كل الحكاية
سؤال في البداية
همس، فكرة و وشاية
و سجن في منطق القبيلة في النهاية
---------------------------
في البدء كان السؤال
ينخر جسد الصمت
يبعثر تناغم الصوت
يهدد المنطق العتيد.
في البدء كنت مجرد همسة
مجرد مشروع نطفة
في جسد اللغة تسعى
افتراضا على قارعة الطريق
يكتبني الريب على صحائف من جليد.
يحليني حر الألسنة النارية
و الأعين النابية
ركاما من ماء و صديد.
في البدء كانت الفكرة
تشاكس منطق القبيلة
ترسم بحبر الحيرة
صحراء الروح
و أقبية العقل البليد.
في البدء كان كفن البصيرة
بيدي
و لحد القصيدة
في كبدي
و على جبيني
عمامة القوم
تحاصر في خصر المعنى
كل عنيد.
في البدء كان سيف الطاعة
معفرا بدم العذارى
و دمع الثكالى
مسلطا على أعناق العبيد.
كل الحكاية
كانت جورا منذ البداية
كان الهمس مسجونا
في دم الوريد.
منذ البداية
كان نبض العشق
على شفاه المكان راية
قبلة المريدين
و حضرة المعتوهين
و محراب كل شريد.
و ها أنا ذا اليوم
في صحراء المعنى وحيد.
أزرع في النهر شلالي
و في رحم الحلم روعة القصيد.
فهل لي بحبر يكتبني
يعبق بروعة البيان نسجي
و يرسمني مسخا في جسد التقليد.