في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018 جلس حشد من الطلاب والمهتمين بتقنيات التعليم الحديثة في إحدى قاعات جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية يستمعون ويتحاورون مع نخبة من الاختصاصين في مؤتمر المرأة في التكنولوجيا، الذي أقيم بالجامعة. جلس على منصة المسرح ضيف من نيويورك وضيف آخر من لوس أنجلوس بجوار ضيفين آخرين من بريطانيا.

الضيفان الأميركيان لم يأتيا إلى لندن بل تم نقل صورة تجسيدية ثلاثية الأبعاد لكل منهما باستخدام تقنية الهولوغرام، وبفضل هذه التقنية ظهر الضيفان وكأنهما موجودان فعلياً على المسرح، ينظران إلى الجمهور ويتلقيان الأسئلة ويجيبان عليها، وصرح المسؤولون في الجامعة أن إمبريال كوليدج لندن هي الأولى عالمياً في استخدام الهولوغرام في المحاضرات.

ويندوز ليس مجرد نظام تشغيل، إنه كيان خلّاق لديه حساسية ضد التغيير. فكِّر في الأمر على أنه عمل فني عزيز يحتاج إلى صيانة منتظمة، الجميع سعداء بالألوان الأكثر إشراقا واللمعان المنعش، لكن لا أحد مسرور بالخطوط المعاد رسمها، أو المرسومة فوق الشوائب، أو مُحيا وجه شخصية في لوحة أعيد ترميمها بشكل سيئ.
ليس عليك أن تكون مؤرخا أو متتبعا لتاريخ أنظمة تشغيل النوافذ (ويندوز-Windows) لترى نمط البينغ بونغ الذي تتبعه مايكروسوفت في تحديثاتها لنظام التشغيل التابع لها، الجميع يتذكر ويندوز XP حتى الآن، بعض المستخدمين يفضلونه حتى هذه اللحظة، ثم أتى بعده ويندوز فيستا (Vista) الذي على النقيض تماما من سابقه، لا يتذكره أحد بعدما فشل فشلا ذريعا.
أنقذت مايكروسوفت سمعتها بنظام التشغيل ويندوز 7 الذي حقق نجاحا ساحقا، ثم أتبعته بنظام آخر فاشل يشبّهه المستخدمون بمجموعة من القرود التي تدير جهاز حاسوب، وهو ويندوز 8. تاليا، ظهر ويندوز 10 لإنقاذ الموقف تماما كأحد الأبطال الخارقين. أترى ما المقصود من لعبة البينغ بونغ؟ صعود ثم هبوط، قمة ثم قاع. النظام الأخير، ويندوز 10، كان البطل الذي أنقذ مايكروسوفت، كان القمة، هل سيكون نظام التشغيل الجديد (ويندوز 11) هو القاع؟ هل ستتابع مايكروسوفت المشي على النمط نفسه؟
إذا كنت تلعب بالاحتمالات، فستراهن على أن ويندوز 11 سوف يفشل. لكن الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت "ساتيا ناديلا" قال مازحا: إن الرقم 11 هو رقم الحظ لمايكروسوفت.(1) تخطط الشركة للدخول في الإصدار الرئيسي التالي من ويندوز، كما أنها تستعد بهدوء لإقفال الباب في وجه نظام التشغيل "ويندوز 10" البالغ من العمر 6 سنوات.

أدى وباء كورونا إلى تغيرات هائلة في جميع مناحي الحياة، وقاد إلى تحول رقمي متسارع ترك آثاره في مختلف القطاعات الاقتصادية، وأنشأت الجائحة عادات اجتماعية جديدة بسبب التحول الجذري في أساليب الحياة والعمل حتى لم يعد من الممكن العودة إلى نمط الحياة الذي كان سائدا قبل الجائحة، فقد أصبح مفهوم الحياة نفسه مختلفا، فهذه "الحياة الطبيعية" ما عادت كما كانت في السابق، فهي حياة طبيعية لكنها رقمية في كل شيء.
لقد اعتادت البشرية استخدام التقنيات الحديثة في شتى المجالات، وغدا الإنترنت والتطبيقات الرقمية جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، فنحن نشتري ونتسوق ونطلب الطعام ونعقد اجتماعات العمل، ونستأجر ونبيع الشقق والمباني، ونحجز تذاكر الطائرات والفنادق عبر الإنترنت.

سلطت سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة -التي طالت مؤسسات وقطاعات عديدة في مختلف أنحاء العالم- الضوءَ على هشاشة وضعف منظومة الأمن السيبراني في مختلف الدول والمؤسسات، وتشير إلى أهمية معالجة هذه الهشاشة بأسرع وقت ممكن، وضرورة الاستثمار في هذا القطاع الحيوي للبشرية، حيث زادت الهجمات الإلكترونية -التي تقوم بها عصابات قرصنة متخصصة- هذا العام (2021) بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، وهناك هجوم إلكتروني كل 11 ثانية يحدث في مكان ما في العالم. ويتوقع خبراء أمن المعلومات أن يصل حجم الخسائر الناتجة عنها إلى 6 تريليونات دولار حتى نهاية هذا العام، كما ذكر موقع "تيك نيوز ورلد" (tech newsworld).
حرب عالمية لا توفر أحدا
يقول مايكل أورلاندو ناشيونال -القائم بأعمال مدير المركز الوطني لمكافحة التجسس والأمن في أميركا- "إن الأمن السيبراني سيكون أحد أكبر المشكلات التي يواجهها العالم"، وهي الحرب الكبرى التي يجب علينا مواجهتها دون تأخير، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تخسر ما بين 225 إلى 600 مليار دولار سنويا في ميدان الملكية الفكرية فقط بسبب هجمات القراصنة"، وذلك حسب تصريحات له نقلتها منصة "سي إن بي سي" (CNBC) مؤخرا.

في مبنى "تشيلسي ماركت" الشهير بمنطقة "مانهاتن"، وعلى خلفية ضوضاء القادمين للبحث عن مطعمهم المفضَّل في أحد المعاقل التاريخية لسوق الغذاء بمدينة نيويورك، وصَل قبل عامين موظفو شركة جديدة باسم "جيغسو"، لا يتجاوز عددهم المئة؛ ليشغلوا مكتبا تجاريا فوق محلٍّ إيطالي فاخر للمثلَّجات. لم يكن الأمر غريبا في منطقة لطالما زاحمت فيها المؤسسات البيروقراطية والإعلامية وشركات التكنولوجيا الصاعدة محال الأطعمة صاحبة التاريخ الأطول هُنا. تستمر عجلة ابتكار الأطعمة في حركتها المعتادة كما يتضح من دبيب الطهاة في أروقة سوق تشيلسي، بيد أن ابتكارات أعقد وأبعد أثرا تُطهى في الأدوار العُليا بصُحبة الأصوات الأهدأ لنقر المبرمجين والمهندسين على حواسيبهم داخل مكاتب مبنى 8510 والسوق نفسه على السواء، إذ آل المربُّع التجاري كاملا لشركة "غوغل" عام 2018 في صفقة فاقت ملياري دولار.[1]

للحديث عن الإعلام الرقمي، لا بد من الانطلاق من البداية الفعلية لتاريخ الإعلام عبر الإنترنت،التي تعود إلى بداية عقد الثمانينيات. في الواقع، بفضل جها ز كمبيوتر وإمكانية الوصول إلى "خدمة الكمبيوتر" (المزود الأول للوصول إلى خدمة عبر الإنترنت)، كجزء من صحافة تجريبية مترابطة، كان من الممكن قراءة المقالات على الإنترنت ابتداء من يوليوز 1980. انتهى هذا المشروع في سنة 1982، قبل وقت طويل من الانتقال إلى الديمقراطية. ولسبب وجيه لم يكن الإنترنت واضحا بما فيه الكفاية كما في الوقت الحالي، لكن المسيرة الرقمية الحتمية لوسائل الإعلام تواصلت وازدهرت إلى حدود اللحظة الراهنة.

في كتاب "التاريخ الفرنسي للصحافة على الإنترنت"، بقلم باتريك إيفينو، يمكننا أن نقرأ أن الصحف اليومية الفرنسية، ولا سيما صحيفة "لوموند"، بدأت وظيفتها الرقمية في نهاية التسعينيات. بالفعل، أنشأت "لوموند" في عام 1997 شركة فرعية سمحت للمضمون الورقي بالانتقال إلى الويب. في الوقت الذي كانت فيه الإنترنت بالفعل مملكة لحرية الولوج، ظهرت مسألة النموذج الاقتصادي على الفور.

مما لا شك فيه أن فيروس كورونا المستجد أربك العديد من الحسابات، وبعثر الكثير من التوقعات عبر بلدان العالم بمختلف حجمها ودرجة تقدمها. في بداية ظهوره مع مطلع هذه السنة، ثار الجدل حول استعمال الكمامات بين مؤيد ومدحض. وحتى كثير من المنظومات الوقائية التي أصبحت مع مرور الوقت تدابير احترازية، لم تفلت من معطيات الأخذ والرد ومحاولة الرفض والتمرد. واليوم يعود النقاش من جديد ليدور حول جدوى بعض التطبيقات الذكية التي استحدثت للمساهمة في الحد من انتشار الوباء.
وفي إطار الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات، أعلنت وزارة الصحة العمومية بالمغرب خلال شهر ماي عن نيتها في تنزيل تطبيق ذكي لتتبع أعراض انتشار الوباء. وابتداء من فاتح يونيو 2020، صرحت رسميا بإطلاق تطبيق هاتفي للإشعار باحتمال التعرض لعدوى فيروس كوفيد-19 تحت اسم "وقايتنا" وبشعار : "بوقايتنا، نبقاو على بال". التطبيق يُحمل مجانا على الهواتف الذكية كيفما كان نوعها، ويشغل بطريقة البلوثوت، مع اعتباره أحد إجراءات الحماية غير الإلزامية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، بتتبع الحالات المخالطة والتكفل بها.

نشر مركز بيلفر بجامعة هارفارد دراسة جديدة  بعنوان "مؤشر القوة السيبرانية في العالم لعام 2020"، تتضمن 30 دولة تسعى لتطوير قدرتها في القوة السيبرانية الهجومية - للقدرة على إلحاق الضرر بشبكات الكمبيوتر والعمل على تطور صناعة الأمن السيبراني ومواجهة الدعاية المضادة. “counterpropaganda” في ظل الصراع الإلكتروني الأمريكي الصيني حول السيادة الإلكترونية العالمية.
حددت الدراسة سبعة أهداف لقياس القوة السيبرانية عبر سعى البلدان لتحقيقها باستخدام الوسائل الإلكترونية، وهي : مسح ومراقبة المجموعات المحلية. 2. تقوية وتعزيز الدفاعات السيبرانية الوطنية. 3. التحكم في بيئة المعلومات ومعالجتها. 4. جمع الاستخبارات الأجنبية للأمن القومي. 5. مكاسب تجارية أو تعزيز نمو الصناعة المحلية. 6. تدمير أو تعطيل البنية التحتية للخصم وقدراته. 7. تحديد القواعد والمعايير التقنية الإلكترونية الدولية.

على الرغم من وجود تطبيقات مُختلفة لإجراء مُكالمات الفيديو عبر الإنترنت أهمّها "مسنجر" من فيسبوك أو "سكايب" (Skype) من مايكروسوفت، فإن "زوم" حظي بانتشار كبير جدا لا مثيل له بفضل سهولة الاستخدام، وإمكانية تسجيل المُكالمات، بالإضافة إلى إمكانية تأمين المُكالمة بكلمة مرور، وغيرها الكثير، ناهيك بلجوء الكثير من الشخصيات المهمّة مثل رئيس الوزراء البريطاني، على سبيل المثال لا الحصر، لاستخدامه في اجتماعات الحكومة اليومية(2). وهذا بدوره دفع المدارس والجامعات، رفقة المؤسّسات والشركات، لاستخدامه أيضا.