- لماذا أفشل في إراحة الذهن مما لا يعنيه ؟
حانت منها التفاتة صادقة وعَلِقَ في أذنها آخر الكلام، إنها تحب أن تراني بعيدا عن ثرثرة العقل مُزَحْزَحاً عن الشكوى .. قالت والنظرات الحائرة من عينيها ترحمني في الوقت المناسب:
- تداركْ ما كان منك.
- لا أستطيع ولا أقوى على الاستطاعة!
- إذن أنتَ وذاك.
- ما هي الغياهب التي تجعلني لا أمضي؟
- الإسراف لأجل الوصول لا تثريب عليه ما يبدو !
صَمَتَتْ بحثا عن دواء مناسب، والسؤال ينطلق من عينيها إلى رماد قلبي وتهافُتِ لُعابي:
- ولكن كيف ستمضي ..؟
- حكى بعضهم أنه رأى مؤذنا يؤذن، ثم غدا يهرول، فقال له: إلى أين ؟ فقال: أحب أن أسمع أذاني أين بلغ.سأنسلخ من ذاتي إذن مهرولا لعلي أجد الصدى المفقود .. سأبحثُ عن شمس أخرى غير شمس هذا الأصيل، تُلْحِقُنِي بالمطلق بين العقل والروح ..
- اذهبْ واحذرْ أن تلقى شمسا لا تعرفها ولا تسمعها ولا تراها !
- سأمضي الآن لأبحث عما قلتُ ..
- اذهبْ في رعاية الله .. ولا تلتفتْ ..