سينما شيراطون – قصة : العماري صلاح الدين

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسكانت الأضواء الهادئة تختفي في صالة سينما شيراطون ، بينما   أنا أترقب وبشدة بدء العرض ، فأنا انتظر منذ مدة وبدأت اشعر بالملل فلا يوجد معي صديق أو رفيق ....
أعتقد أنه بدأ العرض الآن ، لكن قامات الذين يبحثون عن مقاعد خالية تحجب عني الشاشة ....
المقاعد تمتلئ وتجلس بجواري فتاه كانت تتقدم الأسرة الصغيرة التي احتلت المقاعد الثلاثة عن يميني .
 كان من الضروري ان اعتدل في جلستي ، حتي وإن كنت معتدلا...
كانت مجرد فتاه مجهولة ، وكان وجودي بجوارها مجرد صدفة ، فتعمدت ألا أتصرف بطريقة تجعل جارتي تفكر في تغيير مقعدها..
لم أحاول أن التفت ناحية الفتاة ، وكنت متحفظا جدا في تحركاتي على المقعد ، مر الوقت والفتاه تتصرف بكل بساطة وتلقائية وأنا مازلت متحفظا في نظراتي وتحركاتي....
لا لن أظل هكذا سأحاول أن اختلس منها أي نظرة ولكني أخشي أن ألفت إنتباه والدتها ،  فتقوم بتغير مقعدها فوالدتها هي الأقرب منا لكي تشعر بذلك .
يمر الوقت والوضع لم يتغير كثيرا فمازالت الفتاه تتصرف بتلقائية وتتحدث مع والدتها وتعلو صيحات الضحك بينهما ، بينما أنا مازلت متحفظا نفس التحفظ وكأنني غير موجود!!!
في هذه اللحظة كانت فرصة جيده لأشاهد الفتاة ، انها فترة الاستراحة ، الآن اشعلت الاضواء الهادئة مرة اخري ، واعتقد انني لو اختلست نظرة من الفتاة في هذا الوقت لن الفت انتباه أحد فالجميع ينظر حوله وتتعالى الصيحات والاحاديث بين الجميع ...
كانت هذه هي اللحظة الاولي التي اشاهد فيها وجه الفتاه ، شيء ما يجعلني أريد أن أنظر إليها مرة اخري ، ربما أعرف هذه الفتاه جيدا ، لا أستطيع أن أنسي ملامح وجهها الملائكي ففتاة أحلامي لا تختلف كثيرا عن هذه الفتاه .
تمنيت أن تطول فترة الاستراحة كي أستطع أن أختلس نظرة أخري وسط هذا الجو الصاخب ، لكن الأضواء الهادئة تختفي من صالة السينما مرة أخري ليبدأ عرض الفيلم التالي ....
لا يهمني كثيرا الفيلم فالفيلم السابق لم اتابعة جيدا .... ما يهمني الآن هل سأظل متحفظا علي تحركاتي ونظراتي .... بالطبع لا فقد أصبحت الآن اكثر تحررا ، شيئ ما بداخلي يجعلني أكثر تحررا الآن فإلي متي سأظل أخشي أن تقوم الفتاه بتغير مقعدها ، هل سأظل كذلك إلي أن ينتهي العرض ويذهب كل منا الي طريقه......
الفتاه ما زالت تتصرف ببساطة وتعلو صيحات الضحك بينها وبين والدتها ، يبدو أن هناك شخصيه داخل هذا الفيلم الكوميدي تشبه إلي حد كبير احد أقاربهم ، سمعت في حديثهما شيء من هذا القبيل ...
تعلو صيحات الضحك بينهما وانا مازالت متحفظا علي تحركاتي ، اعتقد اني سأظل كذلك... لم تأتني الجرأة حتي الآن كي اختلس نظرة أخري ، نعم اتمني أن أنظر اليها مرة اخري لكني لا أستطيع فعل ذلك ، فهناك شيء ما بداخلي يجعلني اتراجع ؟؟؟
تعود الأضواء مرة اخري لكنها هذه المرة ليست هادئة ، بل أنوار شديدة الإضاءة ، يبدو أن الفيلم قد انتهي ومعه أيضا تنتهي الحفلة. سيغادر الجميع الآن ، وأنا لا اعرف من هي ، من أين هي ، لا أعرف لا أعرف أي شيء .
- محمد محمد !!!
اسمع صوت ما يناديني في هذه الأثناء ، نظرت إلي الخلف .
- وليد ، أحمد .كيف حالكما؟ ، منذ متي وأنتم هنا .
-  نحن هنا من بداية الحفلة ، وأنت..
-  أنا أيضا هنا من البداية ، لكنكما لم تخبراني بأنكما ستأتيان الي هنا اليوم.
- لم نقرر سوي منذ قليل ، هل استمعت بالعرض ؟؟
- نعم نعم ، عرض جيد......
انشغلت بالحديث مع وليد ، وأحمد ، فلم أرهما منذ فترة ، وفي هذه اللحظة نظرت حولي فلم أجد في صالة السينما غيري أنا وصديقاي ، فقد رحل الجميع في أثناء حديثي مع أصدقائي.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة