1ـ خلق
كان يمشي، لكنه كان يفكر..
هذا الخلق العشوائي، لا أدري ما دلالته؟ وما غايته؟
ارتطم بمخلوق آخر..
كان يمشي، لكنه كان يفكر أيضًا...
***
تصالح وقصص أخرى قصيرة جدا - حسين جداونه
10ـ مواساة
قلتُ لي:
دعك منهم. كلهم سيّئون..
مسحنا دموع بعضنا بعضًا، وأجهشنا بالضحك...
***
9 ـ سلام
ـ هل ينقصك شيء؟
ـ كلا، فلدي كل ما أحتاج إليه..
المسدس.. وصندوق مليء بالرصاص...
***
قصص قصيرة جدا: د. حسين جداونه
علاقة
اقتربنا..
اقتربنا من بعضنا..
اقتربنا من بعضنا أكثر..
سقطنا مضرّجين بخيبتنا...
*****
حذاء
غريب - ق.ق.ج: رحال لحسيني
في زاوية تحجب عنه الرؤية،
يستلقي مستسلما لتعبه.
حفيف جلد الأفعى يأتيه من خلف أذنه،
يتجاهل حدسه، فتلذعه.
- لماذا لم يستمع إلى الطنين الذي ملأ رأسه؟
خيبة وقصص أخرى قصيرة جدا - حسين جداونه
خيبة
تأمّل المشهد..
تساءل في نفسه..
أليس إله مكة هو نفسه إله غزة؟!
سمعها تردّ عليه..
حقًا، إنك تعبد إلهًا لا تعرفه؟
*****
قصص قصيرة جدا: د. حسين جداونه
طاقة
اعترف بذنبه..
طلب منها الصفح والمغفرة..
سجد عند قدميها..
ركلته بقوّة..
أنا لست إلهك...
*****
غلاء - ق.ق.ج: رحال لحسيني
(قصة واقعية، مهداة إلى شهداء انتفاضة 20 يونيو 1981)
زيادات طفيفة في أسعار بعض المواد الاستهلاكية، احتجاجات عارمة ضد الرفع من ثمن الخبز.
ارتباك كبير وسط المدينة الكبيرة الغامضة، شباب يحاصرون الجوع، قوات تحاصر الجموع.
غابة وقصص أخرى قصيرة جدا.. - د. حسين جداونه
غابة
حطّت المركبة على الأرض..
بدأت تبثّ رسائل مشفرة.. تمّت العملية بنجاح.. الكوكب يزدحم بكائنات متوحّشة.. بعضها يمشي على أربع..
أكثرها ضراوة يمشي على اثنتين...
*****
معايشة
جميع الحيل التي استخدمها الثعلب باءت بالفشل..
كانت القطة البرية قد حفظتها عن ظهر قلب...
قصص قصيرة جدا – د.حسين الجداونه
حدود
انشغل آلاف الجنود بحفر خنادقهم على جانبي الحدود، مدجّجين بأسلحتهم الثقيلة...
الطيور من حولهم انشغلت ببناء أعشاشها...
*****
رحمة
أشفق عليه من الفقر...
شحذ خنجره جيّدًا...
غرسه في قلبه...
*****
ظل - ق.ق.ج: رحال لحسيني
غفوة خفيفة تقتنصها جفونه، يحتاج حصة نوم كاملة كل يوم تقريبا بعد وجبة غذائه المتأخرة حتى يستعيد طاقته وشغفه بالعمل في الحقل من شروق الشمس إلى ما بعد الظهيرة.
حرب كلاب الدوار تحط رحاها فوق رأسه تحت ظل الشجرة.
سكرة وقصص أخرى قصيرة جدا - د. حسين جداونه
سكرة
باع مفتاح الكعبة بزقّ خمر..
بات متعتعًا...
*****
سنّمار
الحجر الذي يقوّض النظام..
بات الجميع يعرفه...
*****
حرب باردة
لا تصدقوا دموع عينيه..
انظروا إلى فعل يديه..
نصوص قصصية قصيرة - عبد المطلب عبد الهادي
1ـ شهرزاد تحكي
ـ نضب معين الحكاية يا مولاي وجف مني الخيال ..
قالت شهرزاد..
ـ وما العمل إذن ؟
رد بغضب شهريار ..
تحرك في ركنه البارد " مسرور " الذي أكلته الشيخوخة وصدئ سيفه ونظر بعينين دامعتين من الرمد .. وقال بصوت مبحوح ممزوج برعشة واضحة ..
ـ رأس من هذه المرة يا مولاي ؟
ابتسم شهريار حين سحبت شهرزاد نسخة من كتاب " ألف ليلة وليلة " من تحت وسادتها وشرعت تحكي حكاية الليلة الأولى ..
ـ بلغني أيها الأمير السعيد ...
شيئا ما! - ق.ق.ج: رحال لحسيني
يستعد للخروج، يتردد قليلا، ذاكرته تخبره بشيء ما عليه فعله أو حمله معه عند المغادرة، جلس ينتعل حذاءه ويحاول التذكر.
حرب مقدسة - ق.ق.ج : رحال لحسيني
طبول تقرع في الجانبين، أعلاما ترفرف عالية فوق ربوات تحيط بالساحة الواسعة.
الخيول تترنح في أماكنها من شدة ضجيج الصرخات، القادة يتخذون أمكنتهم أمام جيشين متواجهين يستعدان لمعركة في التاريخ.
* * *
خطباء مفوهون يتناوبون على المنابر التحريضية، يظهرون للمحاربين مزايا مشاركتهم العظيمة في هذه الموقعة الكبرى، وبأنهم يقاتلون من أجل شعبهم ووطنهم الأغلى من كل ملذات الحياة ومن الذات وفلذات الأكباد.
ويذكروهم بحكمة الشجاعة والحفاظ على النظام، وتراتبية الصفوف وتفادي الفتن.
ويدعون الجميع لانتظار ساعة الصفر.
الجندي وبقايا الدمى – ق.ق.ج: غزلان شرعي
كنت جالسة على الأرض اسند ظهري للأريكة أضع أمنيتي الصغيرة البيضاء نصب عيني جالسة ساقيها البريئة مسرحة على بساط من الصوف رمادي اللون تبعثر أمامها بعض الألعاب والدمى المبتورة الأطراف والمنزوعة الرؤوس وحتى السليمة منها كانت إما منكوشة الشعر أو وجهها مغطى بالكامل بألوان وخطوط أقلام اللبد التي اعرف مسبقا أنها لن تزول حتى وان قمت بتنظيفها كلها كملحمة تغسيل جنائزي لجثامينها الناقصة
يوم قفز الكلبُ من النافذة – ق.ق.ج: فراس ميهوب
حملْنا السيارة الجديدة بالأمتعة، قفز كلبُ العائلة الصغير من النافذة المفتوحة، لحقتُ به، نادتني أمي:
-عدْ، تأخرنا، اتركه عند الجيران.
شغلتُ مكانا صغيرا في المقعد الخلفي وراء أبي، حلمتُ بالبحر الأزرق، والرمل الأصفر، داهمتني نسمة صيف منعشة.
أمضينا أسبوعين رائعين على الشاطئ.
قصص قصيرة جدا 2 : د. حسين جداونه
1 ـ
دائمًا يفتخر بنفسه، بأنه يعرف من أين تؤكل الكتف..
ينظر إلينا ويبتسم..
بينما نضع أيدينا على ما تبقى من أكتافنا...
*****
2 ـ
شعاره في الحياة..
عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة.
يرفض أن يصدق أنّني لست..
عصفورًا...
*****
3
هذا المساء! – ق.ق.ج: رحال لحسيني
منذ مدة ليست بالقصيرة، أصبحت ترى أنه يترصدها.
يتجول في مسارات ذهابها وعودتها إلى منزلها.
وجدت أن الأمر يتكرر باستمرار.
لا يمكن أن يكون الأمر مجرد صدفة.
تحاول التظاهر بعدم الاهتمام بذلك الشخص الخمري اللون المرابط باستمرار في زوايا حيهم.
***
أغنية طائر - ق.ق.ج: ماهر طلبة
عرض عليه بائع العصافير عصفورا صغيرا، كان يردد – بشكل دائم- أغنية وحيدة مليئة بالنشاز، تتحدث عن طائر غادر عشه ذات صباح على أن يعود لعشه - كما هى عادته - فى نهاية اليوم.. لكنه لم يعد.. انتظره فى العش – أياما كثيرة- عصفور صغير كان مايزال بيضة حين فارقه ولم يعد.. لذلك خرج من البيضة ولم يجد من يردد على مسامعه أغانى العصافير الصغيرة، ليحفظها بدوره ويرددها ككل عصافير الغابة..