هَلْ تَحْـزَن ؟ - شعر : صقر أبوعيدة

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أيَا أمّاً يثورُ بخصرِها جُرحٌ
كأنَّ الهمَّ إكليلٌ
وَيا لَهْفي
على أرضٍ وقد أبْكَتْ حرائِرَها
وأمواج من الآهاتِ كَبَّتْ في شَراييني
فقد رَضِعتْ شِفاهي دمعَ زيتوني
وما زالتْ ثِيابي تذكُرُ التينةْ
ولم تنشفْ مناديلي
فهل أنْسَى زُقاقاً كنُتُ سامِرَهُ
وأشجاراً تُذبُّ الريحَ عن جُرحي
وعند تَراكُمِ الحزنِ
نَدُسُّ الوقتَ في صُرّةْ
أُناغِي حادِيَ العيسِ
لِيهْديني مَواويلي
وأسألُ نجمةً كانت تُناجيني
عن الأهوالِ إذ هبَّتْ على غَفْلةْ
أُسائِلُكمْ
فإن ماتتْ حبيبةُ قلبِكَ الطّفلةْ
وعينُكَ ترقُبُ الروحَا
وتأتي شهْقةٌ تَقْلعْ
فهل تحزن ؟
وإن تاهتْ طُفولتُكم منَ الوَهْلةْ
وأفواهٌ تَراءَى فَوقَها القمرُ
بلَوْن الخُبزِ والعسلِ
وثديٌ باتَ بالدمعِ
وجفَّتْ شمعةٌ فيهِ
ولم ترضعْ
فهل تحزن ؟
وإن لَصِقتْ جماجِمُهم على جُدُرٍ
فتحسبُها مِنَ الطينِ
ولم تُنْزَعْ
فهل تحزن ؟
وإن نادى أبوكَ على ذَراريكم وقد هَلَكوا
وقُلْتَ لهُ أُناديهم ولم يأتوا
وجاءتْ صرْخةُ المفزَعْ
فهل تحزن ؟
وإن صكّتْ مفاصِلُكم من الرعدِ
ولم تجدوا أساميكمْ
وقلبٌ لابْنِكُمْ يصْدعْ
فهل تحزن ؟
وإن نادتْ عليكمْ تُوتةُ البلدِ
ورمشُ غُصونِها يَنْدَى
تُغالِبُ خَنْجَراً في جِذْرِها يسْري
ولم تسْطِعْ
فهل تحزن ؟
ويا لهفي على أمٍّ وقد جفَّتْ دَواليها
تُديرُ الدِّفءَ في كَفٍّ لطائِرها
وقد عدَّتْ لياليها
يحارُ الضوءُ نجماً في مآقيها
فلو هذي لكَ الأُمُّ
ولم تهجعْ
فهل تحزن ؟
وإن كانت سفائِنُكم على وعدٍ مع البحرِ
وقد صَدِئَتْ مَراسِيها
وذابتْ في جَوانِبِها صَواريها
ولم تُقْلِعْ
فهل تحزن ؟
وإن هاجتْ طُيورٌ تحملُ الأكفانَ واجمةً
على كَفٍّ تَحُطُّ الروحَ ماضِيَةً
ولا تلْوي على عقِبٍ
ولم ترجعْ
فهل تحزن ؟
فهذي شمسُنا مالتْ
تُقطِّعُ شَعْرَها الليلي
وقد ضاعتْ مفاتِنُها
ولم تَبْسِمْ
فهل تحزن ؟

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟