نقانق في صورة بشر ـ شعر : مالكة عسال

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

نزلتُ صفعـــــة
بين ظلّيْن فجرُهما محروق
أحَدّق في تُخْــم
أوسعَ من قبري
تبتلعني المدارات
اتّخذْت صباي مَسندي
آوي إليه
وكلّما حلّ المساء
أتوسد اسمي المتآكل
وأنام
أفيق

على قضْم سنوات عمري
أجَذّف الفراغات المتناسلة
لا محجَّ لي
لا قِـبـلةَ
لا غيمةً مِن قدري المُجحِف تظلّلـني
أحاذي
قصب التعب بانتظاري المنتصب
أتوسّل إلى الأزقة
أن ترافقني بصدق
لا تُـفشي
لساحة الغروب سِرّي
فدربي صامت ومُقفـَل
وقيثارتي مكسورة الجناح
رسمت بالدمع
على وسادتي اسمَ والدَيّ
يوم نفرني مخدعي
وقذف بي
لأُحصِيَ  شواردي
رحلتي طويلة
وقدماي الفتيّتان
خلف الآفاق الممزقة
بحصى الركض تشقّقتا
تبتسمان
حين يقذفني النهار
وتتوجسان
حين يلتهمني الليل
أسائل نفسي كيف
تدلّيت نقانقَ في صورة بشر
مفقودَ الاسم والعنوان
وديرُ هويّتي
خرّبه راهب الضياع
على حافّة يُتمي
أنازل منحدراً كالتمساح  مُمدّدا
أتآكل بحزني
ألاحق قوافيَ الوقت
ولا أ دري
كيف أفُك أسْري
أنا التائه
شاردَ الذهن
مبعثرَ المحتوى
مهـشّـمَ القلب
فـاقـدَ المعنى
في مفاصلي أترسّبُ
لأ تفـقّـد مـلامحي
أتسلّق حِقَب  الزمن
وفي كفّي قلم رصاص
و دفاتر قديمة
و محفظــــة
تـتخَصّب فيها الجُرذان
تقابلني
مـد رسـة من خراب
وحجرة بلا مصاريع
و مقـرّرات
دنّستْها الأذهان المتحجرة
وأستاذ بضمير مُوجع
ينقره ألف سؤال
رميتُ هذا الكَرَم ..خلفي
حين غاصت حجالي في وحْله
ورُمتُ البراري القاحلة
أستجدي كينونتــــي
لأَحتــضن رُمْحــــي
وجدتُني في المهب
بين ركام سـماواتي المحطّمة
نقانقَ في صورة بشــــر
أستوطن ركـنا مهــجورا
لأصارع نوازع الاغتراب

مهداة إلى الطفل ابن حينا ((درب السلطان بالدار البيضاء)).. الذي التقيته مشردا بين شوارع مدينة طنجة ، ولم يتجاوز بعد سن 12

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟