كَانَ الْغُمُوضُ يَلُفُّ الْوُجُودْ ،
وَالزَّمَنُ مَازَالَ مُتَجَمِّداً عَلَى الْمَعَاصِمْ ،
وَسُعَاةُ الْبَرِيدِ لَمْ يُكَلَّفُوا بَعْدُ ، بِمَهَامِّهِمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضْ ،
وَكَانَا مُشَوَشَيْنِ إلَى أَبْعَدِ الْحُدُودْ ،
لَمْ يُتَوَجَا بِأَجْنِحَةٍ مِنْ نُورٍ ( ذَلِكَ الْوَعْدُ الذِي جَاءَ مِنَ السَّماءْ )
كَمَا أَنَّهُمَا لَمْ يُمْنَحَا الْأَبَدِيَةْ ،
لَكِنَّهُمَا ، مُنِحَا فُرْصَةَ حَيَاةٍ جَدِيدَةْ ،
وَدُونَمَا كَلَلٍ تَتَجَدَّدُ فِيهَا الْمِحَنْ ،
لَهَذَا لَمْ يَعُودَا يُرَيانِ بَيْنَ سُخَامِ السُّحُبْ،
وَلَا بِجَانِبِ أَيْكَةِ الزَّمَنْ .
التَّآكُلُ كَانَ قَدْ بَدَأَ مِنْ هُنَاكْ!
حَيْثُ تَقِفُ شَجَرَةُ الْحَيَاةِ وَحِيدَةً عَلَى قَدَمَيْنِ مِنْ خَشَبْ ،
وَتَجْرِي كَمَا يُقَالْ ، أَنْهَارٌ مِنْ نَبِيذْ .
وَمُذَّاكَ أَصْبَحَ الْمَوْتُ أَحَدَ أَوْجُهِ الْحَيَاةْ ،
وَالْقَرَافَاتُ تَأْكُلُ مِنْ فَرْوَةِ الْأَرْضِ ،
وَالْآلِهَةُ أَكْثَرُ ضَجَراً مِنَ الْحَقَائِبِ فِي الْمَحَطَّاتْ .