بوح من ربوع الصمت - شعر: البشير البقالي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
silence.jpgرحل الدرب
غاض الشمع
وشِدق السؤال يحتسي وهج الفؤاد
وأنا في كل درب أفتقد المسافات
أحفر اسمك بحجم الغوايهْ..
كل الخطوات تفارق ظلي
تُذري رماد الأزقة
فأقبل زحفا في رحاب هواك
وكل شبر يغسلني برمال سيدة
من هجير..
***
أبريق العهد أنت؟
أم ترى الضوء أخطأ في المسار؟
أم تراك ليلا يرعى قطيع الغيوم؟
كوني ما شئتِ..
دموع الميت تستعير من عينيك
محراب المزاد العلني
ولستِ سوى سوق المجاري
العقيمهْ..!
***
يحادثني طيف الذكريات
عن زمن..
كنتِ إذا خطوت
يتبعك أطفال المخيم
يرتشف النحل رحيق الخطوات
وكنت إذا لوّحتِ لأحلام المساء
تنفس الطقس بأنفاس الحوريات
كوني ما شئت..
لست الآن سوى قاتلة النهار..
وكل المحار هاجر يشكو
أنك سارقة البحار!!
***
أتذكرين..
يوم كنا نقص للنسيم الأظافر؟
بين الرمال كنا نعبث بأغلال
المساءْ..
نتلو النهر شعرا، والطير،
وكل البحار
كنت أحدثك بأشجان الشجر
أَلثِمك بقصيدة وفطيرة
وبهمس المطر
وحين ينكسر الوتر..
كنت أرسم نبض العروبة في عينيك
بضوء القمر
كوني ما شئت..
سهمك لا يشتهي غير  الموت
والغوايهْ
ولستِ سوى زَبَد
يفطم نبض الريح..
***
ها إنه الموت يرشق خطوك
وتطرحين بقايا الكبرياء
يا امرأة أدمنت الموت
وحالفت السكَرات..
ها يحتمي الموت بعينيك
حين تموت النساء
وتضاجع مهدَك القبورُ
كل مساءْ
ويظل لهيب الدم سؤالا
يتاخم صمت الجزيرة
وبوح العراء..
يتسع السؤالْ
يتسع الوشم في سواعد الأطفالْ
وطِيبك ذكرى تؤرق
 شوق المزارعْ
بأهدابك حِيكت خيوط اللحد
بكل المضاجعْ
وتراني أعبر حدود اللحد
أطوف بعينيك
مطاف اللواعج والمواجعْ..
***
أسيدة الهزائم والنحيب
هو ذا قلبي يحنّ
لموسمك الرغيدْ
ينبش في رمادك
يبتغي عرسا وفجرا وعيدْ
ويبوح بلوعة السر العتيدْ
أسيدتي..
البوح عالٍ..الليل قاسٍ
البوح طفل..
أنت للطفل عرس
أنت لليل فجرٌ وعيدْ...
 

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟