موعد مع قبيحة – شعر: غزلان شرعي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

بعد أن قرأ لي أكثر
من عشرين قصيدة
ويبحث عن جديد كتاباتي
من جريدة إلى جريدة
يركض ..يلهث كنمر جائع بحثا عن أخباري ..كل أخباري الجديدة
يشتم رائحتي العبقة من الكلمات
بات يعرفني جيدا
عندما أكون سعيدة
عندما أكون حزينة
أقول له  كل يوم ...
احبك بين السطور

بين معان الحروف
وكأي عاشقين
كأي مجنونين
تجعله كلماتي
يموت حبا
يتيه شوقا
أخاصمه ...بقصيدة في الصبح
وفي المساء ..يتلقى قصائد الصلح
كنت اعرف ..انه يحبني
ومن دون أن يراني
من دون أن يلقاني
اشتد الشوق
واحتد العشق
وقال لابد من اللقاء
توقفت عن الكتابة
خرست القصائد
انتحرت الحروف الخوف يتراقص في قلبي
كفأر صغير أعمى يرقص في قفص ضيق
كيف أقنعه أنني جميلة في القصائد
فقط
كيف ألاقيه ...بكل قبحي وبشاعتي 
كيف اخبره أن ضفيرة القصيدة الشقراء
كذب
وان سحر عيون السوداء ...في العبارات فقط ...وفي الواقع ...كذب
عيوني الواسعة ...في الشعر ...فقط
رشيقة وعميقة ...في الأدب ...فقط
العاشق المجنون ...طلب موعدا وحدد مكان اللقاء
فتحت خزانة الملابس وبكيت .. بكيت طويلا
ليس لدي فستان يليق
نظرت للمرآة ..وبكيت .. بكيت
طويلا
ليس لدي لا جمال ..ولا بريق
عيوني
شعري
قوامي بكيت .. بكيت طويلا
من الحريق
جدد طلبه للقاء
وأنا أتلوى ..وأتلوى ...من الخوف
ومن الخجل
تأملت ...وتحمست
وقلت لربما ...يحب روحي ...أكثر
استعرت فستانا من الجارة
والحذاء ..ذا الكعب العالي ..من سابع جارة
استعرت احمر الشفاه والشفاه
استعرت طلاء الأظافر الأحمر ...والأظافر
استعرت من الشوق والعشق
كحل العيون ...والعيون
استعرت كل شيء ..كل شيء
فأنا لا املك غير القصائد ... لا املك أي شيء
تدربت على اللقاء...كالبهلوانة
وكأي بهلوانة
ضحكت للمرآة رغم الحزن ...
الفت حوارا حارا ...ثم ألغيته ...
الفت حوارا باردا ..كي لا افضح ..لهفتي ..
ثم ألغيته ...
الفت حوارا بين بين ...وحتى البين بين لم ..يكن مقنعا ...فألغته أيضا
يا الهي ...يا لهي ...ماذا افعل
لن اذهب...اختلق أي عذر
ولا اذهب
أتوقف عن الكتابة
أمزق كل القصائد
احرق كل الحروف
أنكر أنني أنا الكاتبة فلانة بنت علانة 
التي جعلته يتعلق بي
لن اذهب...فانا لا أثق بشكلي
بل أثق كل الثقة أنني امرأة قبيحة
ما الحل؟ ...ما الحل ؟..  يا إلهي ..ما الحل ؟
نمت على خوف
وصحوت على رعب
وجاء يوم اللقاء
ذهبت بكل كذبي
وخوفي
وقصائدي
وشعري
واستعاراتي
وجاراتي
وعيوني وعيونهن
وعيوبي ...كل عيوبي
والعشق ..العشق فقط
وفقت بخارج المقهى ..بزاوية لن يراني
منها
طبعا
تطلعت إليه بحب
كان مرتبكا مثلي .. أو أكثر يمرره يديه على شعره ..يرتبه
يلمس حاجبه ...يرتبهما
يمرر كفيه على لحيته ..السوداء
يخلع نظارتيه
يلبسهما
يضم ذراعيه ...يطلقهما
يرتشف قهوته
ينظر للمدخل
يخطف نظرة على هاتفه
يجول بنظراته في القاعة
كل النساء بالقاعة ...جميلات
كل من مرت من أمامه أو خلفه ..أو حوله
جميلة .. جميلة . .جميلة ...
وأنت أيتها المرأة القبيحة
هل يشفع لك الشعر
هل تنقذني القصائد
لا أظن
لملمت شكي واليقين
حملت حذائي المستعار ذا الكعب العالي بيدي
وهربت حافية القدمين 
هربت بعيدا
وحين عدت ...مزقت كل الجرائد
مزقت كل القصائد
وقطعت كل الروابط التي تربطني به
واعتزلت الكتابة
وكتبت له قصيدة
اخبره عن  قصة ..الشاعرة القبيحة
وكانت هاته هي القصيدة
الاخيرة
قصيدة ..الشاعرة القبيحة

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟