ارتفع الصبي بالأرجوحة عاليا ، يضحك لمِا صارت عليه أخته من ضآلة في الأسفل، وفوق المبنى المطل على الحديقة، كان الرجل ينظر إلى الأرجوحة، فيراها كحشرة ضئيلة تتخبط في الفضاء تحته،
وفوقه كانت طائرة، تمر في سكون البُعد، ينظر ركابها إلى المدينة المترامية تحتهم، يرونها كبساط من تطاريز غير منظومة، ولا يرون الرجل، وفوقهم كانت شمس صاحية، تفرد آشعتها بين المشرق وأول المغرب، ولا ترى الأرض تحتها، وفوقها كانت سماء أولى، تنبسط كسَرْمَدٍ، غير آبهة بالكون.