يأتي المساء
يشعل فتيل الذكرى
وفي لوحة مأساوية تلحف الغيوم وجه الارض
وفانوسي لا يضيء
كيف اسير في طريقي
وأنا اعشى
جاء المساء
اشعل شموعه في المدينة
نسمي في مدينتنا المقبرة بالمدينة
اشعل فتيل الذكرى
يا إلهي ما هذه الاستعارة
نقرنها بالغرابة
نقرنها بالغربة والهدوء وكل الالم الصامت
متى يسقط هذا الاعشى
يموت متى.
جاء المطر
وغرباء المدينة المنبوذون
من يدفئهم من البرد والذكرى
يا لعري غرباء المدينة
اتى المطر
ولا نار نصطلي بها
او نجد عندها هدى
المهم نار ولا نار
ودائرة الغجر
ودفوف المصطلين ورقصة صبايا
وموسم
نار وبارود.
في مدينتنا نسمي المقبرة مدينة
العناكب لا تمزقها الذكرى
لا نار
وللعناكب كذلك لا دار
وحشة صمت القبور
الدور
ابدا مجرد دور
اكواخا كانت او غيرها
قبور
او قصور
من كان يظن ان الشجرة تسكن البدور
اما الصخور
تسكنها النار
يسكنها النور .
الفانوس في يد الاعشى
ان فانوسه اعمى
وفي مدينتنا نسمي المقبرة مدينة
ونسمى الاعمى بصيرا
اقترب فتيل الذكرى من الاحتراق
عبثا يحاول الناس فهم استعارات مدينتنا
تنفجر الذات متخمة بالألم
فقد اتى المساء.