-مَغَارَةُ الغَجَرِ -
عَيْنَان،
مِنْ جَوْفِ المَغَارَةِ القَفْر، لِي
تًتَبَدَّيَان.
عَيْنَان
بِوَهِيجِ الشَّفَقِ فِيَ
تُحَدِّقَان؛
وَجَنْبَ المَغَارَةِ أَلْفَيْتُنِي
أَسْتَعْذِبُ رَسْماً قَدِيماً؛
وَأَرَى إِلَى خُفَّاشٍ،
وَنَسِيجِ عَنْكَبُوتٍ،
وَطَيْفٍ،
فَجْأَةً
كَغَيْمِ فَلاَةٍ
عَبَر..
وَفِي مَجَاهِيلِ مَغَارَةِ
الغَجَر،
طَفِقَ هَمْسِي يَتَرَدَّدُ
عِنْدَمَا أًسْلَمْتُ شِرَاعَ قَارَبِي لِهَلاَوِسِ
المَكَان..
-انْكِلاَمٌ-
زَوْبَعَة،
ثُمَّ دَوَّامَة،
فَنَقْعٌ مُتَطَايِرٌ،
وَغُبَارٌ مِنْ حَوْلِي
يَنْتَثِرُ.
أُوصِدُ البَابَ خَلْفِي،
أَسْمَعُ وَزَفيرَ الرِّيحِ،
صَهيلَ وَجْدِي.
أُوصِدُ بَابَ قَلْبِي
خَلْفَ بَابِي،
فتُداهِمُنِي رَمْضَاءُ
أَشْجَانِي.
أُوصِدُ بَابَ قَلْبِي
خَلْفَ البَابِ،
لِيَعْتَصِرَنِي رَسْفُ
حَنِينِي،
ولَظَى
سُلْوَانِي.
فَمَنْ مِنْ ارْتِيَاعِ أَوْهَامِ الصَّرِيمِ
لَيْلَى
يَقِينِي؟!
وَمَنْ غَيْرُكِ مِنْ إِسَارِ انْكِلاَمِي
يَالَيْلُ
يَحْمِينِي؟..