لفْحُ الصبابةِ فيَّ لفْحُ هجيرِ
فالنارُ في قلبي وفوق حصيري
يا مَن يمرِّرُ ماءَهُ بحرائقي
أطفيءْ مياهكَ بعد كلِّ مرورِ !
فمُها الفطورُ يلذُّ حتى أنه
رغِبَ الصباحُ معي ببعض فطورِ
وتلفَّتتْ عينايَ : لا كأسٌ هنا ,
قالتْ : بلا كأسٍ تُعَبُّ خموري
ومضيتُ كالصاحي لفرط ثُمالتي
ومحوتُ مِن رَكْبِ الزمانِ حضوري
وتضاءلَ الإنسانُ فيَّ وقد سما
فيَّ الإله وضمَّني بشروري
تلك المحبةُ في الشبابِ خبرتُها
كالطير يسرجُ ما اشتهى من نورِ
منقارُهُ المرجانُ شعشعَ في الدجى
ليَهِبَّ موجي ممسكاً ببِدُورِ
واليومَ إذْ دار المدارُ بمهجتي
كالشمع أحيا ليلةً لأسيرِ
دعني أغنّي والرياحُ مِنصَّتي
ودمي الكمانُ ، وأضلُعي جمهوري !