كابوس يتردد – قصة : حسن تاج

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا
أنفاسبعينين ممتلئتين دموعا جامدة يتتبع المشهد ......تعاليق تبارح الأفواه وكأنها مادة أولية لرصاص نافد.....لا يكاد يعلق على ما يدور ، إلا انه يفهم كل ما يجول في حلبة صراع تجمع الام و الأب .هدا الأخير لا يبدي غليان الدم ، في مقابل الأم التي لا تلوي على شيء .تدرك بأبسط صيغة أن الزمان يستعد لصفعها مرة أخرى بعد أن أمنت منه لفترة :
- نوض قلب على خدمة.
يقابل نداءها ببرودة دم . وفي  قرارة ذاك البرود يدرك بدوره أن نومه ستقضه فاتورة ثقيلة تهديها مصاعب العيش .
بعينين حزينتين يتتيع المشهد ، ليس بوسعه أكثر من ذلك ، يؤنس أمه بأسئلة عميقة المعنى ، تتعمد بدورها أن تضعه على الخط و تحيطه علما بما يقع .... وتضع له سيناريو محتملا لما سيقع ، تزيد من هروبه ، ومن معانقته لصداقة الحلم الكبير .....يوم يكون له شان كفلان وفلان ....يوم يكتب له أن ينقذ أمه و أباه من براثن الزمان ...يوم يكتب له أن يلامس حلمه.....ويوم ...... يستفيق على وقع صراخ غريب ، ولكنه معتاد ، يلعن في قرارة نفسه الأقدار التي رمت به إلى هناك .
 صراخ يتقوى إيقاعه ،  تقابلها همهمات تستجدي الصمت ،الصراخ يزداد ،والهمهمات تخفت ، تتحول في أغلب الأحيان الى بكاء صامت.
- ماذا بوسعي فعله ، وتهاونت في فعله .....  تتساءل فقط ولكنها لا تبحث عن الجواب ،
 لان فرصة البحث عنه تضيع وراء صرخات جاحدة كارهة لنفسها، ولم نكتشف بعد ماهيتها ، يتوارى صاحبنا بجسده الصغير عن نظر الصارخ .....يهرب إلى اللاشيء، يبتسم أمام أقرانه بدهاء ....يعلم أن ابتسامته تحجب لهم ضنك الحياة ، يقبل على الضحك ، يتذكر مرارة الصراخ ،  يضحك كثيرا ، يتذكر الهمهمات الضائعة ، يضحك كثيرا ، يتذكر بكاءها الصامت ، يضحك ويقهقه ، ثم لا يلبث أن ينزوي في ركن ما، ثم يردد ترانيم بكاء ساخن لاعنا  قساوة  زمان لا يرحم أحلامه ولو في  اليقظة.          

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة