في ليلة العيد مزق الفقراء
بطائق هويتهم
وشرِبوا نَخْبَ فقرهم
ممزوجا بالعبرات المالحة
قالوا لبعضهم إنهم مجرد رقم
في سجلات الهوية
لا اعتبار لهم في زمن الردّة
وتخمةِ البلداء
في ليلة العيد اندلعت شرارة الكرب
في قلوب الفقراء
وأومض الفزع في عيونهم
ينادي جمرة الغضب
يصافح دمعة القمر
يلامس حرقة القلب
ترتجف الكلمات على شفاههم
تحترق ملامح حلمهم الغجريّ
يتوارى رجلٌ منهم وراء نافذة معتمة
يقيم صلاة الجائعين
يعلن أن العيد خرافة في عرف المتخمين
وفرض وهمٍ عند عشائر المعوزين
وأن نشوة البؤس وتراتبية الشقاء قدر
الفقراء
في ليلة العيد يسافر الأغنياء
إلى الجزر العذراء
يَبحثون عن جنة لا تشبه جنة الفقراء
وبحيرات من نبيذ تستحِمّ بها حور العين
وشمس ترسل ألوان قزحية لا يحلّ شفرتها
سواهم
هناك سيسخرون من لهفة الفقراء على
ذوات الظلفين
ويرطنون بلغتهم الفاجرة
وقد يبحثون عن كازينو قمار لصرف
الفائض من أموالهم
في ليلة العيد يفتح الفقراء باب البلاهة
على مصراعيه
ويصلبون الوعي الشقي على أسوار المدينة
يعلنون الولاء للوشايات الكاذبة
ثم يرتدون أقنعة تخفي ندوب أرواحهم البئيسة
ويَصِلُون الرحم ويتحدثون بزهو عن السلف الصالح
ويقهقهون بإبهام يُخْفِي كلومهم المتراكمة