anfasse091011يرى أنسي الحاج أن الشاعر "يحلم بتكوين بشرية جديدة لا بكتابة شيء جديد فقط. الكتابة ـ عند أنسي ـ هي الجسد الجديد".
"عندما قرأت أشعار رامبو سمعت النداء في أعماق البحر"، موضوع نشرته جريدة الغارديان The Guardian بملحق "الكتاب الذي غيّر حياتي" A book that changed me، وهو للشاعر البريطاني جورج سيرتش George Szirtes (الهنغاري المنبت 1948)، حيث يتحدث فيه عن تأثير الشاعر رامبو في حياته، الأمر الذي يبرز أهمية "الكتاب" كمنعرج في حياة البشر، حيث الكاتب لا يكتب فقط، بل إنه يغير الحياة بنفس الوقت. الكاتب يبني الواقع عبر فتح الحياة من قوقعتها التأزمية نحو فضاءات وآفاق للتحرر. وأهم نقطة يقف عندها الموضوع هي فترة المراهقة حيث بداية طريق النضج عند البشر، يتم غالبا رسمها انطلاقا من تأثير كاتب أو كتاب في حياة الشخص يصطدم به خلال هذه الفترة، حيث ينير له الطريق الغامض والمجهول؛ وحتى بالنسبة لمن لم يتأثروا بكتاب نتيجة لامبالاة أو قلة اهتمام بالأدب، فإنهم غالبا يتأثرون بأشخاص الذين بدورهم تأثروا بكتاب أو كاتب ما. إن الكتابة هي ما يُوجد الحياة بشكلها التاريخي الإنساني، حيث الحياة تجلي للكتابة وتمظهر لها، يكتب الكاتب واقعا، أو يهرب من الواقع نحو الكتابة ـ كما في حالة كافكا ـ حيث تمثل الكتابة طريقة للتكيف مع الحياة، من منظور دارويني. ففي الكتابة خلق وحياة، أو بديل يصبح بدوره حياة.

anfasse09105حين انتقلنا من حيِّنا الشعبي إلى أوَّل فيلا أسكنها في حياتي لم ترتح أمِّي – رحمها الله – إلى مسألة تتعلَّق بتفصيل صغير في تنظيم الأثاث، تفصيل لم يكن ليلفتني، أو يثير تنبُّهي في حداثة سنـِّي وأنا المأخوذة – آنذاك – بالسكن الجديد، والغرف المتعدِّدة، والساحات الواسعة، لم تطمئن أمـِّي إلى اتجاه سرر النوم في الغرف؛ كان لديها هذا التصوُّر: أنَّ من تصرَّف في توزيعها يجهل – حتمًا – أنَّ جانبًا روحيًّا يجب أن يتدخـَّل في التنظيم بحيث يجعل رؤوسها متجهة إلى القبلة. إنَّ البيوت يجب أن تبنى على معرفة بالروح، وإنَّ المادة في أقصى درجات صلابتها يجب أن تكون مرقــَّقة باستفاضة المعنى فيها: يجب أن يشكِّلها، ويمنحها اتجاهها، ولونها، وطريقة استعمالها، هذه هي الدرجة من نضج الروح الذي أكاد أن أصل إليه بعد كلِّ هذه المسافة من تلك الحادثة.
إنَّ اشتغالات الروح ينبغي لها أن تمحض نفسها الوجود خارج الروح، ولذلك نحن نمنح ما نؤمن به، ما يطرأ على بالنا، ما يبهجنا، ما يقلقنا، أو يوجعنا – نمنح هذا كلَّه – وجودًا آخر: نحبُّ أنَّ نمثـِّله على نحوٍ ما: فنتصرَّف، أو نصدر إشارات، أو نكتب، أو ننحت، أو نرتـِّب، ووفق هذا يحدث المسار: أن يعود الممثـِّل لهذه الاشتغالات الروحيَّة كي يكون هو الدالَّ عليها بعد أن كانت هي موجدته، وهكذا تتشكَّل الهويَّة الخاصَّة بنا، وهكذا تبدو هويَّات الآخرين بالنسبة إلينا.

anfasse02113 – سؤال العلاقة وهوية التواصل:
إن السؤال الذي يطرح حول العلاقة القائمة بين نسقين تعبيريين تواصليين مختلفين، الأول يعتمد على لغة الكلمات في عملية تحققه في حين أن الثاني يعتمد على لغة الصورة في كليتها مؤازرة في ذات الآن بلغة الصوت الملفوظ، يطرح أكثر من إجابة، خصوصا في مجتمع عالمي جديد، يعرف نفسه بأنه يمثل حضارة جديدة هي "حضارة الصورة" على اعتبار أن المجتمعات السابقة عليه، كانت تمثل حضارات الكلمات في تنوعها واختلافها، وإذا نحن علمنا أن الصورة توازي أو تفوق، كما يقول المثل، ألف كلمة، أدركنا أهمية هذا التمييز واستطعنا أن نلمس بعض دلالاته المتسترة. لكنا ونحن نسعى لتحديد نوعية هذه العلاقة القائمة بين الكلمات والصور، فإننا نرفض ضمنيا أن تسقط في إقامة تراتبية كيفما كان نوعها، تأثيرية أو تواصلية أو حتى فنية، بين هذه الأنساق الثقافية. فإذا كانت تقنيات الصورة تمثل بدون أدنى شك، واحدة من أهم نقاط استيعاب التخييل المجتمعي المعاصر ومنحه آفاقه الكبرى، فإن هذا لا يمكن أن ينسينا بأن عملية الاستيعاب هاته تتم في زخم ثقافي شامل يساهم في تكوينه أيضا وبنفس العمق عناصر ثقافية أخرى في مقدمتها الأدب بجميع أجناسه والفن التشكيلي بشتى مدارسه والمسرح بمختلف تجلياته،وبنفس المنطق أيضا، فإن دراسة العلاقة بين الكلمات والصور، لا يعني أبدا تفضيل الكلمات، على اعتبار أن الصور تظل دائما ناقصة.

anfasse02111تقديم:
إن إثارة الجدل حول موضوع السينما والتربية، هو إثارة لجدل عام وشامل حول إكراهات الإيديولوجيا، والرهان التربوي، والعنف الرمزي، والمؤسسات المجتمعية، والأجهزة الإيديولوجية، وحول أجيال الطفولة، والشباب والبالغين وهي أيضا استكناه لقضايا الممارسة الإبداعية ولغايات الممارسة الفنية عامة، وهي كذلك تفعيل لأسئلة السينما وأسـئلة التربية وأسئلة أخرى تهم عطب الشخصية، وهوية الإنسان التربوية، وأهداف التسلية، والدور التربوي والتعليمي للصورة، وشخصية المتلقي، بالإضافة طبعا إلى سؤال النسق العام الذي تتأطر فيه هذه الأشياء كلها.
إن الحديث عن السينما والتربية هو مساهمة تسعى إلى تأكيد خطورة إلغاء وتأجيل وإقصاء جدل "الرهان التربوي" الحقيقي، ذلك الذي يسعى إلى توريط كل المجالات وكل الإطارات، وكل الجهات في إنعاش الحديث التربوي من أجل تحديد أرضية - يساهم فيها الجميع- يكون الهدف منها تحسيس كل مكونات المجتمع بواجباتها التربوية وبحقوقها في المجال نفسه، خاصة أن المسألة التربوية مسألة مهمة في أصلها، يخضع لها الجميع ويساهم فيها الجميع أيضا، لكن ليس بالضرورة انطلاقا من وعي كامل لغاياتها ولطبيعتها، ولهويتها ولأسسها ولخطورتها كذلك.

anfasse02105"يَا وطنِي فاشهَدْ
 هَا قد بّلغتْ
مِن أنبَاء المَشهدْ
مَا قد أبصَرتْ" (2)
    يَسعى الشاعرُ اليَمني مَنصُور راجح، وهو يتتبعُ القيامَة الجَارية ببلده، من خِلال كتابَاته المتواصِلة، إلى أن يكون شاهداً على مرحلة عَصيبة من تاريخ اليمَن المُعاصر. ولعلّ سقفَ الحُلم لديْه أعلى من مُجرد الشَّهادة، بل يَكاد يُوازي فعلَ الاستشهَاد، وهو ما عبّر عنهُ في بعضِ كتابَاتهِ التي اشتبَكت، ومَا تزَال، معَ مجرَيات الثورَة اليمَنية المُجهَضة، وتفاعَلت مَع سِياقها المَحلِّي والإقليمي ثم مَع انزياحِهَا المُدبَّر والذي يجُرّها إلى جهَة غيرِ مَعلومَة.
   الإصدارُ الجديد الذي وسمَهُ منصور راجح ب ”ربيع الرّيح” والذِي صَدر له، قبلَ سنةٍ مِن الآن، بلندُن، ضمّنه  أشعاراً ومقالاتٍ سياسيَة، كلّها، على اختلافِ خصُوصيتها، تدورُ في فلكِ الثورَة، ما جَعل النصُوص الشعريَة في الكتاب تتعرَّى من خصوصِية الشعر وتقولُ مَحمُولَها بلغة واضحَةٍ قريبة من جلدِ الأرض وبَعيدةٍ عن سَماء المَجاز.

anfasse25096" الفرار ليس بالتدقيق هو السفر، كما لا يعني التحرك، لأنه بداية هناك أسفار على الطريقة الفرنسية، أسفار تاريخية جدا وثقافية جدا ومنظمة أيضا (...)، وتثنية لأن الفرارات يمكن أن تقع في نفس المكان عن طريق سفر ثابت..."
جيل دولوز ـ حول تفوق الأدب الإنجليزي / الأمريكي ـ  
" الرواية العربية تستطيع مستقبلا، أن تدعم مسيرة تجديد المتخيل الاجتماعي وبلورة القيم التي تنقل مرجعية الصراع الاجتماعي وقوانينه وقراراته من السماء إلى الأرض."
محمد برادة ـ فضاءات روائية ـ
" بالعواطف النبيلة نكتب أدبا رديئا..."
أندري جيد

تختلف تصنيفات الأدب من ناقد إلى آخر، ومن كاتب إلى آخر، وأيضا من قارئ إلى آخر، حيث نتحدث عن أنواع عدة من الآداب وإن كان لها نفس الهدف الأنطولوجي، ونفس الغايات المشتركة، والمتمثلة بالتدقيق في سؤال الغوص في أعماق الإنسان، لهذا نتحدث سواء بوعي منا أو بغير وعي، عن الأدب الفرنسي، والأدب الإنجليزي، والأدب الصيني، والأدب العربي وهلم جرا... على العموم هناك مشترك بين كل ما ذكرناه آنفا، ألا وهو مصطلح الأدب، بيد أن مكمن الاختلاف يسكن ما نسب إليه مصطلح الأدب، وهو ما يزرع فيه منطق الاختلاف وإن كان أدبا في نهاية الأمر، حيث تتدخل عديد العوامل في هاته النقطة من سياسية وتاريخية وإبستيمولوجية وبنيوية، لكن ولكي لا نضفي طابع التعميم الأجوف في هذا المقام، سندقق القول أكثر فأكثر على أدبنا المغربي في علاقته بالأدب العربي بصفة عامة، من ثمة أمكننا أن نطرح جملة من الإشكالات في هذا الصدد يبقى من بينها: هل الأدب المغربي أدب عربي في نهاية الأمر؟ أين تكمن أوجه الاختلاف والتشابه بين الأدبين؟ بل هل يعتبر الحديث عن أدب مغربي في مواجهة أدب عربي صحيحا وسليما، أم أن هناك من الخصائص ما تفرق بين الإثنين أكثر مما تجمع بينهما؟

anfasse25095    " أؤلئك الذين يحلمون بالنهار يعرفون أشياء تهرب عن أؤلئك الذين يحلمون بالليل" هل تصدق مقولة الشاعر الامريكي ادغار
الآن بو عما يمثله الحلم في السينما؟ وكيف تعاملت السينما مع الحلم؟
ومن أين يأتي الحلم؟
من هنا!
السينما هي فن الحلم، حسب سيغموند فرويد. وتتأسس في مجال بصري بطبيعتها، فهي غالبا تعتبر ك" مصنع للأحلام"، حيث المتفرج يلج في حالة ثانية لأناه التي تتماهى مع شخصيات الفيلم. أما السينما فهي تقدم العديد من الأدوار المتعددة: السينما فرجة، متعة، رابط بين العوالم المتخيلة والواقعية. وهي نسخة مصورة من الحلم بدون أن تفقد علاقتها بالواقع، لكن السينما تتعالى عن هذا الواقع لتقدم هذا المتخيل القريب من الانتظارات العميقة للمتفرج.

anfasse1809101علاقة السينما بموضوعة الفقر، علائق معقدة وشائكة في السينما انطلاقا من رؤى المخرجين وتصوراتهم الفكرية وكذلك من خلال  تعامل السينما مع البحث عن إيجاد صورة نمطية للفقراء بأبعاد متعددة وغنية.
فماهي ملامح الفقر في مجتمعاتنا؟ وكيف تعاملت السينما مع تيمة الفقر؟
كيف رسمت السينما صورة نمطية عن الفقر والفقراء؟
هل تغيرت الصورة الإجتماعية للفقر أم ترسخت في أشكال أخرى أكثر هشاشة وبؤسا؟
وهل غيرت السينما من صورتها النمطية للفقراء؟
كيف سلطت السينما على الجوانب الإيجابية والسلبية للفقر؟
وهل حدت السياسات والتشريعات من انتشار الفقر؟

مفضلات الشهر من القصص القصيرة