وَحدهُم المَوتى
يُدركونَ اليومَ سِرَّ الحَياة،
الحياةُ ..
حتى وإنْ كانتْ سَحابة عابِرَة
مُبللة بالرغباتِ،
تتقاطرُ منها النوايا والأجْسادُ
فهيَ حياة تتسعُ لِكلِّ المقابرِ المُتنقلةِ
بِلا أكفانْ.
لمِ يعُدْ بمقدورِ مَوْتى بأعينٍ جَاحِظةٍ
الاسترْخاءُ
في بُطونِ حُفرٍ مُظلمَةٍ
في انتظارِ دُعاءِ الصَّالِحينَ،
وَلا البَحث عَما يُثقلُ ميزانَ حَسناتِهمْ
فِي الصَّبرِ عَلى الشدائدِ
ولا عَلى تحمُّلِ صَدقة عَويلٍ
تُذكرُهُم بِأن مَوتهُمْ
حَقيقة لا تُغتفرْ.
هَا المَوتُ الباردُ في كل مَكانْ
يُوزعُ شهوةَ رُعبِهِ الآسِرِ عَلى القلوبِ.
والقلوبُ الحَّية
تحْيا بِالموْتِ
إذا كانَ مُفعما بِالحياةِ
لا قبراُ يتسعُ لكلمَاتِ اطراءٍ
بشاهدٍ منِ حَجرْ.