ليس تكبرا ماترى
ولا اظنني صفصافة أبدا
رغم أني من رنّات الجبال الباردة
وكبرت مع الغيم
وكبرت على عدّ النجوم في الليالي المقمرة
ليس تنكرا للطريق ولا للفوانيس الارضية
ليس امتهانا للحصى
ولا لمربعات الرصيف المحفّرة
لكنّي مشغولة بالحقول التي في رأسي
حيث ابي يذرو القمح مع هبوب "العون "
و شجرات السدر يزددن خضرة مع ندى الليل
والنحل يقوم بدوراته اللولبية
قد اتبع خطافا أو سمانة أو قمرية
وقد أصغي لموال شجي آت
من خلف جبل سمّامة
أنا هكذا إذا أصغيت
رفعت رأسي كالنوق المكابرة
وتجاهلت العابرين والسيارات
التي تتكدس على جنابت الطريق كالمحن.
لست واثقة الخطو تماما وغير بعيد أن اتعثر
فيعلق كعبي في حفر البلدية
أو تسيح قدمي مع قشرة الموز التي
القاها الرجل الانيق قبل ان يستقل
عربة مجهولة الصنع
رغم ذلك لم تشأ هذه الهامة أن تنظر إلى أسفل
أو تتمعن في أوراق الدعاية الانتخابية التي
مزقها الصبية
بعد أن شكّوا عيون اصحابها
وطلوا شفاههم بالاحمر البغيض
هي عادة أن لا اطاطئ
كأني ابحث عن قبعة بيضاء في عاصفة ثلج
لا تهمني بالكبرياء إذن
ولا بالنظر إلى العالم من فوق
هي عادة فقط ورثتها عن صنوبرالجبل .