في الثالثة صباحا
قبل اذان الفجر
في كرم الزيتون
عاصفة ... امطار ... ورعود
برد يقضم اطراف الجسد
زينب في حضن الام تلتمس الدفء
وتمد الراس كقطة
عيناها تبرقان من الخوف
الام ... تغسل شعر الطفلة بدموع القهر
وتمد يدها لتغطي جسد الزوج المسجى
فقبل قليل
قذيفة اخترقت سقف المنزل
يده مطبقة
والسبابة مازالت تنطق بالشهادة
دم الشهيد الاحمر يبلل طبق الخبز اليابس
وزينب تصرخ من الجوع
تتلوى الما
اماه ...كسرة خبز
تمتد يد الام الى الخبز المبلل بدم الشهيد
وتمسح عنها بقع الدم
وتلقم طفلتها قطعة خبز حمراء
ترتفع يد الام الى سماء الرحمة
في جوف الليل
يا الاه العالمين ... ارني
ارني في الظلم عدلك
ياالاه العالمين .. اين عيون البشر
يالله
آذان الفجر يدوي في ارجاء حمص
وصوت الله اكبر .. الله اكبر
ينشر الدفء في اوصال الام
فتحمل الام زينبها
وتنحني لتطبع قبلة الوداع الاخيرة
استشعرت على جبين الشهيد دفء الماضي
وسلكت طريق الله المفتوحة
فقد اغلقت طريق البشر