تجلّيات – شعر : شهيد الفري

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
في السّفرِ من عالي الماء انتحبَ الكونُ
و أخفت الرّيحُ سرَّ البكاء لحظة الولادة ،،
كتبوا  على لوح الرّيح أن الدمعة الأولى هويّة العين ،،
و من يومها بدأ  التجديف ،، "

أضاعتْ خريطة المدينة ،
ومشتْ على رصيفٍ كفيفٍ
التماثيل المهرولة تحت المطر تطأُ أقدامُها ملحَ الأرض
تعبرُ غليانَ الماء ، و لا تعبأ لها
صاحت فيهمْ : 
"الرائحون إلى السّراب و الغادون من جحيمه سواء
يلتقون عند مفترق الريح ،،
يا حمقى !
الأسماء قد نذرتْ نفسها لتربك هويّة الأشياء ... "
و غابتْ ...

قالتْ لهم :
" ليست خارطة الوطنِ برّا و لا بحرًا و لا سماء
يدعي كلٌّ أنّ فأسه لا تكلّ من الحفرِ في الشّمس ،
لا فضل للشمس ،، يا حمقى!!
 و لا ذنب لها .
لا حُجّة للشّمس  ،، إنّما الحجة للبصر "
ثمّ غابتْ ....

قالت لهم :
" منذُ خلقتْ أيديكمْ سكنَ العمى في عُيون الشّجر ،
فلنْ تُقبِل الغابةُ ...
الغابةُ بقيت هناك  بعيدا ،،فألهتْكم لعبة المزهريّة
لا جمال في قبور تحفرونها لجيفة الزّهرة
ضحكتْ الغابةُ من ذقونكم ،،
 و فوضى الرّيح تحضن العطرَ
قريبًا من أنفاسكمْ
قابَ قوسين أو أدْنى "
ثمَّ غابتْ .....

قالتْ لهم :
" ليست خارطة الوطنِ برّا و لا بحرًا و لا سماءً
يمتطي العمى فَرَس الفتنة
جذور شجرة الفتنة عشّشتْ  في تربة هواجسكمْ
فتنة  تألفُ
و لا تأنفُ "
ثمّ غابتْ

قالتْ لهم :
" عاشقٌ اختلس قبْلةً أولى محرّمةً
تلكَ القبْلة خلقتْ فينوس ،،،
العاشق، لحُمقِهِ ،  أعدم القبلةَ و عبد فينوس!! "
ثمّ غابتْ ......

وقالتْ لي :
" اتركْ لعينيْكَ وثْبةَ الشّهوهْ ..
دعهُمَا تمْرَحَا في عُرْس الرّغوهْ 
 ....و لا تشربْ"
و لمْ تغبْ عنّي .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟