anfasse04039نبذة عن المؤلف:ريتشارد إليوت فريدمان ، عالم كتاب وأستاذ الدراسات اليهودية في جامعة جورجيا الأمريكية ، حصل على دكتوراة في الثيولوجيا في الكتاب العبري ولغات وحضارات الشرق الأدنى من جامعة هارفارد في 1978م.

مراجعة الكتاب
يتكون الكتاب من أربعة عشر فصلاً يحاول فيهم المؤلف ان يتحصل على إجابة لسؤاله الذي جعل منه عنواناً للكتاب، ألا وهو (من كتب التوراة؟ )
في البداية يحاول المؤلف ان يعرف التوراة ، فيقول انها كلمة عبرية تعني (التعاليم)
وهي تتكون من الأسفار الخمسة الأولى في الكتاب المقدس، وهي أسفار: -
•    التكوين
•    الخروج
•    اللاويين
•    العدد
•    التثنية
وتعرف تلك الاسفار باليونانية باسم Pentateuch   وتعني الوثائق الخمس.
ويوجد اعتقاد عند اليهود والمسيحيين ان النبي (موسى) هو كاتب الأسفار الخمسة، وذلك بالرغم انه لا توجد أي إشارة في تلك الأسفار بشخصية كاتبها.

ويتطرق المؤلف بعد ذلك الى مراحل التشكك في شخصية كاتب تلك الأسفار، فيقسم مراحل البحث في شخصية مؤلف الأسفار الى ثلاثة مراحل :

anfasse04037لا يخفى عن متابع  التاريخ، أن معركة العقاب سنة 609ه/1212م، شكلت منعطفا لتراجع المسلمين في الأندلس، لكن ما يذهل أن هذه المعركة تفصل عن معركة الأرك سوى سبعة عشر عاما والتي حقق فيها الموحدون انتصارا كبيرا، هذا يجعلنا نطرح عدة تساؤلات حول هذا التغير الكبير بين القوتين الأيبيرية والموحدية في مدة قليلة، وبالتالي الأيبيريون حققوا انتصارا كان له الأثر الكبير في تتابع سقوط بلاد الأندلس وتراجع الهيمنة المغربية في رقعة العالم المتوسطي.
 إن انهزام الموحدين في معركة العقاب أسس لمرحلة جديدة ستتسم ببداية الانحطاط الحضاري للعالم الإسلامي، فكانت العقاب مؤشرا لأفول تطور حركة الفكر، حيث ستنتقل شعلة التفوق لضفة الشمالية للمتوسط من جديد. إذن:
 _هزيمة العقاب هو بداية تراجع المد الإسلامي في أوروبا الغربية وبداية انقلاب الموازين(استثناء حالة الأتراك). مما يجعلنا نطرح مجموعة من الأسئلة:
 ـ أين تتجلى شروط التغير في نمط الإنتاج الفيودالي كشرط حضاري لتحقيق الانتصار على الموحدين؟
 ـ ما هي أسباب الجمود الحضاري عند المسلمين كشرط حضاري لهزيمة الموحدين؟
ـ ماهي محددات مسار المعركة كأسباب كانت لهزيمة الموحدين؟
إذن نرى بأن حركة المجتمع الأوروبي خلال القرنين 12/13م، دشنت لتفوق الأوربيين في مجال الحرب وأسلوبها، فيما نلاحظ استمرارا للبنية القديمة داخل حركة المجتمع الموحدي، حيث ظل أسلوب الحرب على حاله مما نتجت عنه أخطاء كثيرة سنتطرق لها في جوابنا على الإشكال الثالث

anfasse26023مقدمة.
لايعتبر الحديث عن الفن المعماري المغربي ترفا فكريا، وليس استهلاكيا، ولكن ضرورة بحثية نظرا لأن مثل هذه المواضيع هي تأكيد على الهوية الوطنية وعلى تجذر الأمة المغربية في التاريخ وعلى عمق الشخصية المغربية وتعدد روافدها الثقافية. فإذا كانت الدراسات التاريخية قد تناولت دور المغرب في نشر الحضارة بحوض المتوسط ودوره في العلاقات الدولية والديبلوماسية وأفسحت المجال لدراسة أعلام الفكر والدين، فإن ميادين الحضارة المادية المتمثلة في الآثار والفنون والصناعات، التي تعكس الجانب الفكري والثقافي والعقائدي، وتشرح المستوى الاجتماعي والاقتصادي لم تتح لها دراسات خاصة مستفيضة تلم شتات تلك المفاخر[1]. هذا وقد شكل المجال المعماري سمة بارزة في التطور الحضاري المغربي مستفيدا من موقعه الجغرافي بكونه مجالا للتفاعل الحضاري ولمرور العديد من التيارات الثقافية على مر العصور، ومن ذلك الحضارة الأندلسية، فالمغرب قد تأثر بعمق ومازال بهذه الحضارة، ومازالت فنون هذه المدن تعيش في تراث ذلك الفن الاسباني المغربي منذ عصور المرابطين والمرينيين[2]. حتى صار اسم الحضارة الأندلسية يذكر مقرونا بالحضارة المغربية، لأن الاشكال المطروح هو ضرورة وضع تأثير الاندلس في المغرب في موقعه الصحيح، وتجنب كل أشكال الغلو والمبالغة  في تقديره.

Anfasse20032إن  البحث في هذا الموضوع ليس بهدف إثارة النعرة القبلية أو إيقاظ الضغائن والأحقاد والتشجيع على إحياء القبلية أو التحريض على التفرقة وليس جانبا من الشوفينية كما يعتقد البعض . و الدافع الأساسي الكامن وراء هذه المحاولة هو الرغبة الملحة في البحث والتنقيب في الماضي البعيد لمنطقة الجنوب الشرقي عامة وللتحالفات القبلية التي  تشكلت بالمنطقة عبر تاريخها الطويل لان النظم العرفية والقانونية والأعراف الاجتماعية والاقتصادية والأنساق الفكرية والذهنية المؤطرة والمحددة لجميع التكتلات المذكورة في التاريخ بإسهاب كبير تشكل أرضية خصبة ومادة أساسية لايمكن  الاستغناء عنها في الدراسات الإنسانية بمختلف فروعها لكونها قواعد خاصة ناتجة ونابعة من الانشغالات والمثبطات والعراقيل اليومية والمستجدات الطارئة التي تهم الأنشطة اليومية للإنسان الأمازيغي محليا. لهذا فان البحث في مجال وتاريخ أيت يفلمان في الماضي يساعدنا  للوقوف على اللبنات الأولى لكل التجليات البارزة على سطح قشرة البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بالجهة والتي تختفي في عمقها ألباب عبارة عن حقائق علمية وتاريخيو وسوسيولوجية وانتربولوجية  ؛ تمكن الباحثين في الميادين المختلفة لبلورة تصور عام يهم ويلامس البنيات العامة للنسيج الاجتماعي والفكري للمجتمعات بالجهة.

line wavy shape bright 15836 602x339 ألا يجب علينا أن نتساءل فيما يخص كتابة التاريخ إن كانت الكتابة علاجا أو سُما؟
إن تاريخ الزمن المعاصر والزمن الحاضر يشكل مرصدا مميزا كي نقيس مدى الصعوبات التي تنشأ بين التأويل وبين مطلب الحقيقة .
   P.Ricœur   في التاريخ .
************
   في عددها الأخير، وضمن الحيز الخاص ب"تاريخنا القرن20م" نشرت المجلة المغربية المتخصصة في موضوعات التاريخ "زمان" في نسختها الصادرة باللغة الفرنسية مقالا تحت عنوان:بخصوص وثيقة الاستقلال للباحث محمد المنصور . وتعميما للإطلاع نقدم له هذه الترجمة المتواضعة على صفحات أنفاس الإلكترونية :                                      
  وثيقة(بيان)الاستقلال ليوم 11يناير 1944 توجد في مكان عال بالنسبة لذاكرتنا الوطنية .
كم هو عدد الذين وقعوا على الوثيقة؟ ماذا بالنسبة ل"وثائق" أخرى طالبت هي أيضا باستقلال المملكة؟
يمكننا اعتبار وثيقة الاستقلال بمثابة واحدة من الأحداث الوطنية الكبرى خلال القرن العشرين،لأنها شكلت منعطفا حاسما بين مغرب مُستعمَرٍ ومغرب مستقل. غير أنه، وبالنظر لأهميتها الرمزية، سرعان ما صارت وسط معركة من نوع مختلف، هي معركة تَملُّكِ التاريخ لجعله سند مشروعية .                                                                      
ظل الحزب الواحد:
مع استقلال المغرب سنة 1956،كان حزب الاستقلال، ومن غير جدال حركة سياسية، والتي بفضل شعبيتها وكاريزمية زعيمها علال الفاسي، من دون منافس .الحزب الديمقراطي من أجل الاستقلال(إضافة من عندنا لاحقا الشورى والاستقلال) بقيادة بلحسن الوزاني لم يكن له ثقل كبير أمام حزب الاستقلال، وبسرعة تم استبعاده من "اللعبة" بما فيه عبر إجراءات عنيفة . بعد 1956 أصبح الصراع من أجل السلطة قائما بين القوتين الأساسيتين بالفعل، وهما الملكية  من جهة وحزب الاستقلال بكل مكوناته من جيش التحرير الوطني واليسار الإشتراكي في الحزب من جهة أخرى. الأولوية لدى الملكية وحزب الاستقلال  ستكون سياسية ولكن أيضا إيديولوجية،ومن اللحظة فإن تاريخ الأمة سينطبع وتتشكل معالمه من طرف القوى الموجودة في السلطة لفائدة تلك الموجودة سلفا فيها.                                                   

BEN-SGHIR02أثارت مسألة الأقليات في التاريخ المغربي  المعاصر اهتمام عدد من الباحثين المغاربة خاصة المؤرخين والأنتروبولوجيين، وتطرح دراسة الأقليات إشكالات نظرية ومنهجية ومعرفية  فضلا عن إكراهات البحث الوثائقي والأرشيف.وإذا كان الفضل لمؤرخي المرحلة المعاصرة في فتح ثغرة الكشف عن واقع وتجربة الأقليات العرقية والدينية فإن الكتاب بين أيدينا"يهود المغرب وحديث الذاكرة " قد منح الموضوع بعدا آخر من خلال  جرأة مساءلة الذاكرة والتاريخ الشفهي – مع ما يرافق ذلك من صعوبات- والسفر بنا في رحلة، تعددت مسالكها،وعمل فيها الباحث الأنتروبولوجي والمؤرخ المغربي عمر بوم على تجميع قطع متناثرة وممتدة، وتشظيات متباعدة عبر أجيال مختلفة لبناء صورة اليهودي كما شكلتها أزمنة تاريخية متعددة ولحظات مجتمعية متباينة،وكما صاغتها تجربة العيش المشترك لليهود في المجال المغربي .
اختار الباحث في دراسته- استغرقت10سنوات من البحث الإثنوغرافي والوثائقي- توظيف خطابات السرد الشخصية وبنياتها اللغوية – كما هو الأمر عند طريقة المؤرخين اللغويين- للكشف عن العلاقة بين أنماط اللغة وتبادلاتها  والسيرورات ثم التحولات الاجتماعية مستخدما ما أسماه"النموذج الطولي"(كما اقترحه لابوف) لمعالجة الذكريات الاجتماعية لدى المسلمين المغاربة عن اليهود،تلك الذاكرة التي يمتزج فيها الذاتي والشخصي،العفوي والموجه،القصصي والمحكي والتاريخي والتي تميزت بالتغير عبر الأجيال و"أفواج الأتراب"،مع الانتباه المعرفي للسياقات الاجتماعية والثقافية والسياسية(محليا-جهويا-عالميا..)التي تتداخل لتوليد تلك المواقف وتأسيس الذاكرة،فضلا عن أبعاد التنشئة الاجتماعية والخلفية السياسية والاختيارات الإيديولوجية ل"حاملي الذاكرة"وأثر ثورة وسائل الإعلام. 

anfasse29018إن أي فهم لوضعية التعليم خلال فترة الحماية الفرنسية بالمغرب، لا يستقيم إلا بإستعراض النظام التعليمي والمؤسسات التعليمية التي كانت قبل الحماية. باعتبار أن هذه المؤسسات مختلفة تماما عما جاءت به الحماية. ويمكن تقسيم مؤسسات التعليم حسب تكوينها التاريخي إلى نوعين:
-    مؤسسات قديمة وعريقة في القدم
-    مؤسسات أحدثت قبل الاحتلال الاستعماري
1.    مؤسسات قديمة وعريقة في القدم:هي مؤسسات إرتبطت بحقبة الدعوة الإسلامية، لكونها تقدم تعليما عربيا إسلاميا أتى استجابة للتوجيهات الإسلامية الداعية لطلب العلم ورغبة في فهم الدين وقواعده وأصوله. وارتبطت هاته المؤسسات بأماكن العبادة ( كالكتاتيب القرآنية، المساجد، الزوايا...)، وتعتبر الجامعات العريقة قمة هذا النوع. فبالنسبة للمغرب نجد جامعة القرويين بفاس وكلية ابن يوسف بمراكش.
فالنظام التعليمي الأصيل قبيل الحماية، تميز بكونه نظاما لم يتغير عبر العصور في  البلدان الإسلامية سواء في القرى أو المدن، من خلال إستناده إلى القرآن الكريم، كمنظومة ومؤسسات في طابعه العتيق يساير البنيات التقليدية المتواجدة ويحافظ على استمرارها ويعيد إنتاجها، ويقدم تعليما محدودا، خاصا بنخبة محظوظة، لها الإمكانيات المادية لمساعدة أبنائها على مواصلة الدراسة وتبقى أساليب هذا التعليم تقليدية من حيث الاعتماد على الذاكرة والإكراه، إذ يعامل المتعلم الصغير وكأنه راشد، يرتكز على العلوم النقلية في غياب للعلوم العقلية. فالهدف من هذا التعليم هو الحفاظ على استمرارية نخبة ثقافية متشبعة بالتعاليم الإسلامية وإتقان اللغة العربية وقواعدها لتدبير شؤون الدولة والمجتمع وإعادة إنتاجهما.

anfasse22019تقديم : مؤرخ كبير،وأب السوسيولوجيا الحديثة. إنه،ابن خلدون،الشخصية المشهورة،على امتداد كل أرض تونس.لكن،هل يلزم حقا اعتباره تونسيا،وهو المنحدر من أسرة يمنية، استقرت في الأندلس،وعاش لفترة طويلة بمصر؟.
خلال الحقبة التي عاصرها ابن خلدون،كان العالم العربي يعيش أوج إعادة تشكله.هكذا،يسيطر الكاثوليكيون على قسم كبير من الأندلس،ومصر تحت كنف سلاطين المماليك،أما الشرق الأوسط،فقد اكتسحه الجيش التركي-المنغولي،بقيادة تيمورلنك.
بعد سقوط الموحدين،الذين تمكنوا من توحيد بلاد المغرب،من نهاية القرن الثاني عشر،إلى أواسط القرن الثالث عشر،صار الغرب الإسلامي تحت رحمة ثلاثة دول،هي:المرينيون والزيانيون و الحفصيون.نتيجة لترحاله الدائم،التقى ابن خلدون، أغلب أمراء المنطقة، بل كان رهن إشارتهم.  
وسط ساحة يقطعها شارع بورقيبة،الشارع الأساسي للعاصمة التونسية،وأمام كاتدرائية كاثوليكية وكذا سفارة فرنسا،ينتصب تمثال برونزي،الوحيد من نوعه في هذا المحيط،يظهر شخصا،مهيب الجانب،مرتديا البرنس والعمامة،وممسكا في يده اليمنى كتابا،باعتباره شيئا ثمينا. 
هذا الرجل المبجل بهذه الكيفية،هو عبد الرحمن بن خلدون(1332 -1406)،قاضيا ودبلوماسيا،ورجل بلاط خلال القرن الرابع عشر،لكنه خاصة مفكرا عبقريا، وأحد مؤسسي العلوم الإنسانية الحديثة،وبالنسبة لتونس فتعتبره أحد أبنائها.