مثلما تفشل العربات التي تحمل الجند
في تكتيف أعالي الجبالِ...
جبال تفخر شامخة بغموض مساربَ كالأهرام تعلّق في التاريخ غموضا من زمنٍ
الماعز يمضغ أشواك الصبّارْ
فشلَ الثوّار يخيطون العلم الوطنيَّ
وحزن النّاي الذّي يصقل الرّيح من تحتنا قلقًا
أصعد الجبل الغامض الرّؤيا
لم أكن فاشلا في الصّعودْ
في عيوني الصّمودُ
ولكنّ طيرًا أثّثَ في زرقة الكون لوحته الفنيّةَ
يسألني عن رفاق الطريق وأسباب الإلتفاف على الذّكريات
-لماذا أراكَ وحيدا إذا...؟
قلتُ:لا شأن لكْ
حادفته بالذكرباتِ
فهشّمتُ بلّور لوحته الفنيّة
.................
صار الطيّر طليقًا فطارْ
.................
....................
جاوبتُ بأعلى الصّوت إذًا
-لا أحبّ رفاقًا مثلكِ أيّتها الطيرُ...
لا فكرةً...
كلما كسّرتُ قيودًا كانت تأسرهُم
أسروني في وحدتي
02
أثناء النّوم يصير التمنّي أيسرَ
"هذا البابُ بلا مفتاحٍ
أفتحُ باب الحلم
دخلتُ
المشهد مختلطٌ"
مثل الأضداد تصير محيطا من عبرٍ
سفنًا من قشٍّ
والمجداف يصنّع من إبرٍ
النّاس تسير على الماءِ
كان "كريسْ أنجلْ"حافيًا - وهو المتعلّمُ فنّ المشيِ على الماءْ-لا يعرف كيف يطيرْ
والنّاسُ طيورٌ محلّقةٌ
ما أغرب هذا الوقت
إن أردتَ بطيئا يأتي
أو سيجيء سريعًا
فالوقت رهن لما تشتهي
في الحلم أرى ما أريد
أرى اسكافيّ "حيّ النّور"يدق المسمارَ
يجمّعُ آخر ما قد ملّخَ من لغةٍ عربيّهْ
"اسئلوا عنه أحذية الفقراءْ"
"اسئلوا قصائدَ باسمة في أرغفة الشهداءْ"
في الحلم أرى:
-رؤساء وحكاما عربًا
لبسوا أصفادا وأشرعةً بيضاءَ
وقالوا :"نحنُ في صفّ الشّعب"
-وطنا مطروزًا في سبحةٍ واحدهْ
-لا حدود لفكرتنا-
إنّ الحلم أجملُ في الحلم
إذْ يتحقّق ما يُشتهى
وكأنّكَ في الجنّة المبتغى
ما تريد يرادُ لكَ
مثلَ أن تلتقي المتنبّي فتشتمه وتقولُ:
-لماذا أورثتنا الشّعرَ/أرهقتنا بالحداثةِ
أو تلتقي عبد القادر الجيلانيّ فتسأله:
ما الذي صار في بغدادَ
وأنتَ هناكَ تلوذ بنوم عميقٍ
أو تلتقي الله: ماذا يحدث في جسدي
حين أغفل عن ذكرك الله أبْكي ويغمى عليّْ
تلتقي الماضي:
-كيف يكتبك المنشدونَ أغانٍ
وأحجية الفشل الممتدّ إلى مستقبل أحلامنا
هذا الفشل المزروع خيامًا كالضّرس
حاء الحبّ تسوّسُ أيّامي
والباءُ كباب الحلم بلا مفتاحٍ
لكنّ المفتاح معي
وسأغلق هذا البابَ إذًا
ارمي المفتاحَ هُنا
قد يبحثُ بعد سنينٍ طفل عنّي في الحلمِ
يعرف أنّ المفتاحَ يفتحني
وسيعرف أنّ الحلمَ حياتي
وأنّ الشّعر هو المفتاح
03
كم أنا فاشلٌ في الحياة
وكم مثقلٍ بالهموم
كأنّي الشّبابُ الأخير على حافّة الشّيب أضفر أيّامي
فاشلٌ في المحبّةِ...
قلبي تكسّر كالفلك في ليلة عاصفةْ
لكأنّهُ طفل يدرّبه الوحي بالابتلاءِ
أجرّبهُ..
فيضيق الصّدر –ولستُ تبيًّا-
تضيق مساحة حلْمي
أينَ الأطفال..
كنتُ أراهم مبتسمينَ
أنا في أوّل صفّ الدّرس أراكْ
لا أحلمُ بامرأةٍ
عملٍ
بيتٍ في حمّام الشطّ
كان العالمُ في ذهني أنقى من ذهني اللحظةَ في هذا العالم
............
فاشل في السياسة جدًّا
وعلم النّساءْ
لا أرى غير الشّجن المتمسّك بي
دربي فشل مبهمُ في اختيار صديق وفيٍّ
يشدّ على كمدي
لا يعضّ يدي
......
فاشلٌ في الحبّ
لأنّ الفقير إذا ما أحبّ،أحبّ بعمقٍ
وسافر في العشق والوجْد
ثمّ اندثرّ
ولأنّ الحبيبة تهوى ترتيب عشّاقها
بالجاه وما كسبت أيديهم
فإنّ الحبيب الفقير
أحبّ بصدقٍ وانكسرْ
التقتهُ...
فحطّت نبضه على نبضها
حين قاسمها ما تناثر من الحبّ في الأزقّة المظلمهْ
في المساء الحزينْ
كان الحبّ أوّل بند في الإتفاقْ
الرغيف إلى نصفين سيقتسمانه بينهما
كلّ منهما يستخدم كل تجاربه
كيْ تنجح رحلة البحث عن بعضهما
صار الحبّ قوتًا
واللّيل من نجمةٍ يستضيء بها العشّاقْ
والبدرَ يعدّ نجومه كالطفل ينظر من خلف نافذة القلب كي لا تبصره الأشباحْ
.....
ونمت في المجهول نخلة حبّهما
جدّدا العهد في أن لا يخونا حبّهما
كم دافقة نار الحبّ
كالماء في محنة الاشتياقْ
قلتُ:لكن لماذا تسألني
فأنا لن أكون هما..؟
وأنا فاشل فاشلٌ
لست في سدرة المنتهى
لستُ أركب ظهر البراقْ
قال بل في النهاية دورك أحلى
ستجني على النصّ قلتُ
فقال :بلى..
فاختصرت القصّة لما حلفتُ
على العاشقين وكل الأحبة
أنّ المحبّة كنز وأنّ الفقر شقيق الطلاقْ