مقدمة للترجمة
لا تتوقف التداعيات السلبية للأخبار الكاذبة في النطاقات الصحية عند حد التأثيرات النفسية، إذ تمتد مُسبّبة أضرارا مباشرة تصل إلى حد الوفاة. ومن هنا وجب علينا أن نتساءل عن السبب في انتشار تلك النوعية من المعلومات المضللة، أهي فقط طبيعة البشر الذين يعشقون الإثارة والفكر المؤامراتي، أم أن المنصات التي تُنشر عليها تلك الأخبار لها دور في تلك الكارثة؟ لماذا يتردد فيسبوك في حذف حسابات المشاهير الذين يضللون الناس؟ ولِمَ تسمح المنصة بانتشار المعلومات المضللة في المجموعات والصفحات التي يجتمع فيها المتطرفون سياسيا؟ والأهم من ذلك، لِمَ تمنع منصات يوتيوب وتويتر وفيسبوك الباحثين في هذه النطاقات من الوصول إلى جميع المعلومات المطلوبة لتحليل الظاهرة؟!
مادة الترجمة
تَعَرّض فيسبوك مؤخرا إلى انتقادات عديدة بسبب السماح للمعلومات الطبية المضللة بالانتشار على المنصة، وظهرتْ بعض المستندات الداخلية المُسرَّبة التي تشير إلى أن فيسبوك قد يكون أسوأ مما كنا نعتقد سابقا، وأنه يغض الطرف عن هذه المعلومات عمدا. وتُعدّ هذه المعلومات المغلوطة مصدر قلق رئيسيّا، إذ توصلت إحدى الدراسات إلى أن المشاركين الذين تلقوا معلوماتهم من فيسبوك كانوا على الأرجح أكثر ميلا لمقاومة اللقاحات من أولئك الذين تلقوا معلوماتهم من وسائل الإعلام الرئيسية.
"التـفرّد التـكنولـوجي" بـيـن مـُـؤيّديه ومُنـاوئـيه - حمـــزة فنـين
إذا عدنا إلى العصور الوسطى الأوروبية سنجد أن السلطة (Authority) دائما ما كانت تُستمدّ من أشياء خارج الإنسان، من الله، من الكتاب المقدّس، من رجال الدّين، فكان المرء إذا سأل سؤالاً من قبيل: ما الخير وما الشر؟ أو ما الجيّد وما السيء؟ يُجاب مباشرة بأن الخير هو ما أوصى به الرب أو الكتاب المقدّس أو آباء الكنيسة أمّا الشر فهو ما نهوا عنه. أي أن الإنسان في ذلك العصر كان يحصل على كل إجابات أسئلته من مصادر خارج ذاته ومشاعره. وإذا تعرّض لمشكلةٍ شخصيةٍ فلا يفكّر في حلّها بنفسه أو يُحكّم عقله فيها بل كان يسأل الله أو رجل الدين. بعبارة أخرى فإن ذلك الإنسان لم يكن يفكّر بعقله الخاص أبداً. أمّا مع "الثورة الإنسانية" (Humanist revolution)، فقد انتقلت السلطة من السماء إلى الأرض، من الله والكتاب المقدس ورجال الدين إلى الإنسان ذاته، فارتفعت الصيحات التي تقول: "يا أيها الإنسان فكّر بنفسك ولا تعتمد على أية سلطة خارجة عن سلطة عقلك أو مشاعرك". لقد نادت الثورة الإنسانية بأن كل الإجابات هي داخل أنفسنا وليست في مكانٍ آخر، فأصبح بذلك الإنسان هو مركز الوجود، أصبح هو مصدر ومعيار كلّ تقويمٍ وقياسٍ. وقد تجلّت هذه "الثورة الإنسانية" في كافة المجالات، في الأخلاق والفن والاقتصاد والسياسة والتعليم وغيرها... فقد أصبح، على سبيل المثال، "الجيد" هو ما يجعل المرء يشعر بشكل جيّد و"السيء" هو ما يجعل المرء يشعر بشكلٍ سيّء، أما "الجميل" فهو ما يراه المرء جميلاً في حين أن "القبيح" هو ما يراه قبيحاً. لقد أصبحت السلطة العليا للإنسان، لكلّ شخصٍ على حدة، للمُشاهد، للمستهلك، للمُنتَخِب، للقارئ...
الجانب المظلم لحياتنا الذكية - محمد سناجلة
من منا لا يتذكر فيلم "عين النسر" (Eagle Eye) المنتج عام 2008 من إخراج د. ج. كاروسو، وبطولة شيا لابوف وميشيل موناغان، حيث يتحدث الفيلم بطريقة دراماتيكية عن قيام الحكومة الأميركية بإنشاء منظومة تجسس إلكترونية متطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهدفها التجسس على البشر في كل حركة يقومون بها في أي مكان وزمان.
النور والعتمة
يبدو أن ما كان خيالا علميا أصبح واقعا عمليا الآن؛ فلقد جعلت التكنولوجيا الحديثة حياتنا أسهل بكثير مما كان عليه الأمر في السابق، فنحن جميعا نستخدم الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة، ونشاهد الأفلام ومقاطع الفيديو عند الطلب متى أردنا ذلك، ونشتري تقريبا أي نوع من المنتجات عبر الإنترنت، بل ونلتقي أصدقاءنا وزملاءنا في عوالم افتراضية، لكن هذه الراحة لها جانبها المظلم أيضا.
كيف تنقل حياتك الافتراضية من فيسبوك إلى مكان آخر؟
نشرت صحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) الأميركية تقريرا عن كيفية الانتقال من فيسبوك إلى مكان آخر، وصعوبة هذا الانتقال، وما ستفقده إذا انتقلت إلى تطبيقات أخرى.
ويقول التقرير إنه وبعد شهر قاسٍ من الاكتشافات حول ممارسات فيسبوك التجارية، والتي بلغت ذروتها بإدلاء الموظفة السابقة في الشركة فرانسيس هوغن بشهادتها عن المخالفات أمام المشرعين حول التأثير الضار للشبكة الاجتماعية على الأطفال، يحاول كثيرون مرة أخرى اكتشاف كيفية تخليص أنفسهم.
ويوضح التقرير أن من السهل القول إنك مستعد للرحيل عن فيسبوك، لكن معرفة إلى أين تذهب بعد ذلك هو الجزء الصعب، كما أن الانفصال يعني أيضا قطع إنستغرام وماسنجر وواتسآب، إذ إن جميعها مملوكة لشركة فيسبوك.
من اللوح الأسود إلى اللوح الإلكتروني.. هكذا أصبح التعليم في ظل الثورة الصناعية الرابعة - عبد القادر الكاملي
في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 جلس حشد من الطلاب والمهتمين بتقنيات التعليم الحديثة في إحدى قاعات جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية يستمعون ويتحاورون مع نخبة من الاختصاصين في مؤتمر المرأة في التكنولوجيا، الذي أقيم بالجامعة. جلس على منصة المسرح ضيف من نيويورك وضيف آخر من لوس أنجلوس بجوار ضيفين آخرين من بريطانيا.
الضيفان الأميركيان لم يأتيا إلى لندن بل تم نقل صورة تجسيدية ثلاثية الأبعاد لكل منهما باستخدام تقنية الهولوغرام، وبفضل هذه التقنية ظهر الضيفان وكأنهما موجودان فعلياً على المسرح، ينظران إلى الجمهور ويتلقيان الأسئلة ويجيبان عليها، وصرح المسؤولون في الجامعة أن إمبريال كوليدج لندن هي الأولى عالمياً في استخدام الهولوغرام في المحاضرات.
أربع سنوات لوداع ويندوز 10.. هل أنت جاهز لاستقبال ويندوز 11؟ - إيمان الشامخ
ويندوز ليس مجرد نظام تشغيل، إنه كيان خلّاق لديه حساسية ضد التغيير. فكِّر في الأمر على أنه عمل فني عزيز يحتاج إلى صيانة منتظمة، الجميع سعداء بالألوان الأكثر إشراقا واللمعان المنعش، لكن لا أحد مسرور بالخطوط المعاد رسمها، أو المرسومة فوق الشوائب، أو مُحيا وجه شخصية في لوحة أعيد ترميمها بشكل سيئ.
ليس عليك أن تكون مؤرخا أو متتبعا لتاريخ أنظمة تشغيل النوافذ (ويندوز-Windows) لترى نمط البينغ بونغ الذي تتبعه مايكروسوفت في تحديثاتها لنظام التشغيل التابع لها، الجميع يتذكر ويندوز XP حتى الآن، بعض المستخدمين يفضلونه حتى هذه اللحظة، ثم أتى بعده ويندوز فيستا (Vista) الذي على النقيض تماما من سابقه، لا يتذكره أحد بعدما فشل فشلا ذريعا.
أنقذت مايكروسوفت سمعتها بنظام التشغيل ويندوز 7 الذي حقق نجاحا ساحقا، ثم أتبعته بنظام آخر فاشل يشبّهه المستخدمون بمجموعة من القرود التي تدير جهاز حاسوب، وهو ويندوز 8. تاليا، ظهر ويندوز 10 لإنقاذ الموقف تماما كأحد الأبطال الخارقين. أترى ما المقصود من لعبة البينغ بونغ؟ صعود ثم هبوط، قمة ثم قاع. النظام الأخير، ويندوز 10، كان البطل الذي أنقذ مايكروسوفت، كان القمة، هل سيكون نظام التشغيل الجديد (ويندوز 11) هو القاع؟ هل ستتابع مايكروسوفت المشي على النمط نفسه؟
إذا كنت تلعب بالاحتمالات، فستراهن على أن ويندوز 11 سوف يفشل. لكن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت "ساتيا ناديلا" قال مازحا: إن الرقم 11 هو رقم الحظ لمايكروسوفت.(1) تخطط الشركة للدخول في الإصدار الرئيسي التالي من ويندوز، كما أنها تستعد بهدوء لإقفال الباب في وجه نظام التشغيل "ويندوز 10" البالغ من العمر 6 سنوات.
بعد كورونا.. الحياة طبيعية لكنها رقمية في كل شيء - محمد سناجلة
أدى وباء كورونا إلى تغيرات هائلة في جميع مناحي الحياة، وقاد إلى تحول رقمي متسارع ترك آثاره في مختلف القطاعات الاقتصادية، وأنشأت الجائحة عادات اجتماعية جديدة بسبب التحول الجذري في أساليب الحياة والعمل حتى لم يعد من الممكن العودة إلى نمط الحياة الذي كان سائدا قبل الجائحة، فقد أصبح مفهوم الحياة نفسه مختلفا، فهذه "الحياة الطبيعية" ما عادت كما كانت في السابق، فهي حياة طبيعية لكنها رقمية في كل شيء.
لقد اعتادت البشرية استخدام التقنيات الحديثة في شتى المجالات، وغدا الإنترنت والتطبيقات الرقمية جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، فنحن نشتري ونتسوق ونطلب الطعام ونعقد اجتماعات العمل، ونستأجر ونبيع الشقق والمباني، ونحجز تذاكر الطائرات والفنادق عبر الإنترنت.
القراصنة لا يوفرون أحدا في حربهم الإلكترونية العالمية.. هل أنت مستعد للمعركة؟ - محمد سناجلة
سلطت سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة -التي طالت مؤسسات وقطاعات عديدة في مختلف أنحاء العالم- الضوءَ على هشاشة وضعف منظومة الأمن السيبراني في مختلف الدول والمؤسسات، وتشير إلى أهمية معالجة هذه الهشاشة بأسرع وقت ممكن، وضرورة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي للبشرية، حيث زادت الهجمات الإلكترونية -التي تقوم بها عصابات قرصنة متخصصة- هذا العام (2021) بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، وهناك هجوم إلكتروني كل 11 ثانية يحدث في مكان ما في العالم. ويتوقع خبراء أمن المعلومات أن يصل حجم الخسائر الناتجة عنها إلى 6 تريليونات دولار حتى نهاية هذا العام، كما ذكر موقع "تيك نيوز ورلد" (tech newsworld).
حرب عالمية لا توفر أحدا
يقول مايكل أورلاندو ناشيونال -القائم بأعمال مدير المركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن في أميركا- "إن الأمن السيبراني سيكون أحد أكبر المشكلات التي يواجهها العالم"، وهي الحرب الكبرى التي يجب علينا مواجهتها دون تأخير، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تخسر ما بين 225 إلى 600 مليار دولار سنويا في ميدان الملكية الفكرية فقط بسبب هجمات القراصنة"، وذلك حسب تصريحات له نقلتها منصة "سي إن بي سي" (CNBC) مؤخرا.
"جيغسو": فريق غوغل الخاص لتمشيط الإنترنت.. رُعاة الحرية أم آلهة الصوابية السياسية؟ - نهى خالد
في مبنى "تشيلسي ماركت" الشهير بمنطقة "مانهاتن"، وعلى خلفية ضوضاء القادمين للبحث عن مطعمهم المفضَّل في أحد المعاقل التاريخية لسوق الغذاء بمدينة نيويورك، وصَل قبل عامين موظفو شركة جديدة باسم "جيغسو"، لا يتجاوز عددهم المئة؛ ليشغلوا مكتبا تجاريا فوق محلٍّ إيطالي فاخر للمثلَّجات. لم يكن الأمر غريبا في منطقة لطالما زاحمت فيها المؤسسات البيروقراطية والإعلامية وشركات التكنولوجيا الصاعدة محال الأطعمة صاحبة التاريخ الأطول هُنا. تستمر عجلة ابتكار الأطعمة في حركتها المعتادة كما يتضح من دبيب الطهاة في أروقة سوق تشيلسي، بيد أن ابتكارات أعقد وأبعد أثرا تُطهى في الأدوار العُليا بصُحبة الأصوات الأهدأ لنقر المبرمجين والمهندسين على حواسيبهم داخل مكاتب مبنى 8510 والسوق نفسه على السواء، إذ آل المربُّع التجاري كاملا لشركة "غوغل" عام 2018 في صفقة فاقت ملياري دولار.[1]