عُمتُ في الراح وغيري غَرِقا
فاعجَبي منيَ أنْ لم أتعبِ
بالندى عدتِ لنا والكرمِ
وبفعل الكأس في المُحتَدََمِ
كلُّ مَن أنكرَها للعدمِ
جاحداً قد كان أو معتنِقا
أو سَؤولاً ضاع وسطَ الكُتُبِ
***
إشكرِ الأهلَ وما ضرَّكَ أنْ
تسرجَ الليلَ جواداً للوطنْ
بكَ أشواقٌ فمرحى بالوسنْ
ثُم مرحى بالدجى منطلِقا
في زحامٍ من بروقِ السُّحُبِ
***
يا صديقي كيف ترضى بيْ صديقْ
وأنا في لجة الحرف غريقْ ؟
إنتظرْني بادئاً حتى أفيقْ
ثم أعطيكَ الدُّنى والحَدَقا
فأنا من عصرنا في عجبِ
***
أنا للآهات خيرُ الخَلَفِ
عشتُ أهوالاً ولم أعترفِ
باسمُ الثغر وما من أسفِ
غيرُ عمرٍ لم يُتمِّمْ ما سقى
أدبَ الكأس وكأسَ الأدبِ
***
بعدما دارت بأشواقي الرَّحى
طرقَ الحُبُّ شبابيك الضحى
مثلما جرحٍ قديم وصحا
في حنايايَ حفيَّاً ألِقا
قطفَ الشمسَ ولمّا تغربِ
***
جئتُ برلينَ , سفيني جَمَلي
أروي عنها حيثُ تروي أملي
بيدَ أنَّ الصمغَ غيرُ العسلِ
ويحَ برلينَ وويحي أفُقا
فكلانا مسرِفٌ في العتبِ
***
غير أني اليوم أصفى شَجَنا
فَجَنَتْ منه ومنها قد جنى
حيث ذرَّتني حروفاً ... حسنا
كيف أضحى برجُنا متَّفِقا
نتَّقي العصرَ بعصرِ العنبِ !؟(**)
***
حاشدٌ بيْ وأنا في الأثَرِ
أحشدُ العمرَ لقلبٍ قمريْ
فعسى يُجدي قليلاً عُمُري
قلبَها أعرفُ قبل الملتقى
فاتنَ الخَفْقِ وفيرَ الشُّهُبِ
***
حدَّثتْ بالطرف طرفي فانتشى
طرفيَ الناقلُ سُقْماً للحشا
لا يُبالي هكذا لا يُرتشى
هالني مصطبِحاً مغتبِقا
أنا أشكو وهو رهنُ الطربِ
***
قهوتي الفكرُ وأطواري الدخانُ
جبلٌ للهمِّ يعلوه كمانُ
لا تحاولْ , لا تَصُنْ ما لا يُصان
صفوةُ القول فؤادٌ عَشِقا
رجموا نعناعَهُ رجْمَ نبيْ !
***
يا بلادَ الشمس والخبزِ المُحلّى
كلما أكرهها تصبحُ أحلى !
كيف عانقناكِ ضوءاً يتدلى ؟
وتنشَّقنا نسيماً سَبَقا
وخبرْنا فيك أبهى التعبِ
***
كلنا نشكو سمادير البعادْ
واحدٌ غاب وثانٍ منكِ عادْ
ألهذا ليس يرتاح المدادْ ؟
سببٌ لاحَ ولكنْ أشفقا
فاخترعنا سبباً للسببِ !
----------------
(*) مشروع لكتابة عدة موشحات .
(**) مفردة العصر الأولى الزمن الحاضر , والثانية من اعتصار العنب .
------
برلين
كانون الأول - 2010