وتسأل سوسنه.. ـ شعر : تسنيم حسون

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أشجار زيتون مُلغمة وتفاح يبيع الحزن للشجر...
رمان بطعم الرصاص وياسمين له رائحة الدم...
أزقة تنوح.. مآذن مصلوبة الى السماء وكنائس مُعدمة...
جنود مكدسين في الأحذية، تاريخ مشردٌ و بقايا أبنية...
أهذا الوطن...؟

وتسأل سوسنه: ما الوطن... ما شكله ما طعمه؟
أله رائحة أمي والكستنا.. رائحة الأسى؟
أم له شكل أبي...
شكلُ الرجولة حين تُنتسى...

ما الوطن...


طفل منهك الطفولة، سافر الأحلام...
فتاة تغفو على ذكرى رغيفٍ والرائحة...
أم امرأة ترسم  بدمعها وطن آخر لمشرديها... ولها...
أو ربما رجل يترنح ثملا على فجائع عمرٍ مضى وما مضى...
مضوا وما مضى...
أهذا ، الوطن...
تبا إذن للوطن...

 

وتسأل السوسنه: ما الوطن؟
أ رغيف خبز أم برد فاضح...
بيوت يتيمة.. طرقات تتجنب المسير إلينا...
أطفال يموتون بالجملة أم سجون عامرة...
حواجز.. حبال إعدام أو أحزمة..؟

فأجاب الوطن:
لي شكل بومة.. ورائحة موتٍ...
انا ظل قبلة بين عاشقين ما نضجت... ولن...
انا محض صدفة.. وبدعة صرف...
طفولة ما اكتمل الحرف في لغتها.. أنا الضجر
تراب.. دماء.. أدعية ملوثة...
وسلال مهملات ملئ بعظامكم...
أنا الوطن...
فتجيب مذهولة السوسنه:
أ أنت الوطن..؟
خلعتنا قسراً... وتمددت على أشلائنا والجثث...
ثم خُنتنا بكل الفجورٍ مع غيمة...
أ أنت...؟
لم تعُد –لنا- وطناً...
لم يعُد -لنا- وطنٌ...
أياااا وطن...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟