وطني المترامي الأطراف
المصابة بالروماتيزم
والنقرس والبانكنسون،
لا بأس أن أوصيك ثانية:
ضاعف حصتك اليومية
من الدواء الذي وصفته لك
تلك العرافة التي قابلتها
عند قاع النكسة،
اكنس من على عتباتك
أعشاش الوهم
وضفائر الخديعة
وفضلات تاريخ مستلب
يستنجد على الدوام
بتضاريس جغرافيا
قضمها البؤس،
لاتضف السكر اللعين
إلى قهوتك الإسبريسو
استعض عنه بقطع ليثيوم
وحامض فوسفوري،
اقلع في الحال
عن إضافة الملح
لطعامك البائت
رشه بالأحرى
على جراحك المحشوة
في جوف تلك القربة المتدلية
من غصن شجرة عاقر،
وطني الشبيه بقفص خشبي
لم يعد يتسع لأكثر من
طائر بوم ودوري جريح،
لاتلقي علي باللائمة
إذا ما أقلعت فجأة
عن مرجحتك كلما حل الليل
أو إذا ما أحجمت عن
سرد حكايا الخيبات
التي لااعرف كيف تجعلك تنام
صافي الدهن
قرير العين
وطني المتحامل على أطرافي المتنملة
سأهيئ في غفلة منك
حقيبة سفري المهترئة
التي هدها الترحال
سأكتفي فيها بعلبة أوجاع
وبيلوفر من قطن قد لايقيني
من كل الصقيع
الذي أشعر به الآن
على نحو قد يصيبني بالكساح.....