عودة أخيرة إلى "الأخطاء" في مجموعة درويش الأخيرة ؛ "لا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي"ـ سليمان جبران

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أdarwicheعرف أن مقالتي هذه تجيء متأخرة. أسباب كثيرة، موضوعية وذاتية، حالت دون صدورها قبل اليوم، ولا مجال أو حاجة إلى تفصيلها هنا. مع ذلك، أجدني مدينا بالاعتذار لمحمود، وللقرّاء جميعا، معلّلا النفس بأنّ التأخّر يظلّ، مهما طال، خيرا من الإقلاع عن الكتابة نهائيّا. ثمّ إنّ هذه المقالة، أخيرا، قد تساعد القارئ، أو الناشر في طبعة جديدة، في تلافي هذه "الأخطاء" الهامشية التي جرّها الجدل، دونما مبرّر ، إلى مركز الحدث.
قبل النظر في هذه "الأخطاء" بالتفصيل الدقيق، وقد تناولتُ المجموعة كلّها تناول المحقّق للمخطوطات القديمة، هناك ملاحظات ووقائع تمهيدية لا بدّ لنا من إيرادها، لتشكّل أساسا لموقفنا، ولما نقترح من "حلول" .
1.   الملاحظة الأولى أنّ درويش لم يخطئ، ولا يمكن أن يخطئ، فيأتي بخلل في الوزن. تلك واقعة يعرفها كلّ من قرأ  نتاج درويش الكثير الطويل، وهذا ما رمينا إليه  بإيرادنا الأخطاء بين مزدوجين في عنوان مقالتنا هذه . بل إنّ كلّ شاعر، جدير بهذه التسمية، من القدماء والمعاصرين، لا يخطئ في الوزن أيضا، فكيف بدرويش الذي كرّس موهبته وسني عمره متمرّسا حاذقا بهذه "الصناعة" ؟ قد يخطئ الشاعر، القديم والمعاصر، في اللغة، واعيا أو دونما وعي، فيشغل ناقديه في التأويل والتخريج، أمّا الوزن فلا يصيبه الخلل بتاتا في نتاج الشاعر الشاعر. صحيح أن الوزن التفعيلي، وعند درويش بوجه خاصّ، أكثر تركيبا وتعمية من الشعر التقليدي السيمتري، إلا أنّ درويش أثبت دائما براعة إيقاعيّة مدهشة في هذا الشكل الإيقاعي بالذات.
2.  الملاحظة الثانية أنّ إصدار هذه المجموعة، بعد وفاة الشاعر، بناء على المخطوط الذي خلّفه في غرفة عمله في عمّان، كشف بالذات عن الخلافات بين من أسهموا في تحقيق وتبويب وطباعة وإصدار  المجموعة. كأنما كان صدور هذه المجموعة إيذانا بكشف الخلافات وتبادل التّهم بين هؤلاء السادة، لا فرصة مواتية للنظر في الفنّ الشعري الراقي الذي أنجزه درويش في هذا الكتاب، وفي  شعر المرحلة الأخيرة من حياته بوجه عامّ، وهو أمر يؤسف له فعلا. في هذا السياق، أودّ أن أؤكّد أيضا أنّي لا أنتمي إلى أيّ جهة؛ لا أناصر هذا ولا أعادي ذاك، وأنّ ما أكتبه هنا يقوم على النظر في المجموعة ذاتها، وعلى ما كُتب بهذا الشأن، لا غير.


3.  لا بدّ من الإقرار أيضا أن أخطاء الطباعة في هذه المجموعة كانت كثيرة نسبيا، ما في ذلك شكّ. لا يمكن نسبة هذه الأخطاء إلى طابع المجموعة، في عصر الحاسوب السعيد، كما أن هذه الأخطاء لا تكاد تظهر في مجموعاته التي سبقت مجموعته الأخيرة. تبقى المسؤولية إذن مسؤولية الكاتب الياس خوري، صديق محمود القريب، رغم احترامنا وتقديرنا للأستاذ خوري.  تماما كما ذكر هو في العبارة التي ختم بها "الكراس" على طريقة الباحثين التقليدية في مقدّمات دراساتهم: "بفضل دعم هؤلاء تمّ إنجاز العمل، غير أنني أتحمّل وحدي المسؤولية عنه وعن أخطائه" ( النهار البيروتية، 26 آذار، 2009؛ الكراس " محمود درويش وحكاية الديوان الجديد" ، المرفق بالمجموعة، ص. 30).
4.  الشاعر اللبناني شوقي بزيع كان أوّل من كتب عن مجموعة درويش الأخيرة، موردا بالتفصيل معظم الأخطاء  التي ظهرت فيها. في مقالته المذكورة، بيّن بزيع "الأخطاء العروضية الكثيرة التي يحفل بها الديوان"، مؤكّدا في الوقت نفسه أنّ هذه الأخطاء هي "أمر يصعب تقبّله بالنسبة إلى شاعر ممسوس بالإيقاع من وزن محمود درويش. وحساسية المسألة لا تكمن فقط في كون الشاعر قد صرّح غير مرّة بأنّ القصيدة عنده تتولّد بادئ ذي بدء من تواترات إيقاعية غامضة لا تلبث أن تتقمّص الكلمات، بل لأنّ أحدا من القرّاء لم يسبق له أن لاحظ في أعمال الشاعر السابقة أيّ خلل إيقاعي أو تعثّر في اقتفاء الأوزان والبحور" ( الحياة، 26/ 3/ 2009). على هذا النحو  يشير بزيع إلى كثرة الأخطاء العروضية، إلا أنّه ينفي عن محمود الوقوع في مثل هذه الأخطاء. كان جديرا بهذه المقالة أن تؤخذ مأخذ الجدّ والعناية، فتشكّل أساسا لإعادة النظر في المواضع المذكورة فيها،  وفي مواضع أخرى لم يذكرها، والعمل على تصويب الأخطاء كلّها بكلّ وسيلة متاحة. إلا أنّ المقالة أثارت، كما أسلفنا، جدلا لا يتّصل بدرويش وطاقاته الإيقاعية، وإن كان بعض رذاذه أصاب الشاعر بغير حقّ.
5. بعد مقالة بزيع ظهر "لاعب" آخر في هذه المسألة، هي الناقدة السورية ديمة الشكر. ردّت ديمة الشكر على بزيع بمقالة عنوانها: " مقارنة بين المخطوط الأصلي والديوان المطبوع... محمود درويش لا يخطئ في الوزن" ( الحياة، 1/ 4/2009)، كتبت فيها دونما مبرّر معقول قائلة: " ولبزيع الحقّ كلّه في الإشارة إلى الأخطاء الواردة في النسخة المطبوعة من الديوان، لا بل إنّ بعض الشعراء الغيارى مثله على الإيقاع وعلى إرث درويش الشعري، لن يتوانوا بدورهم أن يحذوا حذوه فيكتشفوا أخطاء أخرى، وتكون النتيجة التي تشبه الفضيحة أن محمود درويش، وهو من هو، قد أخطأ في الإيقاع! ". لا ندري، والأخطاء كلّها طباعية دون مراء، كيف يمكن أن تكون النتيجة ما توقّعته الناقدة ديمة الشكر بالذات. هذا  أيضا هو ما اضطرّ بزيع إلى الردّ عليها بمقالة أخرى بعنوان:"الشاعر لا يخطئ...لكنّ الأخطاء كثيرة"(3/4/2009)، مؤكّدا فيها أنّ ما ذكرته ديمة الشكر"يدفع القارئ إلى الظنّ أنّني أنسب الأخطاء المذكورة إلى الشاعر نفسه وهو ما لم يدرْ في خلدي على الإطلاق".  ثمّ تواصلَ بعد ذلك جدل غير ذي صلة، وبمشاركة أقلام أخرى؛ طال درويش رذاذه، كما أسلفنا، دونما ذنب أو مبرّر!
6. في مقالة ديمة الشكر المذكورة، تبيّنَ أيضا أنّ الناقدة تملك مخطوط المجموعة، وهو أمر يناقض ما ذكره الكاتب الياس خوري، في الكرّاس المرفق، قائلا: " رقمنا المخطوط، وصورنا منه صورتين. أعدنا الأصل إلى الدرج في مكانه، وأخذ أحمد شقيق الشاعر نسخة، بينما احتفظت أنا بالنسخة الثانية" ( الكرّاس المرفق، ص.12 ). على كلّ حال، كان من واجب الناقدة ديمة الشكر، وقد حصلت على المخطوط، أن تقوم بتصويب كلّ ما يمكن من الأخطاء ، ما ذكره بزيع وما لم يذكره، وقد قامت ببعض هذه المهمّة مشكورة، متجنّبة هذا السجال العقيم مع بزيع، الذي  أساء بشكل غير مباشر إلى درويش ومجموعته الأخيرة، حتّى إذا كان باعثه طيب النيّة والدفاع عن درويش!
بعد هذا التمهيد الضروري، في نظرنا، ننتقل إلى تقصّي الأخطاء التي ظهرت في المجموعة، متّخذين مقالة بزيع الأولى منطلقا لنا، في مناقشة الأخطاء العينية التي أوردها فيها، ثمّ نضيف إليها أخطاء أخرى لم يذكرها بزيع، محاولين تصويبها.
1. قبل تناول المواضع العينية التي أورها بزيع، نريد الوقوف بسرعة على ثلاث ملاحظات عامّة جاء بها الشاعر ، دونما شواهد تدعم رأيه:
ـ   يشير بزيع أنّ "إحساس الشاعر بالموت لم يكن يقينيا، بما يكفي لكي يحصر قصائده بفكرة العدم وحدها "، وهو يقول ذلك ظانّا أنّ قصائد المجموعة كلّها هي وليدة الفترة ذاتها. لكن من الواضح أنّ بعض القصائد، مثل "في بيت نزار قبّاني"، "قمر قديم"، "الخوف"، "مع إميل حبيبي"، كانت كُتبت في فترة سابقة ( الكرّاس المرفق، ص. 16).
ـ  ذكر بزيع أيضا، دونما إيراد الشواهد،  أنّ المجموعة تتضمّن "بعض الزحافات التي يقع فيها الشعراء أحيانا والتي تتطلب استقامة الوزن فيها إشباع بعض الحروف التي لا تحتاج في الأصل إلى إشباع". نريد أن نضيف أن ذلك لم يقع إلا في مواضع قليلة جدا غلّب فيها الشاعر المعنى والإيجاز على الوزن ( انظر " أنا وَهُوَ" مثلا،  المجموعة الأخيرة، ص.57).
ـ  بعد الملاحظة السابقة مباشرة، يتناول بزيع ظاهرة إيقاعية أخطر شأنا، تتّصل بالشعر التفعيلي عامّة، لا بمجموعة درويش الأخيرة فحسب. فهو يشير إلى "الثقل بين بحرين متداخلين كالمتقارب الذي يقوم على تكرار الوحدة الموسيقية (فعولن) والمتدارك الذي يقوم على (فاعلن). إذ يكفي أن نحذف (فا) المتدارك الأولى لكي ندخل في المتقارب. وهو ما يقع فيه درويش والكثير من شعراء التفعيلة". من الإنجازات الإيقاعية الكبرى للمبنى التفعيلي، أوّلا، أنّه "بعث" وزن المتدارك (- ﮟ - / ﮟ ﮟ - ) من خموله، فغدا إيقاعا مركزيّا هامّا بعد إهماله تماما في الشعر الكلاسيكي. ذلك أنّ هذا الوزن ينعدم تماما في التراث الشعري القديم، فلا يظهر إلا في أبيات مفردة في كتب النحو والعروض، يبدو أنّ النحاة وضعوها للتمثيل لا أكثر. وذلك بخلاف الخبب المعروف (يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ )  الذي يتشكّل من ﮟ ﮟ - / - -  فحسب، ولا تتخلّله التفعيلة الأصلية الصحيحة بتاتا، رغم أن كتب العروض تعتبره من المتدارك!  ثمّ إنّ المزج بين المتدارك والمتقارب لم "يقع" فيه الشعراء الجدد، بل ابتكروه عامدين ، ومحمود درويش في طليعتهم، بهدف "قتل" الوزن، والاقتراب به من "نثر الحياة". ( انظر تفصيل ذلك في مقالنا: " نظم كأنّه نثر، التباس الحوار بين محمود درويش وقصيدة النثر"، المجلّة، حوليّة مجمع اللغة العربية في حيفا، العدد الأوّل، 2010، ص. 21 – 39. ظهر هذا المقال في مواقع إلكترونية كثيرة أيضا).
2.  أورد بزيع في مقالته أيضا بعض  الأخطاء الطباعية الطفيفة، أو أخطاء "تقع في خانة الالتباس"، كما سمّاها، واقترح بالاحتكام إلى السياق والوزن تصويباتها، مشكورا: 
-  ص. 74: أغني لكي أغريَ بالموت بالموت > أغني لكي أغريَ الموت بالموت.
-  ص.  76: ينبّئني هذا النهار الخريفي > ينبّئني ضوء هذا النهار الخريفي.
-  ص. 123- 124: قصيدة "فروسية"، القافية مكسورة الرويّ: السنديانِ، اللامكانِ، اللازمانِ، الهذيانِ، المكانِ.  
-  ص. 126: ويسألني وأسأله:/ ماذا بعدُ؟  > ويسألني وأسأله:/ وماذا بعدُ.
-  ص. 135: ولكنّهمْ يؤمنون أنّ التلال > ولكنّهمْ يؤمنون بأنّ التلال.
-  ص. 139: ... عُرفِ ديك تنسّكَ. أشمُّ > ... عُرفِ ديك تنسّك. أشتمُّ.
-  ص. 142: لكنّنا لا نفكّر بالأمرِ > ولكنّنا لا نفكّر بالأمرِ.
-  ص. 148: لستُ أنا من غابَ وليسَ هنا >  لستُ أنا من غابَ ليس هنا.
3. كذلك أورد بزيع  مواضع أخرى وقعت فيها أخطاء طباعية، ولم يقترح تصويباتها:
-  ص. 69: عنْ شهَواتِ بيكاسو ودالي/ وأوجاع فان غوغ والآخرين. وليس في هذين السطرين أيّ خلل، إلا أنّ الأسماء الأجنبية لا يقرؤها درويش بلفظها الأجنبي الدقيق، بل يعامل آخرها بالتسكين مرّة، وبالتشكيل مع منعها من الصرف أخرى، أو بقراءة الحركة الطويلة قصيرة، ليستقيم له الوزن.  (انظر أيضا كيف قرأ درويش " نيو يورك. إدوارد يصحو " على هذا النحو : نُيو يُرْكُ  إدْوَرْدُ يصحو، مطوّعا الأعلام الأجنبية لطريقة التقطيع العربية ليستقيم له الوزن، أو قوله: "سأبحث في الميثولوجيا وفي الأركييولوجيا"، مجموعة كزهر اللوز أو أبعد، ص.181، 139).  لذا  نرى أن يُقرأ السطران المذكوران على هذا النحو: عنْ شهَواتِ بِكاسو ودالي/ وأوجاعِ فَنْ غوغَ والآخَرين. وإذا أخذنا في الاعتبار أنّ تفعيلة فعولن الأولى في السطرين متصلة بالسطر السابق، من باب التدوير، عندئذ ليس في السطرين أيّ خلل طبعا!
-  ص.  98: ... فليكنْ واسعا لنرى الكناريّ فيهِ > ... فليكنْ واسعا لنربّي الكناريّ فيه. من تصويبات ديمة الشكر، بناء على مخطوطها.
-  ص. 105: فكّري بالظلّ كي تتذكّري" >  فكّري بالظلّ كي تتذكّريني. هذا أيضا من تصويبات ديمة الشكر، ولا انتقال هنا من بحر إلى آخر طبعا.
-  ص.  152: وجدّتكَ من حلبٍ > وجدّكَ من حلبٍ. من تصويبات ديمة الشكر. ولا حاجة إلى إسقاط الواو ، كما اقترحت ديمة الشكر، لأنّ السطر السابق مختوم بالضرب المحذوف ( ﮟ ـ) ، وفي شعر درويش لا يندر استخدام ذلك في آخر السطر.
ص.  154: يا سنونوةً في الرحلة / لم أذهبْ بعيدا . هنا لا بدّ من وقفة أطول
قليلا. فقد دلّ بزيع على موضع الخلل، دونما اقتراح التصويب.  واقترحت ديمة الشكر تشديد الواو الثانية، وهو ما يعمد إليه درويش عادة، على غير قياس ( انظر مثلا مجموعة كزهر اللوز أو أبعد، ص. 119)، وتشكيل التاء المربوطة بالفتح، وهذا غير جائز نحويا. وفي ظنّنا أنّ القراءة السليمة هي: يا سنونوّةُ، في الرحلةِ/ لم أذهبْ بعيدا. بذلك تُشكل سنونوة بالضمّ، باعتبارها منادى؛ نكرة مقصودة، ويتعلّق حرف الجرّ في بالفعل أذهب في السطر التالي، وفي ذلك ما يلائم  الوزن والنحو والسياق معا.
4. بالإضافة إلى ما ذكرناه حتى الآن، لا بدّ لنا من ملاحظات أخرى حول قراءة بعض الألفاظ، بما يلائم، في رأينا، الوزن والسياق:
-  في مواضع كثيرة من المجموعة، يجعل الشاعر الوصل قطعا، ولا يستقيم الوزن بغير ذلك، وهو ما يسمّيه النحاة ضرورة الشعر أو الجوازات الشعرية. في ص. 44، مثلا، يجب قراءة الهمزة في كلمة "الإثنتان"، رغم أنّها همزة وصل طبعا. بل إنّ الشاعر في قصيدة "الآن" ( المجموعة، ص. 16-18)، يورد كلمة الآن في صدر 16 سطرا، ويجعلها كلّها قطعا، عدا في المرّات 2، 7، 11، 16!  لا بدّ بهذا الشأن من معاملة كلّ من الأسماء  المحلاة بالألف واللام على حدة، لإثبات الهمزة أو إسقاطها وفقا للوزن.
-  هناك مواضع كثيرة أيضا لا بدّ فيها من تشكيل آخر الكلمة في السطر، ليستقيم الوزن مدوّرأ مع السطر الذي يليه، مثلا:المساكينِ يجب قراءتها بالكسر (ص. 45 )، تتذكّرُ يجب قراءتها بالضمّ ( ص. 70) ..
-  من المعروف أيضا أنّ ياء المتكلّم يمكن قراءتها ساكنة أو مفتوحة، والشاعر يختار من القراءتين عادة ما يلائم الوزن. لذا يجب قراءتها بالفتح مثلا: في لجرحيَ، ليَ ( ص. 34) ، حظّيَ( ص. 45)، قلبيَ ( ص. 71) .. ومن الجدير بالذكر أنّ درويش كان حريصا على إثبات هذه الفتحة حين تكون ضرورية للوزن.
- ص. 18: تكون (الثانية ) > تكونُ.
-  ص. 31: الموت... ونفسي > موتي... ونفسي.
-  ص. 39: خمسة عشر > خمسةَ عشْرَ ( من باب تسكين المتحرّك).
-  ص. 60: ... نستنزف الاحتمالات / قال: من أين يأتي الأملْ؟  > ... نستنزفُ الإحتمالاتِ / قال: ومن أين يأتي الأملْ ؟ وهذه الواو لم أجدها في كلّ المراجع الورقية والإلكترونية، رغم إيماني بوجودها، حتى سمعتها بصوت الشاعر في تسجيل أمسيته الأخيرة في رام الله، فطبتُ نفسا!
-  ص. 78: أنا هو، لا تغلقي باب بيتك/ ولا ترجعيني إلى البحر >  أنا هو لا تغلقي باب بيتِكْ / ولا ترجعيني إلى البحر.. وأنا أفضّل هذه القراءة: أنا هو، لا تغلقي باب بيتكِ / لا ترجعيني إلى البحر..
-  ص. 79: من سهر الليالي > من سهر الليلِ.
-  ص. 89: وغدٌ > وغدُ ، باعتبارها قافية لا تنوّن. أما ويدٌ في السطر التالي فلا نظن أنه اعتبرها قافية لقربها، وإن كان ذلك جائزا.
-  ص. 105: في طريقين > في طريقينا.
-  ص. 114: عمّا يرون، وعما يريدون أن / يروا  في/ المنامات.. ولا يستقيم الوزن هنا إلا إذا اعتبرنا أن من فعولن محذوفة ( ﮟ - ) ولا يجوز ذلك إلا في الضرب، في خاتمة البيت/ السطر, ولذا أضاف الشاعر الخطّ المائل، ربما، بعد أن. كذلك يمكننا التغلّب على هذا الإشكال في الوزن باستبدال كلمة "يروا" بكلمة "يبصروا"، إلا أن الفعل "يروا" أكثر انسجاما مع سياقه من المنامات. عل كلّ حال، يظلّ في هذا الموضع بعض العسر الإيقاعي.
-  ص. 136: وإن قلّت الأرضُ / من حولنا وبنا، وسّعوها لنا بإشراقهم: هنا أيضا يمكن اعتبار "لنا" ضربا محذوفا، كما في الموضع السابق، أو استبدال "بإشراقهم" بكلمة "بإشاراتهم" ، وهذه تلائم السياق هنا، ولا تختلف في كتابتها اختلافا كبيرا.
-  ص. 139: سلحفاة ؛ يجب قراءتها سُلْحَفاةٌ، ليستقيم الوزن، ولذا يجدر تشكيلها، لأنّ تشكيلها القاموسي هو: سُلَحْفاة أو سِلَحْفاة ، لا كما أرادها الشاعر وشاعت على الألسنة غالبا .
-  ص. 153: على أرصفة المدن الكبرى > على أرصفةٍ في المدن الكبرى.
لا بدّ، أخيرا، إذا رغب أولو الشأن في إصدار طبعة أخرى للمجموعة، من أن أن يعهدوا بالمهمّة، وهي ليست سهلة، إلى خبير بالوزن وبصناعة درويش الحاذقة فيه. وأمّا نحن فرجاؤنا أن يكون في مقالتنا هذه إنصاف لمحمود وإفادة للقرّاء أيضا.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة