مَتَى صَارَ هَذَا الْعَالَمُ أَضْيَقَ مِنْ سُمِّ الْخِيَاطْ ؟
وَمَتَى أَصْبَحَتْ هِذِهِ الْمُدُنُ مَوْبُوءَةْ ؟
آنَ لِلْبُيُوتِ الْكَئِيبَةِ الْحَبِيسَةِ فِي الْمَوَاخِيِر أَنْ تَتَنَفَّسَ الْبَحرْ ،
وَلِلْفَوَاجِعِ الَّتِي تَعُضُّ عَلَى نَهْدِ الصَّحْرَاءِ أَنْ تَنْتَهِي .
آنَ لِلْحُزْنِ الْجَاثِمِ عَلَى بَوَابَةِ الْقَلْبِ أَنْ يَنْتَهِي ،
حَتَّى تَشْرَبَ الْمَدَاخِنُ تِبْغَهَا فِي حَضْرَةِ السُّكُونْ .
وَآنَ للنَّبِيِّ الَّذِي يَغْفُو تَحْتِ جِلْدِ الظَّهِيرَةِ ـ
وَفِي لَيَالِي الشِّتَاءْ تَتَقَاسَمُ عَبَاءَتُهُ الْجَنَادِبْ ـ
أَنْ يُبَارِكَ الْعَنَاقِيدَ فِي أَقْبِيَةِ السُّفُنِ الْمُتْعَبَةْ.
وَعَلَى الْيَاسَمِينِ فِي الشُّرُفَاتِ الْوَفَاءُ لِكَمَنْجَاتِ الْأَصِيلْ .
وَ آنَ لِلتَّوَابِيتِ الَّتِي أُسْتُنْفِدَ مِنْهَا الْخَشَبُ وَالْعَوِيلْ ،
أَنْ تُدَرَّى لِلرِّيحْ .
وَعَلَى السِّرْوَاتِ الْبَائِرَاتِ اللوَاتِي انْسَلَخْنَ عَنْ حَلمَاتِهِنَّ ،
لَيَأْخُدْنَ حَمَّامَ شَمْسٍ عَلَى السُّطُوحْ ،
أَنْ يَكْفُفْنَ عَنْ سَرِقَةِ وَهَجِ النُّجُومْ .
فَمَسَاكِنُ الْفَلَّاحِينَ لَا تُخْفِي تَأَفُّفَهَا فِي الظَّلَامْ .
وَعَلَى القِدِّيسِ الَّذِي يَرْكَبُ رَأْسَ سَحَابَةٍ خُلَاسِيَةٍ ،
أَنْ يُصَلِّي مِنْ أَجْلِ خَلَاصِنَا ،
فَنَحْنُ لَمْ نَكُنْ يَوْماً مَا ، سُعَدَاءْ .
نَحْنُ الْغَجَرُ بِلَا أَوْطَانْ .
آنَ لِلْمَلَاكِ الَّذِي يُشْبِهُ هِنْدِياً أَحْمَراً وَ يَهْذِي عَلَى مَشَارِفِ بِلَادٍ بَعِيدةٍ ،
أنْ يَمْنَحَنَا خُبْزَنَا ، وَخَمْرَنَا الْكَفَافْ .