فالتر بنيامين.. أول فلاسفة الجماهير - ترجمة: مروان محمود

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

غالبا ما يُوصف فالتر بنيامين بالفيلسوف، لكنكم ستجدون أن أعماله لا تُدرَّس في العديد من أقسام الفلسفة في الجامعات البريطانية والأميركية. قد تجدونها في أقسام اللغة الإنجليزية، والدراسات السينمائية والإعلامية، نعم، إنما في أقسام الفلسفة، فلا. تمت دعوة الفيلسوف الأميركي ستانلي كافيل (Stanley Cavell)، وهو الفيلسوف الذي ألّف كتابا عن كوميديات هوليوود في العقد الثالث والرابع من القرن التاسع عشر، وهو الأمر الذي قد لا تتوقعه من فيلسوف تحليلي، لحضور مؤتمر في جامعة ييل احتفالا بنشر جامعة هارفارد الجزء الأول من المؤلفات المختارة لبنيامين. وكان خطاب الدعوة يتضمن طلبا من الضيوف المرتقبين وهو تقييم إسهامات بنيامين، كلٌّ بحسب مجاله المعرفي الخاص. وهناك أعلن كافيل: ".. إن الإجابة الصادقة على مسألة إسهام بنيامين الحقيقي في مجالي هي تقريبا صفر".
وهذا مدهش في بعض جوانبه، لأن هناك نقاط أُلفة بارزة بين بنيامين وواحد من أكثر الرموز توقيرا في التقليد التحليلي، إنه لودفيج فيتجنشتاين (Ludwig Wittgenstein). لدى كلا الفيلسوفين العديد من المشتركات، لكن أكثر ما يثير الدهشة فيما هو مشترك بينهما هو الارتياب المتشارك من النظري، والاهتمام بالبصري. وتقول صديقته حنا أرندت في مقدمتها المهمة في "الإشراقات" (Illuminations) إن "بنيامين لم يكن شديد العناية بالنظريات، أو "الأفكار" التي لا تضطلع فورا باتخاذ أدقّ شكل ظاهري ممكن".

حتى بنيامين نفسه كتب ذات مرة: "إنني لست بحاجة إلى قول أي شيء. أن أُري فحسب". وهي مقولة كان يمكن أن يكتبها فيتجنشتاين الذي أكد في كتابه الأول "رسالة منطقية فلسفية" (Tractatus Logico-Philosophicus) على أهمية التفريق بين ما يمكن قوله وما يتعين إظهاره، ليعود ويؤكد في كتابه المتأخر "تحقيقات فلسفية" (Philosophical Investigations) على "الأهمية الجوهرية" لـ "الفهم المتضمن في "رؤية الصلات". قد يكون من المبالغة القول إنه قد كانت لدى بنيامين وفيتجنشتاين أساليب كتابية متماثلة، لكن، نظرا إلى تفضيلهما المشترك للبصري على النظري، فهناك تشابه معين في مُثُلهما الأسلوبية، وطموح مشترك في الكتابة بشاعرية.
كتب فيتجنشتاين ذات مرة: "أعتقد أنني حسمت موقفي بشأن الفلسفة، عندما قلت إن على المرء أن يكتب الفلسفة فقط وكأنه يكتب الشعر". وذلك تحديدا ما كان يشعر به بنيامين. وعندما يكتب فيتجنشتاين في كتابه "تحقيقات فلسفية" أن تفكيره كان يحتم عليه الترحال في حقل شاسع من الفكر في كل اتجاه وأن الأقوال الفلسفية الواردة في الكتاب "هي، كما كانت، عدد من المشاهد المرسومة لمناظر نفذتها على مدار ذلك الترحال الطويل المشتبك"، لربما كان فيتجنشتاين حين كتب ذلك يصف أسلوب بنيامين في كتابه الصادر سنة 1928 "شارع ذو اتجاه واحد" (One-Way Street) أو رائعته غير المكتملة "مشروع أركاديا" (Arcadia Project).  
تُفسر جزئيا حساسية كلٌّ من بنيامين وفيتجنشتاين المتشابهة من خلال الإرث الثقافي المشترك. فكلاهما كانا يحملان إعجابا واضحا بالعالم وصاحب الأقوال المأثورة في القرن الثامن عشر الألماني جورج كريستوف ليشتنبرج (Georg Christoph Lichtenberg) الذي كان فيتجنشتاين كثيرا ما يُهدي كتبه لزملائه في جامعة كامبريدج، وكأنها عبارة عن رغبة منه في نشر كلمة الألماني داخل العالم الناطق بالإنجليزية. وهو واحد من أبرز النصوص التي تم جمعها في "راديو بنيامين" (Radio Benjamin)، وهي مسرحية إذاعية كتبها بنيامين عن ليشتنبرغ يشهد على التقدير الذي يكنّه له.
كان هناك العديد من الكُتّاب الآخرين في التقاليد الأدبية الألمانية والنمساوية الذين استلهم منهم كلٌّ من فيتجنشتاين وبنيامين، بما في ذلك الكثير ممن لم يكن لهم تأثير يذكر على الفلاسفة الناطقين بالإنجليزية، من أمثال فرانز غريلبارزر (Franz Grillparzer)، ويوهان بيتر هيبيل (Johann Peter Hebel)، وجوتفريد كيللر (Gottfried Keller). وقبلهم جميعا، يكون بوسع المرء رؤية الانطباع العميق الذي تركه عمل يوهان فولفغانغ فون غوته على طريقة تفكيرهما.
تكتب أرندت أن "الوجود الروحي لبنيامين تشكّل واستنار بغوته"، ويمكن للمرء أن يقول أمرا مماثلا عن فيتجنشتاين. لقد عرف كلاهما أعمال غوته الرئيسية بتفانٍ، كما تأثر كلاهما بشدة بمفهوم غوته عن التشكّل، وهي طريقته لفهم الظواهر الطبيعية، مثل النباتات أو الحيوانات، ليس من خلال تطبيق النظريات الرياضية ولكن من خلال رؤية الروابط بين الأشكال المختلفة. إنها فكرة يجد معظم الفلاسفة الناطقون بالإنجليزية صعوبة في أخذها على محمل الجد، لكنها تقع في صميم فكر بنيامين وفيتجنشتاين.
ولا شك أن هذا التأكيد على دور الرؤية في الفهم يرتبط بأحد أوجه التشابه المهمة الأخرى: كان لكل منهما اهتمام عميق في الفوتوغرافيا وفي فن السينما الناشئ، لا سيما على طريقة هوليوود. كان لديهما حتى نجوم أفلام مفضلون (أحب بنيامين كاثرين هيبورن (Katharine Hepburn)، وعشق فيتجنشتاين كارمن ميراندا (Carmen Miranda)). إن اهتمام بنيامين بالتأثير البصري، وما يرتبط به من تفضيل للكتابة الشعرية الإشارية على التنظير الرتيب، طريق جيد إلى مجموعة من الأعمال التي كانت لتكون مجهولة بطريقة أخرى. أعتقد أنه سيكون أيضا ثيمة جيدة لسيرة ذاتية له، قد تكون بمنزلة الخيط الذي يربط العديد من جوانب حياته وفكره وإنتاجه المتنوع.
 
غير أن هوارد أيلاند (Howard Eiland) ومايكل دبليو جينينجز (Michael W Jennings) لم يستخدما هذه الطريقة للأسف في بناء كتابهما، ولا هما في واقع الأمر حاولا أن يُشكّلا جهدهما البحثي الهائل في أي سردية كانت. والنتيجة أن قراءة كتابهما، على ما توفره من كم عظيم من المعلومات، ليست بالتجربة المُرضية. ولا يعني ذلك أنهما مثل بنيامين وفيتجنشتاين، يُفضّلان تزويد القارئ بألبوم من الرسومات عوضا عن قطعة نثر رتيبة. على خلاف موضوعهما، لا ينزع هذان المؤلفان إلى الشعر. ولا يُبديان في الحقيقة الكثير من العناية أو المعرفة المتعلقة بالسرد.
وهو أمر مؤسف، ذلك أن قصة حياة بنيامين كان يمكن أن تكتسب جاذبية هائلة، وفي بعض الأحيان أن تكون قصة مؤثرة للغاية. لقد وُلد في عام 1892 في برلين لعائلة يهودية ثرية مندمجة تماما (وهذا شيء آخر كان يشترك فيه مع فيتجنشتاين). كان والده إميل (Emil) رجل أعمال ناجحا، وشريكا في أحد المزادات العلنية. وبطريقة ما خالف فالتر أمنيات الأب (الذي أراد ابنه لتعلم مهنة مفيدة مثل الطب أو القانون)، فقرر فالتر لدى تخرجه من المدرسة أن يدرس فقه اللغة والفلسفة في فرايبورغ التي كانت في عام 1912 قد بدأت تؤسس لنفسها كمركز لمدرسة التفكير الظاهراتية تحت قيادة إدموند هوسرل. كان من بين زملاء بنيامين الطلبة في فرايبورج أحد أشهر أتباع هوسرل (الذي انتقده لاحقا)، وهو مارتن هيدغر. لم يكن بنيامين سعيدا تماما بالتعليم المقدم في فرايبورغ، فبات يتنقل بينها وبين جامعة فريدريش فيلهلم في برلين، حيث التحق هناك لدراسة الفلسفة.
  هددت الحرب العالمية الأولى بشلّ دراسة بنيامين، ولكنه نجح في إفشال الفحص الطبي عبر شرب كميات ضخمة من القهوة السوداء في الليلة التي تسبق الفحص، لمحاكاة أعراض ضعف القلب. ثم قضى معظم الحرب في ميونيخ، حيث واصل دراساته الفلسفية، وصاغ طموحه في أن يصبح محاضرا جامعيا في الفلسفة. وكتب في تلك الفترة مقالا عن طبيعة اللغة، يزعم المؤلفان أيلاند وجينينجز أنها (المقالة) "تقدم وجهات نظر تأسيسية هيمنت على فكر القرن العشرين في إشكالية اللغة". (ويخصص المؤلفان ثلاث صفحات لتلخيص "وجهات النظر التأسيسية" تلك، ولكن ما يقولانه غير قابل للفهم بالنسبة لي. ومن ذلك أن "لغة الأشياء غير الاسمية" تمر خلال الترجمة -وهي في الآن نفسه استقبال وتصوّر- إلى ’لغة الإنسان الاسمية’ وهي أساس المعرفة". هذه جملة إن كان لها معنى فأنا لا أستطيع النفوذ إليه).
في بداية عام 1917، استدعت لجنة التجنيد بنيامين ليلتحق بالواجب، ولكنه رفض، وفي هذه المرة، استند رفضه إلى معاناته بشدة من عرق النسا (Sciatica). وضعته صديقته دورا تحت التنويم المغناطيسي من أجل ظهور أعراض شبيهة بعرق النسا. وكان هذا مقنعا بما يكفي لخداع الأطباء العسكريين، وترك بنيامين حرا في الإقامة في برلين، حيث تزوج من دورا في الربيع التالي. ثم هرب الزوجان إلى سويسرا. وهناك التحق بجامعة بيرن، حيث كتب رسالته في الدكتوراه بعنوان "مفهوم النقد في الرومانسية الألمانية".
أثناء الإقامة في سويسرا، أنجب بنيامين وزوجته سايفان، وهو طفلهما الأول والوحيد. وغالبا ما كان بنيامين أبا مهملا غير مقرب من ابنه. ولكنه ظل لسنوات عديدة يكتب في دفتر الملاحظات الكلمات والعبارات والأفكار التي نطق بها ابنه. وبقي ذلك فكان من جملة الأشياء التي أعيدت صياغتها في مجموعة ساحرة جميلة يُطلق عليها "أرشيف فالتر بنيامين" (Walter Benjamin’s Archive). ويُمثّل هذا الدفتر قراءة بديعة، أكثر جاذبية من فلسفة بنيامين الأولى. وهناك مثال على ذلك أختاره عشوائيا: "مامي، احكي لي قصة". أوه، ولكنني لا أشعر بذلك الآن. "أوه هيا، احكي لي واحدة، أريد ذلك". حسن إذن، لم لا تحكي أنت قصة؟ "لا ـ لكن ـ هناك ـ لقد ألقيت للتو الشعور في فمك ـ والآن احكيها أنتِ".
غادر بنيامين ودورا في عام 1919 سويسرا، وتوجها بعد ذلك بأشهر قليلة إلى برلين، وبنيامين لا يزال يأمل في الحصول على منصب أكاديمي، أولا في هايدلبرغ، ثم في فرانكفورت. تعرضت علاقته بزوجته لضغوط خلال هذا الوقت، وكان لكل منهما شؤونه. بيد أن أيلاند جينينجز يصبان تركيزهما على عمله الأكاديمي، فيزيدان عمله الأكاديمي إرباكا بالقفز المستمر بين المراحل الزمنية. من الصعب للغاية متابعة النتيجة حتى لو كان نثر بنيامين الأصلي واضحا بشفافية، وهو ما لم يكن كذلك بطبيعة الحال.
انصاع بنيامين لحقيقة أنه لن يحصل أبدا على وظيفة أكاديمية، حينها، بدأ بنيامين بالكتابة بأسلوب مغاير. بدلا من التأملات غير المفهومة في اللغة، بدأ في عام 1924 في الكتابة عن الثقافة المعاصرة، مع التركيز على أشكالها الأكثر شعبية. من بين أشياء أخرى، كتب عن الفيلم والتصوير الفوتوغرافي وأدب الأطفال والمقامرة والإباحية. ولم يكن يرسل تلك المقالات إلى المجلات الأكاديمية، بل إلى الصحف والإصدارات العامة. وبدءا من عام 1927، بدأ في كتابة وتقديم البرامج الإذاعية التي تم تجميعها في "راديو بنيامين"، والتي كان العديد منها يستهدف الأطفال. التحول غير عادي. فجأة، أصبحت كتاباته جذابة وحيّة والأهم من ذلك أنها أصبحت مفهومة. ليس بإمكان المرء إلا الشعور بأن الأمر الجيد الذي حدث في حياة هذا الرجل هو إخفاقه في الوصول إلى منصب أكاديمي.
بدأ بنيامين أيضا بتطوير شكل أدبي خاص به، وهو الدينكبيلد (Denkbild) "رَسمُ الفكر" (figure of thought). هذا الشكل من أشكال الكتابة يستبدل ملاحظات وتأملات قصيرة بالجدال الخطابي، فينتج عنه شيء مثل "ألبوم الرسومات" الذي وصفه فيتجنشتاين. ليس من المستغرب أن نكتشف أن بنيامين كان لديه ولع خاص بالكتابة البريدية للبطاقات البريدية. كتب إلى أحد المراسلين: "لا تغضب (عند إرسال بطاقة بريدية فقط بدلا من خطاب). تخصصي هو البطاقات البريدية الأثرية بالتحديد". وهناك مجموعة مختارة من هذه البطاقات الواردة بوضوح في أرشيف فالتر بنيامين.
في عام 1924، قابل بنيامين بيرتولت بريخت (Bertolt Brecht)، الذي أصبح أحد أصدقائه المقربين وأحد أهم المؤثرين في تفكيره. من المعتاد وصف بنيامين بأنه ماركسي، ولكن من الصعب التمييز في كتاباته تأثير أعمال ماركس أو حتى الاهتمام بها. ما يبدو أن الماركسية موجودة في تفكيره جاءت بشكل أساسي من خلال فلتر بريخت. وتورد حادة البصيرة والملاحظة حنا أرندت: "ربما كان بنيامين الماركسي الأكثر غرابة الذي أنتجته هذه الحركة على الإطلاق، ويعلم الله أنه كان لها نصيبها الكامل من الغرائب".
في أواخر العشرينيات وخلال الثلاثينيات من القرن الماضي، أنتج بنيامين مجموعة غنية من المقالات والكتب. واحدة من السمات البارزة لعمله في هذه الفترة مشاركته مع التيارات الفكرية والثقافية في وقته عبر مجموعة رائعة من التخصصات. أهم ما كتبه هذه الفترة، هي مقالته التي صدرت عام 1931 بعنوان "تاريخ قصير للفوتوغرافيا" (A Little History of Photography)، والتي يقدم فيها نقاشا دقيقا ومتخصصا بما يجعل أوائل الصور الفوتوغرافية شديدة الإغراء. وهذه المقالة، في رأيي، أكثر أهمية من مقالته المعروفة التي نشرها عام 1936، والتي أُعيد إدراجها في "الإشراقات" (Illuminations)، وهي مقالة عمل الفن في عصر إعادة الإنتاج الميكانيكي. وتمت كتابة الأخير في صحيفة "Zeitschrift für Sozialforschung"، وهي مجلة معهد البحوث الاجتماعية، ويشعر المرء فيها عند المطالعة بأنه يجهد لكتابة شيء يتلاءم مع النظرية النقدية التي تبنّتها مدرسة فرانكفورت.
جعل تولي هتلر للسلطة في عام 1933 من المستحيل على بنيامين الاستمرار في العيش في ألمانيا، ومنذ ذلك الحين وحتى وفاته في عام 1940، عمل باحثا وصحافيا متجولا. عاش في إيبيزا وريفيرا والدنمارك (وفي الغالب) وباريس. استمر في كتابة المقالات والكتب والنصوص الإذاعية، لكن الحصول على أموال كان يُمثّل مشكلة متزايدة، حيث عاش أغلب فترات حياته في فقر مدقع. حصل على أغلب الدعم من معهد البحوث الاجتماعية، بقيادة ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو، لكنه بدأ يشعر في كثير من الأحيان أن الثمن المطلوب دفعه للحصول على هذا الدعم، الولاء لتيار ما من الماركسية الجدلية، كان باهظا. ومع ذلك، في عام 1940، أصبح من المستحيل بالنسبة له الاستمرار في العيش والعمل في أوروبا التي يسيطر عليها النازيون، وكان أمله الوحيد في الهروب يكمن في التأشيرة التي حصل عليها من هوركهايمر (الذي نقل معهده من فرانكفورت إلى نيويورك) لدخول الولايات المتحدة.  
بطريقة تفتقر للحماسة، تقبّل بنيامين، البالغ من العمر 48 عاما تقريبا والذي بدا وأنه أكبر سنا، أنه سيتعين عليه مغادرة أوروبا، وفي مايو/أيار قرر شق طريقه من باريس إلى جنوب فرنسا وإلى لشبونة، ومن هناك يمكنه الإبحار إلى الولايات المتحدة. لكن عبر الحدود الفرنسية، رفض المسؤولون الإسبان السماح له ولرفاقه في السفر بالمرور عبر البلاد. كان بنيامين قد أعد نفسه لهذا الاحتمال. طوال حياته، كان يقاسي الاكتئاب ويتحدث في كثير من الأحيان عن الانتحار. من بين المقتنيات القليلة التي كان يحزمها في الرحلة المرتقبة إلى الولايات المتحدة، كان هناك خمسة عشر قرصا من المورفين، وهي كمية "تكفي لقتل الحصان"، هذا ما قاله بنيامين لآرثر كويستلر قبل رحيله.
في الساعات الأولى من 27 (سبتمبر/أيلول) 1940، كان قد استخدم هذا المورفين ليضع حدا لحياته. ترك فالتر بنيامين ملاحظة مفادها: "في حيثية لا مخرج منها، ليس لدي خيار سوى إنهاء كل شيء. في قرية صغيرة في جبال البرانس، حيث لا يعرفني أحد، توشك حياتي على الانتهاء". وفي اليوم التالي، أُعيد فتح الحدود.
-----------------------------------------------------------------
ترجمة: مروان محمود
هذا المقال مترجم عن New Statesman

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟