gran al andalusيطمح هذا العرض إلى معالجة إشكالية علاقة الدين بالفلسفة في الغرب الإسلامي من خلال ثلاثة نماذج؛ نموذج غير موحدي ثم نموذجين موحديين ثم نموذج مغربي حديث. وسنسلك من أجل المعالجة توطئات نحدد فيها مفاهيم : الإشكالية – الدين –ا الفلسفة ثم نثير ما تتضمنه من مفارقات. لنضع هذه الإشكالية في سياقها من تاريخ الفلسفة بشكل عام.ثم نقف عند ابن سيد البطليوسي كتاب الحدائق.ثم ابن طفيل وقصة حي بن يقظانثم ابن رشد وكتابه فصل المقالثم نقف بإيجاز عند الحجوي ومقالته الموسومة بالتعاضد المتين.قبل أن نخلص إلى بعض النتائج في الموضوع.

توطئات :
ما الإشكالية :

الإشكالية هي مشكل فلسفي، والمشكل problème   آت من الكلمة الإغريقية problèma ، إنه الحاجز الذي ينتصب أمام الذات، الكيفية التي يقتحم بها، والجواب الذي نقدمه والذي لا يمكن أن يكون وثوقيا. أن يكون عند المرء حس الإشكال يعني أن ينظر في جميع الاتجاهات، والمشكل الفلسفي يمكن أن يشير إلى مفارقة أو إحراج ، إلى صعوبة ذات طبيعة عقلانية يبدو أنه لا حل لها.

TOUZANIيهدف موضوع هذا البحث إلى رصد جماليات العجيب في الكتابات الصوفية عامة، من خلال تتبع ما حفل به التراث العربي عموما وكتب القوم خصوصا من رصيد ضخم من العجائب، ومركزا – بشكل خاص - على جماليات العجيب في نموذج رحلة "ماء الموائد" لأبي سالم العياشي (ت1090هـ)، وبيان أثره على المتلقي ودوره في خدمة السلوك الصوفي وتعزيز التجربة الروحية العجيبة، حيث يمكن النظر إلى العجيب في الكتابات الصوفية باعتباره ذلك الفسيفساء الذي لا يندرج في سياق التشكيل الجمالي لتلك الكتابات فحسب، وإنما يدخل في مواد بنائها، وعناصر تشكلها، ومن ثم، تعددت تجليات الجمال والجلال في عجيب هذه الكتابات.
   إذا كان "العجيب" مصطلحا نقديا تبنته بعض الدراسات الغربية والتي تأثر بها النقد العربي المعاصر، فإن التساؤلات التي فرضت نفسها في هذا السياق، هي: لماذا لم يحظ العجيب باهتمام الباحثين والنقاد العرب؟ وما سر تأخر دراسته؟ ما تحولات العجيب وتجلياته في السياقين العربي والغربي؟ ثم ما صلة العجيب بالتصوف؟ وماهي جمالياته في الكتابات الصوفية؟ وهل يخدم نمط التلقي جماليات العجيب الصوفي؟ ثم أخيرا ما جماليات العجيب في رحلة "ماء الموائد"؟ ما مصادره وتجلياته؟ وكيف أسس عجيب هذه الرحلة هويته وخصوصياته؟

chrكثييرا ما يكثر اللغط بين المثقفين و المهتمين حول الصراع بين الأديان  أو الحوار بين الحضارات  فهل هناك صراع بين الاديان أم أن هناك تعايشا فيما بينها؟ وقبل الخوض في ذلك يحق لنا التساؤل عن معنى الدين و مغزاه؟ و هل فعلا هناك دين واحد   فقط بينما شرائعه مختلفة و رسله متعددون؟
خير ما أفتتح به هاته المداخلة المتواضعة هو الآية الكريمة التي يقول فيها  الحق جل و علا في سورة الحج "ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز "
ترمز الآية بالصوامع  لذلك البناء المستطيل المرتفع الذي يصعد إليه بدرج وبأعلاه بيت ، كان الرهبان يتخذونه للعبادة ليكونوا بعداء عن مشاغلة الناس إياهم ، وكانوا يوقدون به مصابيح للإعانة على السهر للعبادة ولإضاءة الطريق للمارين . من أجل ذلك سميت الصومعة المنارة . قال امرؤ القيس :

abstrait1 AQUAأعود في هذا المقال الى الفكر الاصلاحي المغربي زمن الحماية,أستجلي حضور المرأة في متن فقهاء كانت لهم رؤى طلائعية في واقع كان يرزح تحت ثقل التقليد ويتغنى بالموروث الجامد.مع الاشارة الى أن هذه العودة ليست تعني انتصارا لهذه الرؤى ولا دعوة مضمرة الى اعادة انتاجها في واقع مشبع بالتحول.

ان عودتي هذه , مجرد محاولة للتأمل واستقراء البوادر الأولى لتكسير الأطر الجامدة,ايمانا منها بأنه لا أمل في مجتمع يعطل ’’نصفه’’. وقد اقتصرت في هذه القراءة على ماكتبه محمد بن الحسن الحجوي-1874-1956- الفقيه ورجل المخزن,أحد صانعي واقع تلك المرحلة بفعل المناصب التي شغلها,وكذا بفعل الكتابات الهامة التي ضمنها أفكارا اصلاحية تجديدية جرت عليه ويلات مناوئيه.

  3d-abstract-L-iCtOrGصدر للأستاذ محمد جبرون، الكاتب المغربي والباحث في التاريخ والفكر السياسي الإسلامي، كتاب جديد تحت عنوان 'إمكان النهوض الإسلامي، مراجعة نقدية في المشروع الإصلاحي لعبد الله العروي" ، عن مركز نماء للدراسات والأبحاث، ضمن سلسلة مراجعات، من 190 صفحة من القطع المتوسط.
بهذا الكتاب يتعزز المشروع الثقافي الذي يتوخى تجديد الفكر الإسلامي وتأصيل مفاهيمه، والذي يمتد إلى المشاريع الإصلاحية الأولى منذ أواخر القرن التاسع عشر والتي عالجت إشكالية النهضة، ودافعت عن الأصالة والهوية والاستمرارية التاريخية، في مقابل المشاريع الأخرى التي تقوم على أوليات وأسس مغايرة، والحوار المفتوح بين "الفرق الكلامية" المعاصرة بتعبير أمحمد جبرون، الذي تمخض عنها، كمحاولة للجواب عن سؤال النهضة الكبير: كيف يمكن تجاوز التأخر السائد في المجتمعات العربية والإسلامية؟

abstrait-vecteالناظر في الكتابات المتعلقة بما أصطلح على توصيفه بالإعجاز العلمي في القرآن يقف عند نصوص لا حد لها، من كتاب الإسلام يتحدى لوحيد خان إلى كتابات زغلول النجار وقائمة المؤلفات والمؤلفين في هذا المجال كثيرة . غير أننا نريد أن نسوق جملة من الملاحظات لتوضيح الأمر ولنرفع لبسا عمد إليه هؤلاء الكتّاب عمدا محاولين اطلاق صبغة العلمية على أمر هو في الحقيقة ليس بعلمي، وإنما يندرج في باب الإستقطاب الديني والمذهبي تجنيدا للعامة ورغبة في اتخاذها وقودا لمنازع سياسية ومشارب مصلحية.
نجمل الملاحظات في النقاط التالية:

57387882أسفي مدينة التباينات و الاختلافات بامتياز. "حاضرة المحيط"، و هكذا و سمها العلامة ابن خلدون، تشتهر باحتضان الغرباء من مختلف الأرومات و الأديان، و تعمل على الاحتفاء بهم، وإكرامهم، و رعايتهم. وبهذا المعنى تضحى أسفي مدينة القبول بالآخر المتعدد و المختلف؛ وتضحى مدينة التسامح و التعايش حيث يتجسد فيها كل المغرب؛ بكل زخمه الحضاري، وتنوعه البشري، و اختلافه الثقافي، و الفني أيضا، ولعل هذا ما حمل أندلسيا ليقول في حقها، حينما طاب له المقام بها: "أخصب الأرجاء، و أقبلها للغرباء"؛1 وروائيا آسفيا موهوبا هو الدكتور سعيد لقبي لأن ينعتها ب " أسفي، المغرب الصغير" .2Safi, little morocco
الأستاذ إبراهيم كريدية، الذي هو موضوع عملنا هذا، باحث آسفي متميز. باحث مسكون بقضايا التاريخ الوطني و المحلي على السواء. وتجدر الإشارة إلى أن انهماكه بتاريخ آسفي وأحوازها يمكن رده ، فيما نحسب، للاعتبارات المتداخلة الآتية:

87لكي تتحرر من شيء ما ينبغي أن تكشف عن أصله أو جذره الأول –أي كيف تشكل و انبنى لأول مرة-، و من المعلوم أن الشيء يخفي أصله بكل الوسائل و ذلك لكي يقدم نفسه بشكل طبيعي بدهي لا يقبل النقاش، ثم لكي يقدم نفسه و كأنه كان دائما موجودا هكذا، و سوف يظل موجودا إلى الأبد. بمعنى آخر فإنه يفعل كل شيء لكي يغطي على لحظة انبثاقه التاريخي، لكي يخفي تاريخيته. هذا ما تفعله كافة العقائد و التصورات الدوغمائية في جميع الأديان". (1).