غربة الغرباء الموجوعة أوطانهم
مضاعف وزرها
قاتلة ريحها
راجم رملها
غرباء اضاعوا الوطن
حملوا خزائن الذاكرة المثقلة
برائحة التراب والشجر
والقدور العاشقة في المطابخ
المتضوعة ابدا بعبير الأمهات وهرج الأخوة
الغرباء يتوهمون انهم في أوطانهم
وهم يرون الشوارع التي احتضنت دموعهم
لكنها ابدا لاتعرفهم
هم أرقام في السجلات
موضوعة في الرفوف بعلامات
سوداء
وبرتقالية
الطرقات ليست لهم
ولا تعرف خطاويهم
ولا تهش لهم إذ يعبرون
على وجوههم كتبت عبارات
لا يفهمها الآخرون
واذا ضجت العصافير
فإنهم لايعرفون لغوها
عيدهم مبتور الأصابع
ورمضانهم تنقصه الصوامع
ودعاء الجدات وعقيد اللوز والسكر
واذا ناموا رأوا أنفسهم أطفالا
يجرون في حواريهم
وياكلون كعك أمهاتهم
ويسمعون حمحمة الشيوخ
وهم يسرعون إلى المساجد
ويشعرون بنثيث المطر على مخداتهم
الغرباء في البلاد الباردة
يتوهمون انهم نجوا
من الحروب الطاحنة
واتخذوا لأنفسهم صحابة
من كل الملل
لكنهم اذاجلسوا مساء لاحتساء القهوة
تصورت خرائط أوطانهم
فغطت سطح الفناجين
المجهشة
الغرباء غرباء
حتى تنفتح لهم قبور في أوطانهم
فيبعثون