الآخر هو امتداد لنا ، وإلغاؤه إلغاء لذواتنا ، الآخر المختلف شكل آخر من أشكال الحياة والفكر إنه نموذج حي واقعي لوجود إمكانات أخرى للفهم والتجربة والمعاش ليس بالضرورة أن تتطابق مع فهمنا وسلوكنا وتجاربنا وإلغاء الآخر المختلف ظلم لذواتنا .
في الأدبيات الدينية "المؤمن مرآة لأخيه" ما معنى ذلك؟ إنه مرآة يرى فيها المرء ذاته بشيء من الموضوعية فيرى أخطاءه وقصور رؤيته فيعدل من فكره أومن سلوكه لأن ذاتية المرء تحول بينه وبين الرؤية الصحيحة والموضوعية والواضحة ،فهناك الضبابية نتيجة الهواجس الذاتية والرغبات والمخاوف والأحلام والشهوات السلطوية والحسية وهي حجب تحول دون الرؤية الواضحة والصحيحة.

بحلول شهر أكتوبر تكون قد اِنقضت تسع عشرة سنة على شنِّ أوّل هجوم جويّ أمريكي على أفغانستان، اِستهدف معاقل حركة طالبان، بدعوى القضاء على بؤرة الإرهاب العالمي المتمثّل في تنظيم القاعدة وحلفائه. تطلّبت عملية هدم بؤرة الإرهاب زهاء العقديْن، حتى بدأنا نعيش بشكلٍ حازمٍ مراجَعات لذلك النهج العنيف في تسوية الأمور، تمثَّلَ في خوض مفاوضات علنيّة بين طرفيْ الصراع الفعليَيْن: الولايات المتحدة وحركة طالبان. يتعلّق المسار الجديد بمستقبل أفغانستان، وذلك بعد أن تبدّلت الأوضاع، وجرت في النهر مياه كثيرة على صلة بالسياسة الدولية. فقد بدأ الطرفان الرئيسان خوْضَ مراجَعات جادة للحرب الطويلة التي شهدها بلدٌ عريقٌ، بات من أفقر بلدان العالم وأكثرها اِضطرابًا، سعيًا للخروج من تلك الأوضاع ونتائجها المدمّرة على أطراف الصراع وصنّاعه.

إبطاء الوتيرة التي يسير بها العالم ليس خيالا. يمكن للسياسة السيطرة على الاقتصاد. لدينا الفرصة لتغيير نموذجنا الاجتماعي. هذه هي القناعات الثلاثة التي وضعها الفيلسوف وعالم الاجتماع الألماني هرتموت روزا، مؤلف كتاب بالفرنسية بعنوان: "تسريع. النقد الاجتماعي للزمن"، وكتاب آخر ظهر مؤخرا بعنوان: "جعل العالم غير متاح"، خلال أزمة فيروس كورونا. هنا بيان غير مسبوق وباعث على الأمل.
في أزمة فيروس كرونا، الخلط والاختلاف في التفسير كبيران. إذا حاولنا تجاهل المعاناة البشرية التي لا تعد ولا تحصى بسبب الفيروس – بالإضافة إلى المخاطر السياسية والاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنه – وأخذنا نظرة واقعية وفكرية فإن بعض الحقائق العنيدة تبدو مهمة ولافتة للانتباه.

تسارع انهيار و سقوط ... فجأة ...
وكانت أياد خفية ... كأنها تسرق قمرا ... أو تقطع وتينا ، بل تذبح ، دون رأفة ، شريانه الأبهر ... فيسقط أمام أعيننا مضرجا بدماء زرقاءَ ... واقفين ، خائفين ... كقطط وجلة في منتصف الليل ؛ لنردد جميعا :
قفوا لحظة للبكاء ... أو ضحك كالبكاء ...
قفا نبك ...
تعليمنا العمومي غادرناه على مضض . بنا حسرة وألم وبكاء وعويل و لطم خدود . غادرناه مطأطئي الرؤوس ... خجلا من أنفسنا ومن غيرنا ، إننا لم نحافظ على وجوده ، وكيانه ، واستمراريته في الزمان والمكان .

 عاد النقاش حول حماية الطفولة في المغرب إلى صدارة الأخبار بعد سلسلة من الاعتداءات على الأطفال القاصرين، التي أثارت ضجة كبيرة داخل المجتمع، ودفعت بجمعيات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان للمطالبة بمزيد من اليقظة والتعبئة لحماية هذه الفئة الهشة بشكل خاص.
بين المقاربات التربوية أو القمعية، ومبادرات المجتمع المدني أو حتى الإجراءات القانونية التي تتخذها السلطات العمومية، تتباين الآراء والمواقف، حتى لو اتفق الجميع على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود و تنسيق التدخلات بشكل أفضل من أجل تحقيق هدف طفولة بمنأى عن التهديدات، الواقعية منها والافتراضية على حد سواء، وبالتالي ضمان بيئة صحية لتنمية الأجيال القادمة.

«استغلال الناس أمر خطير ومأساوي، لكن الأخطر من ذلك الاستغناء عنهم في العمل» Jeremy Rifkin
تحدث «جيرمي ريفكن» (Jeremy Rifkin) في كتابه الشهير "نهاية العمل"[1] (La fin du travail) عن ظاهرة بداية انحسار القطاع الخدماتي الذي كان يمثل في اقتصاديات القرن العشرين القطاع الثالث، بعد الفلاحة والصناعة. فبعدما كان هذا القطاع يستوعب الوظائف التي كان قطاع الصناعة يفقدها جراء استخدام الآلة فيه وإدخال المكننة في الفلاحة، أصبح هذا القطاع بدوره مهدّد بالاندثار والزوال نتيجة تحولات عميقة تدخل على بنية الاقتصاد المعاصر.

ولمّا غدت تحولات التكنولوجيا سريعة اليوم إلى درجة تؤثر فيها على نمو أو عدم نمو المقاولات، تحتّم على هذه الأخيرة دمجها وإحلالها محل الموظفين الذاتيين. لقد أصبح إلغاء الوظائف مقترن بتوسيع قاعدة استخدام التقنيات المتطورة في ميدان العمل بما في ذلك قطاع الخدمات. لقد أحلت العمليات البرمجية والمعلوماتية محل العمال والموظفين الأشخاص بشكل واضح وكبير في الكثير من قطاعات الإنتاج والخدمات، سواء المصانع والبنوك وحتى في مراكز الاستماع والاتصال.

يحاول الباحث الفرنسي جيل كيبل، أبرز المتابعين الغربيّين للإسلام المعاصر والحركات الدينية السياسية، تتبّعَ بؤر الفوضى التي نشطت، على مدى الفترة المتراوحة بين سبعينيات القرن الماضي والعشرية الراهنة، في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وضمن مسْحٍ للأحداث، يرصد الانتفاضات والحروب والاغتيالات والمعارك السياسية، وغيرها من الأحداث التي هزّت المنطقة، دون غوصٍ في دوافعها العميقة أو تأمّل في آثارها البعيدة. فقد عرفت البلاد العربية وما جاورها تحولات لافتة في تلك الفترة، كان لها أثر كبير على مساراتها السياسية وعلى أوضاعها الاجتماعية، معتبِرا صاحب الكتاب البترول العنصر الجوهري الأوّل في صنع تلك الأحداث.

مئات من الفنانين والمفكرين المغاربة ينتقدون تراجع حرية التعبير بالنسبة للمعارضين في البلاد. يعتقد المؤرخ المغاربي المعاصر أن الرباط تعمل بالفعل على "تدوير مسمار براغي" مع تصاعد التوترات الاجتماعية.
خريج المدرسة العليا للمعلمين، أستاذ مساعد في علم التاريخ، وأستاذ التاريخ المغاربي المعاصر في جامعة باريس الأولى - السوربون، بيير فيرمرين هو كذلك مؤلف للعديد من الأعمال التي أشاد بها النقاد. كتابه الجديد "المغرب في 100 سؤال" (تلانديي، 2020)، موجود حاليا في المكتبات. بمناسبة إصداره الجديد، أجرت معه النسخة الرقمية من جريدة "لوفيغارو" حوارا تتشرف جريدتنا "أنفاس" بتقديم مضمونه الكامل.