معزوفة التيه – شعر: أبو يوسف المنشد

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

كلّ الجهات إذا ما سرتُ تحتجبُ
لذا سأترك فيّ الأرض تغترب ُ
وجدت نفسي على دربٍ بلا قمر ٍ
والريح تندبُ من حولي وتنتحب ُ
ما مرّ بي فرحٌ إلّا بكى فيَدي
لها الرماد وأحلامي لها الهرب ُ
ولست أنكر أحزاني وتنكرني
فنحن بعضٌ لبعضٍ في المدى سببُ
ياحامل القلب في لا دهره أبداً
سر نحو مَن هُتكوا أو نحو مَن صُلبوا
فليس دونك إلّا الظلّ أجمعه

وليس حولك إلّا العالم الخرب ُ
ماذا يريد إله الهتك من وجعي
أنا الوريث لمن في الدهر قد نُكبوا
واليوم رغم بقايا الآه عازفتي
تقول ما لم تقله النار والسحب ُ
جئني بكلّ قياماتي أيا زمني
فالبحر يغدو عظيماً حين يضطرب ُ
لمّا نظرت إلى المرآة لم أرني
رأيت عنّي ثيابي وهي تُستلب ُ
ولم يزل يتعرّى البائسون معي
فما سوانا بهذا العري يحتجب ُ
إنّي حملت صليب التائهين خطىً
فكلّ منفىً إلى منفايَ ينتسب ُ
ومثل وجهي وراء التيه يتبعني
ومثل صوتي يناديني فأغترب ُ
مصيرها في فراغٍ كلّ أزمنتي
فما الغرابة في الأزمان والعجب ُ
والعالمون ضجيع الموت كان هم ُ
فكلّ مَن ولدوا في حينهم ذهبوا
وليس شيءٌ مخيفٌ في نهايته
مثل السكون ومنه الكلّ يرتعب ُ
إنّي رفعت عن المجهول برقعه
فمن يكمّم بركاناً له لهب ُ
وقد رميت ورائي بعض قهقهتي
وراقصتني شجوني فهي لي طرب ُ
فمن سوايَ بهذا الدهر منتهكٌ
ومن سوايّ من اللّاشيء يحتطب ُ
ستشهق الريح من حزني ومن ألمي
وذلك البحر من مدمايَ يختضب ُ
فليس في جوهر الأزمان من زمن ٍ
إلّا وكان له في الأرض منقلب ُ
**
العراق – الشاعر أبو يوسف المنشد

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟