قمرٌ يصغر و يكبر كالعاده
يظهر و يختفي كالعاده
ليل و نهار كالعاده
و أيام انتظار
و في شهر حزيران
تبعثرت الحروف الأبجدية
و جدي العجوز لا زال يشرب قهوته
و دخانه العربي
و يرتشف من المارة أخبار
وولدي لا زال يلعب في الطريق
و لا شيئ لديه
سوى الطريق
و المستقبل الغريب
و ظل شجرة وسط الرصيف
و امتناع الماء
و في شهر حزيران
مرَّ الجند من بين الأهداب
و امتشقوا الغرابة
لا شيئ يا سادتي
تحت الوسادة
سوى مفتاح جدي القديم
و مسبحةً
و قرشاً أكله الصدأ
و رائحة العبادة
لا شيئ يا سادتي يعنيكم
مما هو مخبأ
منذ تسعٌ و خمسون صيفاً
تحت الوسادة
و في شهر حزيران
ما عاد يَهمُّ البحر
هل تأتيه النوارس زائرةً
أو يعبث بأحشائه غواص
باحثاً عن قلادة
ما عاد يَهمُّ الريح
هل تعبت الاشجار من هزِّها
هل تَعَكَّرَ صفو العصافير
هل غيَّرَ الغبار على صدرها
كينونته و ميعاده
و في شهر حزيران
غريبان و لا مكان
حبيبان/ عدوان/ بائسان
نائمان على جانبي العويل
لا شيئ بينهما
سوى دم القتيل
لا شيئ بينهما
سوى حشود المغول
تطارد تاريخاً هامَ في الصحراء
و ذبابة تنبش على قبر هابيل
و لا زال قابيل
يعد مأدبة العشاء
و في شهر حزيران
فَضَّت اللغة بكارتها
و فتحت باب معاشرتها
للفرس و الروم و زناة الأرض
و توقف المغنون
عن الغناء
؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛
<وdiv>