1
المرآةُ الكَاذِبَةُ
تشطِرُنِي نِصْفَيْنِ
وَجْهٌ يفتح شُبَّاكَ القَصيدة
يقودُ معنَايَ
وآخَرَ يَنَام غَرِيبًا
عَلَى كتفِ الضَّوْضَاءِ
يقولُ لِي: (مساء الخير)
ويَتْبَعُ خُطَاي.
2
أصابِعُ الشِّتَاءِ تقُودُ عينَيَّ
أحدِّقُ في اللاَّشَيء
وحدهُ الظلام يُلَوِّحُ لقطارٍ بعيد
هيَ المحطةُ إذن؛
تطيرُ فِيهَا عصَافيرُ الخَريفِ
وحَوْلَهَا حقائبُ امرأةٍ تُغَطِّيهَا الغُيُوم
تُداعبُ قيثارةً غَجَريَّةً
تَصِيرُ نغمَاتُهَا بلونِ السحابْ.
3
أمسح المرآةَ مرَّاتٍ
أبحثُ عن طريق للرجوع
وحدها الاستعاراتُ التي تَنْمُو مثل العشبِ
تركضُ بِي في حقول النهار
أسحب يَدِيِ من جَيْبِ الرِّيحِ
ألمسُ مَلاَمِحِي
لكنَّ ضُلوعي الظامئة
تَسْقُطُ في صَلَصَالِ اللُّغَة
تَتَشَكلُ ظِلًّا من ماءْ.
4
أُوغِلُ في المسَافَاتِ
أمْسِكُ بالتَّفَاصيلِ الصغيرةِ
أرسُمُ وجْهِي بِفُرشَاةِ القَصَائِدِ
يَتقدَّمُ اُللَّيْلُ بِنَايِهِ
تَرقُصُ الأرضُ بِلَا إِيقَاعٍ
وَجَعًا...
وعواصفَ مسَمَّرة فوقَ الجِرَاح.
5
يُوقِظُنِي وَجْهِي الَّذِي أَعْرِفُهُ
يرْمِي عَليَّ قَمِيصًا مُفَخَّخًا بِالمَجَاز
لكِنِّي لَمْ أَعُدْ أَرَانِي
غيرَ طيفٍ تَسَاقَطَ مِنِّي ذَاتَ بُكَاءْ.
ــــــــــــــــــــــــ
شاعرة وناقدة وصحفية من المغرب