا إلى مغادرتها والهرب إلى الجبال وبعضهم قد التجأ إلى مصر، حيث جاء في الرسالة ((وأخذ الفلسطينيون يهاجرون رعباً من فظائع بدو الخابيري، فتركوا بلادهم واعتصموا بالجبال)) .
ويؤكد المؤرخ ” جيمس هنري برستد ” أنه حتى فى الفترة التى كان لإسرائيل فيها كيان ونفوذ فى (يبوس) وفى عصرهم الذهبى من داود إلى سليمان عليهما السلام كان ملك اسرائيل آن ذاك بمثابة والى على فلسطين تحت السيطرة المصرية.
العصر اليهودي:
إن أول كيان لبني اسرائيل أسسة موسى عليه السلام يوم جمع شملهم وأنقذهم من غربتهم في مصر ، وأتى بهم إلى أرض كنعان .
ويقول غوستاف لوبون : … غير أن استقرار العبريين بفلسطين تم بالتدريج على ما نرى، فالعبريون قضوا زمناً طويلاً ليكون لهم سلطان ضئيل في فلسطين لا أن يكونوا سادتها. ويضيف : وفي فلسطين كان يعيش اليبوسيون …، وكان السلطان في فلسطين للفلسطينيين … ، وكان ذلك حتى عهد داود .
وقد حاول موسى في بادئ الأمر دخول الأرض المقدسة من ناحية بئر السبع ولكنه فشل ، وأيقن أنه لا يستطيع التغلب على من كان فيها من العمالقة المتحصنين في النقاب ؛ فدخلها من ناحية أريحا بعد أن تغلب على الكنعانيين ، وكاد بنو اسرائيل يشرفون على الهلاك في المرة الأولى لولا أنهم ارتدوا على أعقابهم ، ثم حاولوا مرة ثانية اجتياز منطقة النقب واخضاع العمالقة يوم أرسل يشوع بن نون الجواسيس ليرتادوا هذه البلاد ، فجاء الجواسيس ورجعوا حاملين ذلك النبأ الهائل ” إن فيها قوماً جبارين ”
عندئذ عدل بنو اسرائيل عن اجتياز بلاد النقب ، وحادوا عنها ، فساروا إلى بلاد ” آدوم ” ومن هناك اتجهوا نحو الشرق ، فدخلوا ” موآب ” ومن هناك جاءوا إلى أريحا ، ثم إلى أرض الميعاد وعندما احتل بنو اسرائيل فلسطين رأوا فيها مقاومة شديدة من العمالقة ، والفلسطينيين ، والكنعانيين وظلوا كذلك حتى صار شاءول ملكاً عليهم 1095 ق . م
وفي حدود (1010 ق.م) سقطت أورشليم بيد النبي داود عليه السلام وتمكن داود من وسماها باسمه، وبنى فيها قصراً وحصوناً. وقد حكم مدة أربع وثلاثين سنة،
وبعد وفاته جاء ابنه سليمان عليه الصلاة والسلام 971 ق.م ، الذي ولد ونشأ في القدس وفي عهده اتسعت رقعة الدولة كثيراً، وصلت من الفرات وحتى التخوم المصرية، وحكم سليمان بشرع الله تعالى وبني المسجد (الهيكل) في المكان الذي كان يتعبد فيه ملكي صادق. وكان هذا المعبد لجميع اليهود ثم أصبح بعد وفاة سليمان عليه السلام معبداً لأقلية من اليهود حيث انقسمت الدولة في عهد رحبعام بن سليمان واختفى اسم (مدينة داود) ليحل محله اسم (أورشليم) تحريفاً لاسمها العربي الكنعاني.
وقد دام حكم سليمان أربعين عاماً وتوفي سنة (923) ق.م، وبعد وفاته انقسمت الدولة إلى دولتين:
1. مملكة إسرائيل : في الشمال وعاصمتها السامرة قرب نابلس ، وكانت فترة حكمها من 923 إلى 721ق.م.
2. مملكة يهوذا : في الجنوب وعاصمتها القدس، وقد عمرت من (923-586) ق.م
وسيطرت الخلافات القبلية علي هاتين المملكتين، ونشبت بينهما حروب دامية حتى إن الملك (يهواش) ملك إسرائيل أغار على أورشليم واستباح هيكلها، وهكذا دب الوهن في مملكتى اليهود مما أفسح المجال أمام (سرجون) الآشوري فاستولى علي مملكة إسرائيل (722ق.م) وسبى أهلها إلى بابل، وأسكن محلهم قبائل عربية تزحف من سورية.وأسر حانون ملك غزة في موقعة جرت بينهما في رفح .
أما مملكة يهوذا فقد قضى عليها نبوخذ نصر القائد البابلي عام (586ق.م.) حيث أحرق أورشليم وسبى أهلها ودمر هيكلها ، وأقصى اليهود إلى العراق
” وأحرق هيكل الرب وقصر الملك وجميع بيوت الأشراف, وهدم جنوده كل أسوار أورشليم 9-11, 25 الملوك الثاني.
إلاّ أن اليهود بعد تدمير دولتيهما استطاعوا العودة إلى القدس في عهد قورش الفارسي، حيث عملوا جواسيس ضد الدولة الكلدية لمصلحة (قورش) الفارسي ، مما مكنه من القضاء عليها حالي عام (539 ق.م)فعلت منزلة اليهود عنده، وخاصة بعد أن تزوج اليهودية (إستير) وسمح لهم بالعودة إلي أورشليم، وبنى لهم الهيكل وكنوزه (516 ق.م)،وهي التي سلبها نبوخذ نصّر وظلوا في القدس حتى سنة 70 م.
وفي فترة حكم اليهود، حكم عشرون ملكاً، مات أكثرهم من نصفهم قتلاً بأيدي قومهم. وقد أصاب القدس في ظل الحكم اليهودي الكثير من الأهوال، فقد استولى عليها الأعداء مراراً، وسلبوا أموالها وعمت الفوضى الدينية والفساد وشاعت العبادة الوثنية بين سكانها وأكثرهم من اليبوسيين والكنعانيين والعموريين.
والقدس خالصة العروبة أبدا وأزلا وما وجود اليهود فيها إلا فترة انتقالية تمثل سبعين عاما فقط أو سبعة وتسعين عاما على عهد داود وسليمان عليهما السلام وأصبحت المرتكزات الني كانت تبدوا ثابتة وآمنة ذات يوم ما لبثت أن تعرضت لمقدار متزايد من الاهتراء بسبب قيام الباحثين بالتشكيك في وجود مملكة إسرائيل في المنطقة في هذا التاريخ المبكر”، من حيث أن ” معظم الأثريين أقروا بعدم وجود بقايا أثرية يمكن إعادة تاريخها بأي مقدار من الثقة إلى عهد داود “. ”
لقد بات واضحاً على نحو متزايد أن القدس في القرن العاشر قبل التأريخ الشائع، حين كان تفترض أنها عاصمة إمبراطورية كبرى خاضعة لداود لم تكن إلا بلدة صغيرة متميزة قليلاً، وتشير الأدلة المتوافرة إلى أنها لم تبدأ بالتوسع إلى مركز حضري ذي شأن إلا في وقت متأخر كثيراً في القرن الثامن قبل التأريخ الشائع “، أي بعد قرنين ونيف من الزمان عن عهد داود. بينما قد ظهرت ” بنى الدولة تطورت أول الأمر في الشمال حول السامرة في القرن التاسع قبل التاريخ الشائع ولم تبرز في القرن الثامن قبل التأريخ الشائع “، مما يعني غياب أي أثر لما دعي بالمملكة الموحدة لداود وسليمان .
ومن هنا نرى أن في العهد اليهودي القصير عارك اليهود الرومان الوثنيين والمسيحيين ، ولم تعرف المدينة سلماً ولا أمناً قلنا هذا لندرك الفارق الشاشع بين عهدين عهد اليهود وعهد آخر جد مختلف ألا وهو العهد الإسلامي عهد الأمن والسلام في مدينة السلام .
وهكذا، لم تكن لهؤلاء لغة، أو ثقافة، أو حضارة خاصة بهم، وإنما كانوا يقومون على تراث كنعاني بحت كما تؤكد لنا ذلك الأحداث التاريخية. وهكذا بقيت القدس، بل كل فلسطين، كنعانية في ثقافتها، وفي حضارتها، ولغتها .
عندئذ عدل بنو اسرائيل عن اجتياز بلاد النقب ، وحادوا عنها ، فساروا إلى بلاد ” آدوم ” ومن هناك اتجهوا نحو الشرق ، فدخلوا ” موآب ” ومن هناك جاءوا إلى أريحا ، ثم إلى أرض الميعاد وعندما احتل بنو اسرائيل فلسطين رأوا فيها مقاومة شديدة من العمالقة ، والفلسطينيين ، والكنعانيين وظلوا كذلك حتى صار شاءول ملكاً عليهم 1095 ق . م
وفي حدود (1010 ق.م) سقطت أورشليم بيد النبي داود عليه السلام وتمكن داود من وسماها باسمه، وبنى فيها قصراً وحصوناً. وقد حكم مدة أربع وثلاثين سنة،
وبعد وفاته جاء ابنه سليمان عليه الصلاة والسلام 971 ق.م ، الذي ولد ونشأ في القدس وفي عهده اتسعت رقعة الدولة كثيراً، وصلت من الفرات وحتى التخوم المصرية، وحكم سليمان بشرع الله تعالى وبني المسجد (الهيكل) في المكان الذي كان يتعبد فيه ملكي صادق. وكان هذا المعبد لجميع اليهود ثم أصبح بعد وفاة سليمان عليه السلام معبداً لأقلية من اليهود حيث انقسمت الدولة في عهد رحبعام بن سليمان واختفى اسم (مدينة داود) ليحل محله اسم (أورشليم) تحريفاً لاسمها العربي الكنعاني.
وقد دام حكم سليمان أربعين عاماً وتوفي سنة (923) ق.م، وبعد وفاته انقسمت الدولة إلى دولتين:
1. مملكة إسرائيل : في الشمال وعاصمتها السامرة قرب نابلس ، وكانت فترة حكمها من 923 إلى 721ق.م.
2. مملكة يهوذا : في الجنوب وعاصمتها القدس، وقد عمرت من (923-586) ق.م
وسيطرت الخلافات القبلية علي هاتين المملكتين، ونشبت بينهما حروب دامية حتى إن الملك (يهواش) ملك إسرائيل أغار على أورشليم واستباح هيكلها، وهكذا دب الوهن في مملكتى اليهود مما أفسح المجال أمام (سرجون) الآشوري فاستولى علي مملكة إسرائيل (722ق.م) وسبى أهلها إلى بابل، وأسكن محلهم قبائل عربية تزحف من سورية.وأسر حانون ملك غزة في موقعة جرت بينهما في رفح .
أما مملكة يهوذا فقد قضى عليها نبوخذ نصر القائد البابلي عام (586ق.م.) حيث أحرق أورشليم وسبى أهلها ودمر هيكلها ، وأقصى اليهود إلى العراق
” وأحرق هيكل الرب وقصر الملك وجميع بيوت الأشراف, وهدم جنوده كل أسوار أورشليم 9-11, 25 الملوك الثاني.
إلاّ أن اليهود بعد تدمير دولتيهما استطاعوا العودة إلى القدس في عهد قورش الفارسي، حيث عملوا جواسيس ضد الدولة الكلدية لمصلحة (قورش) الفارسي ، مما مكنه من القضاء عليها حالي عام (539 ق.م)فعلت منزلة اليهود عنده، وخاصة بعد أن تزوج اليهودية (إستير) وسمح لهم بالعودة إلي أورشليم، وبنى لهم الهيكل وكنوزه (516 ق.م)،وهي التي سلبها نبوخذ نصّر وظلوا في القدس حتى سنة 70 م.
وفي فترة حكم اليهود، حكم عشرون ملكاً، مات أكثرهم من نصفهم قتلاً بأيدي قومهم. وقد أصاب القدس في ظل الحكم اليهودي الكثير من الأهوال، فقد استولى عليها الأعداء مراراً، وسلبوا أموالها وعمت الفوضى الدينية والفساد وشاعت العبادة الوثنية بين سكانها وأكثرهم من اليبوسيين والكنعانيين والعموريين.
والقدس خالصة العروبة أبدا وأزلا وما وجود اليهود فيها إلا فترة انتقالية تمثل سبعين عاما فقط أو سبعة وتسعين عاما على عهد داود وسليمان عليهما السلام وأصبحت المرتكزات الني كانت تبدوا ثابتة وآمنة ذات يوم ما لبثت أن تعرضت لمقدار متزايد من الاهتراء بسبب قيام الباحثين بالتشكيك في وجود مملكة إسرائيل في المنطقة في هذا التاريخ المبكر”، من حيث أن ” معظم الأثريين أقروا بعدم وجود بقايا أثرية يمكن إعادة تاريخها بأي مقدار من الثقة إلى عهد داود “. ”
لقد بات واضحاً على نحو متزايد أن القدس في القرن العاشر قبل التأريخ الشائع، حين كان تفترض أنها عاصمة إمبراطورية كبرى خاضعة لداود لم تكن إلا بلدة صغيرة متميزة قليلاً، وتشير الأدلة المتوافرة إلى أنها لم تبدأ بالتوسع إلى مركز حضري ذي شأن إلا في وقت متأخر كثيراً في القرن الثامن قبل التأريخ الشائع “، أي بعد قرنين ونيف من الزمان عن عهد داود. بينما قد ظهرت ” بنى الدولة تطورت أول الأمر في الشمال حول السامرة في القرن التاسع قبل التاريخ الشائع ولم تبرز في القرن الثامن قبل التأريخ الشائع “، مما يعني غياب أي أثر لما دعي بالمملكة الموحدة لداود وسليمان .
ومن هنا نرى أن في العهد اليهودي القصير عارك اليهود الرومان الوثنيين والمسيحيين ، ولم تعرف المدينة سلماً ولا أمناً قلنا هذا لندرك الفارق الشاشع بين عهدين عهد اليهود وعهد آخر جد مختلف ألا وهو العهد الإسلامي عهد الأمن والسلام في مدينة السلام .
وهكذا، لم تكن لهؤلاء لغة، أو ثقافة، أو حضارة خاصة بهم، وإنما كانوا يقومون على تراث كنعاني بحت كما تؤكد لنا ذلك الأحداث التاريخية. وهكذا بقيت القدس، بل كل فلسطين، كنعانية في ثقافتها، وفي حضارتها، ولغتها .
أنور محمود زناتي – كلية التربية – جامعة عين شمس