التعريف بالكاتب:
أورسولا كينغسمايل هارت، من أبوين بريطانيين، ولدت في جنوب وسط الهند سنة 1920، وتربت في فرنسا في ظل النظام التربوي الفرنسي لتترعرع فيما بعد في المغرب، البلد الذي كانت دائما تعتبره وطنها.
بعد عودتها إلى المغرب سنة 1958، تعرفت على الأنتروبولوجي الأمريكي دافيد مونتكومري هارت. تزوجت به ورافقته في عمله الميداني في قبيلة " أيت ورياغل " بالريف، فساعدته على التعرف عن قرب على العالم الداخلي للبيت الريفي حيث كان من المستحيل على الباحث الذكر أن يتعرف عليه في مجتمع محافظ.
عاشت المؤلفة وزوجها في إقليم ألميريا باسبانيا منذ 1967، وفي نفس المنطقة وافتها المنية يوم 22 يناير 1996، من مؤلفاتها :
Two ladies of colonial algeria the lives and times of Aurelie picard and isabelle Eberhadort , ohio University , monographs in international studies ; africa series ; N 49 university of ohio press, 1987
التعريف بالكتاب:
يعد كتاب " وراء باب الفناء الحياة اليومية للنساء الريفيات" أحد الكتب التي ألفتها أورسولا كينغسمايل هارت، وهو كتاب ترجمه عبد الله الجرموني، وراجعه جمال أمزيان وعبد المجيد عزوزي، صادر سنة 2010 في طبعته الأولى عن مطبعة النجاح الجديدة منشورات تفرازن اءريف – طنجة - يقع هذا الكتاب في 194 صفحة، يتضمن بالإضافة لنبدة عن حياة المؤلفة، والفهرس، وكلمة لفسنتي موكا روميرو، تقديما للترجمة العربية، وتقديما للترجمة الإسبانية قدمه زوج الكاتبة الانتروبولوجي دافيد مونتغموري هارت، وأيضا شخصيات الكتاب وإهداء الكاتبة، ويحمل الكتاب إضافة إلى هذا 15 فصلا، ومقدمة وخاتمة، كما أفردت الكاتبة في آخر الكتاب بعض الصفحات لبسط مجموعة من الصور التي تجسد الشخصيات التي تعتمل داخل دفتي الكتاب.
تحاول من خلالهم الكاتبة رصد حياة الريف عبر التعريف ببعض العادات المحلية التي ترافق الاحتفال ببعض المناسبات، وينحصر هذا العمل حسب المترجم على تدوين الملاحظات والأشياء معتمدة على الذكريات عبر حكي غير كرونولوجي، وقد نقلت عن النساء نظرتهن للحياة الزوجية ومكانتهن في بيوتهن وأسرهن زيادة على تخوفهن وهمومهن في مجتمع رجولي بامتياز. يذكر أن الكتاب نشر بالانجليزية بالولايات المتحدة الأمريكية سنة 1994، وقد صاغته الكاتبة قبل عشرين سنة من نشره حسب ما جاء في مقدمة الترجمة الاسبانية لدافيد هارت.
قدم كتاب الحياة اليومية للنساء الريفيات خدمة كبيرة لتاريخ الأسرة المغربية، فقد سجل عن قرب الحياة في الريف قبل انتشار المدارس وتطور وسائل المواصلات، وذلك بعفوية مطلقة، وبطريقة سينيمائية رائعة، يخال معها القارئ أن الأوراق التي أمامه في هذا الكتاب إنما هي وثائقيات مرئية أنجزت بتقنيات الصورة الحديثة، خاصة وأن المؤَلَف يضم في النهاية ملحقا للصور تجعل القارئ ينتقل بعفوية من النص إلى الصورة لاكتشاف القسمات الحقيقية لشخصيات الكتاب، حيث تحضر بكل عفوية الأحاسيس الحية والهواجس العاطفية والانفعالات والاحباطات وقسمات الوجوه الصادقة في حيرتها وبؤسها وسعادتها، والزوايا بكل تفاصيلها الدقيقة والألوان بكل رمزيتها، والطبيعة بكل ودها وبشاعتها من خلال تركيزها على حياة أسرة محددة، ويتمثل أحد إنجازات المؤلفة الدالة على نجاحها في استخلاص العديد من التفاصيل والمعلومات الدقيقة حول الحياة العائلية الخاصة وعالم العواطف والأحاسيس، وهي مجالات يبقيها الريفيون عادة قيد الكتمان ويخفونها وراء ستار الصمت. لذا فإن هذا الكتاب يعد بحق مصدرا أساسيا عن تقاليد وعادات النساء في منطقة الريف المغربي قبل نصف قرن.[1]