سَأحكيها وأجْزي حقّها
إنْ كَانَ ما تعْنِيهِ ضدَّ الذي أعْني
تلْكَ السَّنوات..
جَعلُوا الشَّجاعَةَ في حوْضٍ منَ الكَراهَةِ
ثُمَّ بلّلُوها
بالأشْواك
والحبُّ
وضَعُوا لهُ
قُفّازاً
لكيْ لا يجْرحَ
تلْكَ السّنوات ..
وكُلّ جَناحٍ بـِها
كَانَ
يحْملُ أقْنِعةً
من قِشْدَة الرَّغبَةِ
تخْتَفي
في خَطرٍ أعْلَى...
وهذِه السِّنونُ تُعاوِدُني
بضَجيجِها الموْصولِ بالسّلاسِلِ
و سَحْبِها المُمِلِّ، و رُشُوحِ الأنْفاس
فقد حسبتهاتَهاوتْ بضجيجِ سَلاسِلِها
فقُلت: لتَذهبي
يَا أزْمنَة المتَاعبِ
ولْتَمُرَّ يا زَمن الفَجَوات
أوَ مَا زِلْتَ تَتهجَّى
بالموْت والجهْل وصبْوة الحبّ
أوَ مازِلْتَ
تطلبُ منَّا أن نُصنِّع الأمْوات؟
فلِكيْ نَصْنَعَ ميّتاً، يَلزَمُنا دَمٌ وأعْصابٌ
وبعْضُ عظامٍ
ليَّنَتْها الخَرائبُ،
فلْتَمرَّ يا زَمنَ اللَّعنات..
يلْزَمُنا زمَنٌ آخرُ
لكيْ نُحب ّ،
وزمَن آخرُ
لأجْل المُحبّين
ولا جَدْوَى
منْ حركاتٍ أخرى،
يا زَمن النّكَسات ..
فالسَّماءُ في ذاكِرتِنا
وهَذا الرِّيحُ الَّذي يَمُرّ في الفَضاء
هو الرّيحُ الأكْبرُ
لسِنِينَ طَويلةٍ
لا تُريدُ حقّاً أنْ تمُوتَ
قبْلَ أنْ تنْتَهيَ ..