أنهيت الرصيف يمينا بالقبل
فوشحوا صدري بطلقاتٍ
هادفة
صامتة
فأخذتهم نشوة الإراقة
الى بعيد.....
الى أبعد مدى حيث لا أنا ...
حيث لا أحد...
لا ميلاد للوجود في قلوبنا ....
لا دعوة مجانية تحملنا لقدسية السماء...
لا هدنة استباقية قبل رسم الفاجعات ...
لا سلام لقبيلة على الأخريات
لا اعتراف بمن رحل....
كما تسقط أسماء من خدل
في جيوب العاصفة
في معاطف العساكر الغاضبة ...
وأنت أنت أيها السراب الخادع ...
بودي معرفة أصلك بين الأصول
وشهر الحلول....
لتشيء المستحيل في طلعتك
متسللا في فستان عروس ...
فنيزك السماء قارب الافول
وتلك الاقدار لن يرعاها بعدي جبار عنيد
إلا بإرادة من قديس منحته الآلهة
مفتاح القداسة
تنمو بقربك موجات البحر
فتزيدك عشقا في الهروب.....
دون توقف ....
وانت على الدوام الهارب
انت البعيد القريب...
انت الحاضر فتغيب ....
لا ميلاد للوجود في قبتك الدخانية
من عراك من عراك ؟
من قضم أصابعك وأهداها للنار.؟
من منحك عشق الرحيل بعين مغمضة.؟
من أهانك بالبعد وراء كل شيء
أنهيت الرصيف يمينا بالقبل
فوشحوا صدري بطلقاتٍ
هادفة
صامتة
فلم أمُت قدري ان أحيى
قدري أن أحرس آثارك
وأتابع نبض الكلمات التي تُوجلك
قدري ان أردّ للرمل السلام ....
قدري أن أخط الطريق للعميان ...
أن أوقف النهر عن الجريان ...
قدري أن أبني في كل سحابة قبران
قبر لألمي وآخر للنسيان
جعلت عثراتي قلادة في عنقي
وعتّقت دمائي في عروقي
وأومأت بعيني للبحر ألا يجف
وللسماء ألاّ تستمر في الخلود حتى أخف
لم أتحسس خيوط الشمس وهي تمسد كتفي
حتى نال مني الوهن
ونالت مني الخديعة
عذرا...فأنا من أسقط عن الخريف جبن الأقنعة
وأنا من أعرض في مشيه طقوس الاختيال
وطوع البلابل على الرقص ...
فلا أنت أيها السراب بذمتي
و لا أنا طوعا لموج الاساطير التي تحكمك
أنا كما ترى عنيد
حتى تنام في منتصف السبيل
حتى يحل الليل وتحترق بعيون البوم
أنا كما ترى شديد
لا أسمح لعيني السفر في فراغ الخانات
ولا أهدي أحلامي لسيل الوادي
ولا أقرأ آياتي في بياتٍ مظلمٍ
فأنا لي ظلٌ يحكمني حين أتيه...
ولي أعلامي حين أجن...
ولي عكازتي أعزف على نقرها حزني
كما لي مظلتي تقيني سواد دخانك
أيها السراب الخادع
الوجود لي فسحة للبقاء بذمة الرب
بذمة من يعشق الامان...
من ينطق حروف السلام
فوشحوا صدري بطلقاتٍ
هادفة
صامتة
لكنني لم أمت ..........
الشاعر المغربي
عبد اللطيف رعري /مونتبوليي/ فرنسا