"لن يمرّوا" */ " No pasarán"
من وراء قضبان الانتظار،
أترك الأمل للبحر
ليزيح الغشاوة عن ظلاله المتحرّكة..
و ها نظري يلامس تعاريج
الحديد المطروق المزخرف...
و النسيم يكمل نداءه …
شاعرا يجمع النّاس،
يطرّز " دانتيلاّ " العرائس
و يخطّ على أعطافها بشارة الخالق،
يحرّكها النّشيد اليائس
ينسج الحلم و يعيد ولادته من جديد
حيث سعادتنا تعني أنـّنا سنطرد الزّيف،
و برغم العار و المذابح
و قلب ضعيف مغلّف،
سنظلّ أحياء في سرابك
سراب، بعطر النّعناع،
تحت زخارف العشق،
قبالة البحر المبدع
للحريّة
......................
* "لن يمرّوا "" No pasarلn" شعار شهير أطلقه أنصار الجمهوريّة الثّانية في إسبانيا، و هو شعار تحرّريّ مناهض للاستبداد .
No pasarلn/(Jamel Eddine Bencheikh)
Par les grillages de l’attente
Je laisse l’espoir à la mer
ةgrener ses ombres mouvantes
Mon regard lèche la torsade
Du fer forgé envoluté
La brise arrondit sa chamade
Poète Rassemble le monde
Brode la dentelle des marées
Et calligraphie sur leur onde
L’annonciation démiurgique
Qui vibre au chant désespéré
Jailli de ta lèvre magique
Tisse et fais renaître le songe
Où être heureux nous voudra dire
Que nous chasserons le mensonge
Malgré la honte et les carnages
Le coeur léger sous la nuée
Nous survivrons en tes mirages
Qui offrent leur parfum de menthe
Sous la volute enamourée
Face à la mer qui invente
La liberté
الشّعر/ جمال الدّين بن الشّيخ
سفينة أنت أيّها الشّعر، تعبر نحو منبع اللاّمعقول
أكاد أسمع جوانبك تنسلخ عن
ضفاف لا تتحرّك
تحلّ عقد الظّلمات،و زيفها…
تفكّ رموز الأساطير
الّتي تضطرم في عظامنا…
تقتلع حدّ الظلّ
جذور حيل مزروعة في عيوننا
إنّك تمنحنا جوهرا جديدا مذهلا
Poésie/(Jamel Eddine Bencheikh)
Poésie proue jetée vers l’amont de la déraison
j’entends tes flancs s’écorcher à des
rives immobiles
Tu dénoues les ténèbres et leurs mensonges
Tu déchiffres les légendes
qui s’enflamment dans nos os
Tu déracines jusqu’à l’ombre
des ruses plantées dans nos yeux
Tu nous redonnes un corps éblouissant
نبذة عن حياة الشّاعر :
جمال الدّين بن الشّيخ: ولد عام 1930 في الدار البيضاء، قبل أن ينتقل لاحقا مع والديه إلى تلمسان الجزائرية. بدأ بدراسة الحقوق في الجزائر، وفي موازاتها الأدب العربي. وبين 1956 و1962، أي خلال حرب التحرير و الثورة الجزائرية ، انتقل الى باريس حيث أكمل دراسته متخصصا في الشعرية العربية خلال القرون الوسطى، وبدأ بالتعليم. وإذ عاد الى العاصمة الجزائرية بعد الاستقلال وعلّم في جامعتها وأسّس فيها قسم الأدب المقارن، إلا أنه سرعان ما سرقته فرنسا مجددا عام 1969 أستاذا في السوربون، وبقي في باريس حتى وفاته. نذكر من أعماله الشعرية: “الرجل القصيدة” (1983) و”ذاكرات الدماء” (1988) و”الكلمة الصاعدة” (1997) و”الأعمى ذو الوجه الذي من برَد” (1999)، ومن بحوثه “الشعرية العربية” (1989) و”عن العروبة والاسلام” (1992).
أنجز جمال الدّين بن الشّخ ترجمة بديعة لـ “ألف ليلة وليلة” بمشاركة المستعرب الفرنسي أندره ميكال، صدرت عن دار “غاليمار” الباريسية ضمن سلسلة “لابلياد” بعد 300 عام وعام من صدور الترجمة الاولى التي كان أنجزها المستشرق الفرنسي انطوان غالان، إلى كوكبة من الأعلام العرب الذين طبعوا الثقافة الغربية عموما، والفرنسية تحديدا.
تعريب: محمد الصالح الغريسي