اجرى المفكر صادق جلال العظم حوارا افتراضيا بكتابه (دراسات في الفلسفة الغربية المعاصرة) بين كيركجورد رائد الوجودية الحديثة ووايتهيد فيلسوف الرياضيات واحد اقطاب الوضعية التجريبية المنطقية الانجليزية ومما جاء في ثنايا الحوار انه: ورد على لسان كيركجورد " ان جوهر الوجود الفعلي هو الصيرورة، وان الفكر المجرد يبتعد عن حقيقة الوقائع العينية كلما توغل في التجريد " 1.
في مداخلة توضيحنا العبارة :
- حين ينسب لكيركجورد قوله جوهر الوجود الفعلي هو الصيرورة فهو لا يميز تمييزا واضحا بين الكينونة والجوهر. ويكرر كيرجكورد نفس منطق الصوفية التي قال بها اسبينوزا في مذهب وحدة الوجود ان الجوهر سابق على الوجود وبدلالة ثبات الجوهر ندرك الوجود. والجوهر برايه ثابت في حين الكينونة الوجودية هي صيرورة من التغيير المستمر. بهذا المعنى ادخلنا كيركجورد في احتدام متقاطع مع مسالتين الاولى انه بدلالة ثبات الجوهر واسبقيته على الكينونة نفهم الوجود انه صيرورة من التغيرات المستمرة. وهذا لا يمنع من ادراك الصيرورة للوجود انها تعبير تجريدي وبغير هذه الآلية لا يمكن رصد صيرورة الوجود في ثبات الجوهر.