كان أبي شيخا
وكنت في حجم كوز الذرة
لكني كنت اتسلق حكمته
وأصغي إليه
كان يلفني بجناحي برنسه
فأشعر بدفء صغار الصقور
والثلج كالعهن المنفوش
يحفظني قاف والقرآن المجيد
بصوت كالمطر
ويهدهدني هدهدات أخرى
حفظها عن جدتي مبروكة
يؤثرني بحبات زبيب وقرن خروب
وهو يغمز بعينه إني آثرتك
لكني أعلم أنه يفعل ذلك
مع كل إخوتي جميعا
ويؤثرهم كجراء الأرانب
بيتنا لاغرف فيه كثيرة
ولكن أبدا لم أشعر بالاختناق
بيتنا لا طنافس فيه أو متكآت
ولكننا اذا اصطففنا لننام
نزلت النجوم لتزاحمنا
وتقتسم معنا مخدات الصوف
التي لها رائحة المرج
بيتنا لا بذخ فيه ولا خوان
لكن امي إذ تخبز فطير القمح
تصطف الطيور على ناصية الجدار
والنملة تسر لصويحباتها
أن شدوا الرحال إلى نفيسة
لا خوف عليكم من نعال أحد
وهي إذ تريق لنا الزيت في الجفنة الصفراء
تنبت شجرات من الزيتون في عيوننا
وتتوقد مشكاة البيت من الخير.
ذهب أبي وظللت بلا حكمة
ولكني اذا شعرت بالبرد
ذكرت برنسه فأشعر بحنان القطعان
التي تمخر سفوح جبل سمامة