حين تستحمين بالعطر والمطر
بنكهة الشاي
بنسيم الصبح النائم
أجدني بعيدا عنك
بعيدا عن خيط الريح
وصوت الناي
وصوت الوترحين تستحمين بعيوني
بدهشة نظراتي
تحت شجر اللبلاب المورق
حين تستحمين
بضوء الظل
بنبضات قلبي الحارقة
أجدك بين أحضاني في خطر
حين تلتهمينني كعاصفة حمراء
عاصفة مجنونة
عاصفة من سفر
أعجز أن أكون أنا
أنا المضمخ بالجرح
المضمخ بالتيه
أعلق ذاكرتي
ثم ألجأ كعصفور حزين بين أوراق الشجر
جميلة أنت حبيبتي
كالتفاحة
كالحمامة
كبكاء الثلج والضباب
جميلة أنت
كرشفة نبيذ أبيض
كشريط قوس قزح معلق بالسحاب
كقارب يتيه في النور
يتيه في الغياب
جميلة كفصل ربيع سريع
كنهر لا ينتهي
كإكليل معفر بالألوان
معفر بورد العتاب
حين تستحمين في بحيرة الجان
عارية إلا منك
إلا مني
إلا من فراشة نزقة بين يديك
فراشة صغيرة
وكأس رحيق يختزل بهاء الأقحوان
حين تستحمين
تتدلى من أغصان صدرك فاكهة من ذهب
يتدلى مشمش
اجاص
تتدلى حماقة جميلة تشبه العنب
حين تستحمين في مروج خيالي
أجدني مفقودا في صحراء الليل
مفقودا بك
مفقودا فيك
مفقودا في حرقة البخار
حين تستحمين
في موجة من زنابق اللهب
أموت
أموت
أموت ألف مرة
وأكون أنا السبب .
مصطفى الحمداوي : روائي وشاعر مغربي مقيم بهولندا
نبذة عني : نشرت رواية بعنوان غواية الجسد عن دار سنباد للنشر والاعلام ، فزت مرتين بالجائزة الأولى للقصة القصيرة التي تقيمها مؤسسة الهجرة بأمستردام سنتي 2003 و 2004 أكتب الشعر وأنشط في عدة مواقع ثقافية من مواليد مدينة الدريوش بالمغرب ، اقيم حاليا في هولندا