وَاحْتَلَّتِ الْمَنَافِضُ الْمَقْعَدَ الْمُجَاوِرْ ـ شعر : احماد بوتالوحت

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

وَاحْتَلَّتِ الْمَنَافِضُ الْمَقْعَدَ الْمُجَاوِرْ ،
وَالْفَرَاغْ  ! الْمَقَاعِدَ الْأُخْرَى ،
الَّتِي خَصَّصَهَا لِلْغَائِبِينَ الَّذِينَ رُبَّمَا لَنْ يَصِلُوا أَبَداً :
الرَّجُلُ الَّذِي يَفْتَحُ فِي جُيُوبِ مِعْطَفِهِ حَانَةً ،
وَيَحْلُمُ أَنْ يَخِيطَ لِعُرَاهُ ، أَزْرَاراً مِنَ النُّجُومْ .
الْإِسْكَافِيَّ الْعَجُوزْ ، الَّذِي بِلَا قَدَمَيَنِ ،
وَالَّذِي لَا يَعْرِفُ كَيْفَ يَكُونُ سَعِيداً ،لِأَنَّهُ بِلَا قَدَمَينْ .
الشَّاعِرُ الْأَعْمَى الَّذِي يُكَلِّمُ الْعَالَمَ بِعُكَّازِهِ ،
وَيُجِيدُ صِيَاغَةَ الْمَلَاحِمْ .
فِي الَقاَعَةِ تَتَسَكَّعُ الْأَحْذِيَةُ وَالْأَحْلَامْ ،
لَا شَيْءَ يَدُلُّ عَلَى وُجُودِ أَحْيَاءَ ،

آلَاتٌ حَدْبَاءٌ وَأَعْضَاءٌ لُفِّقَتْ عَلَى عَجَلْ .
جَلَسَ إِلَى جَانِبِ الْمَقَاعِدِ الْفَارِغَةْ ،
دَخَّنَ لُفَافَاتِ أَصَابِعِهِ حَتَّى أَرْمَدَتْ ،
شَرِبَ دَمُ الْكُؤُوسْ .
تَخَلَّفَ الْمَوْتَى عَنْ مَوَاعِيدِهِمْ ،
لَا بَأْسَ!  قَالْ .
" رُبُّمَا يَصِلُونَ مُتَأَخِّرِينً كَكُلِّ الْقِطَارَاتِ الذَاهِبَةِ إِلَى الْحَربْ "
بَدَتْ لَهُ الْمَقَاعِدُ تَضْحَكُ بَأَفْوَاهٍ مُغْلَقَةْ .
وَفِي الْخَارِجْ سَقَطَتْ فِي الْبِرَكِ السَّمَاءْ وَقُفَّازَاتُ الثَّلْجِ الْقُطْنِيَةْ ،
وَخَلْفَ نَافِذَةِ الْبَاْر، وَقَفَتْ شَجَرَةٌ وَحِيدَةْ ،
تَتَرَنَّحُ فِي الرِّيحْ ،
تَقَيَّأَتِ الْحَانَةُ أَشْبَاحَهَا ، وَالْمَوْتَى لَمْ يَصِلُوا .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟