الكيس – قصة : علي الزيتوني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أنفاسمن الغرفة تفوح رائحة القيء والدماء المتخثرة . ألقي بالكيس على أرضيتها الرطبة . وبمجرد ما لامس الكيس الأرضية  لسع البرد أطراف "منصور" وكان للبرد قساوة الإبر .
تدحرج الكيس هنا  !.. وهناك !. وتحرك جسد "منصور" داخله  في محاولة لجلب الدفء . لكنه سكن أخيرا,   سمع وقع أحذية تدلف إلى الغرفة ، تمر بجانبه ثم تحوم حوله وتبتعد وسمع قرقعة المفاتيح وأصوات أبواب توصد وفجأة حل سكون عميق بفضاء الغرفة .
إضطرب داخل الكيس فحاول فك رباط يديه المقيدتين إلى الخلف ، لكن دون جدوى .كان القيد يعض على رسغيه بإحكام ويؤلمهما . إذا كان " منصور"  لم يفلح في  تخليص يديه من الوثاق فإنه قد أفلح  شيئاً ما في تحرير العصابة التي كانت تلتف حول عينيه .  ومن خلال الكيس رأى ضوءاً  يتسرب من كوة تتوسط  باب الغرفة كان الباب مواجهاً  له . عادت صلصلة المفاتيح داخل الأقفال ففتحت أبواب إلا أن باب الغرفة العطنة  لبث موصداً لا يرين  وخلفه سمع إرتطام أشياء صلبة بالأرض و مر وقت قبل أن يلاحظ أن الكوة التي تتوسط الباب قد بدات تختفي شيئاً فشيئاً تاركة الظلام يتوغل تدريجياً إلى الداخل .

 حينها تذكر  الأشخاص الذين أقبروا في الغرف السرية المصممة لإبتلاع الخارجين عن طاعة السلطان فتملكه حزن عميق .

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة